عبّر العديد من الفلاحين المستفيدين من أراضي فلاحية في إطار الاستصلاح بمنطقة «لعديرة 2» عن استيائهم الشديد من الوضع الكارثي الذي آلت إليه مستثمراتهم الفلاحية التي تتربع على نحو 50 هكتارا، رغم بذل جهود جبّارة لاستصلاحها وصرف مبالغ باهضة عليها من أموالهم الخاصة، إلا أنّ انعدام شبكة للسقي، وتدهور الطريق المؤدية إلى مستصلحاتهم الزراعية، جعلت معاناتهم تتضاعف.
وقال هؤلاء الفلاحين إنّه بالرغم من إنجاز مصالح مديرية الفلاحة لبئر ارتوازي بغلاف مالي معتبر، إلا أنّ توصيل شبكة السقي للفلاحين لم يتم منذ أكثر من عقد من الزمن، هذه الوضعية الصعبة جعلت معاناتهم مستمرة بحثا عن المياه، ومستثمراتهم تعاني العطش الدائم.
وناشد أصحاب هذه المستثمرات والأراضي الفلاحية السلطات المعنية بالقطاع في ولاية غرداية، لزيارة منطقتهم للوقوف على الوضعية الكارثية التي آلت إليها مستثمراتهم، في منطقة العديرة 2، مطالبين في السياق ذاته والي الولاية بالتدخل العاجل، لإنقاذ ما يمكن إنقاذه مما تبقى من أراضيهم التي تحولت إلى أراضي جرداء قاحلة، بعدما كانت مصدر رزق الوحيد لهؤلاء الفلاحين.
وحسب تصريحات عدد منهم لـ «الشعب»، فقد ساهمت هذه الوضعية في هجرة عديد الفلاحين بعد انتظار فاق العقد من الزمن، وعزوفهم عن امتهان نشاط الزراعة الصحراوية، بعدما أغلقت جميع المنافذ لحل مشاكلهم العالقة وسط صمت الجهات المهتمة بالحفاظ على النشاط الفلاحي.
وأمام هذا الوضع الصعب، ينتظر الفلاحون وكلهم أمل برد الاعتبار لمنطقتهم الفلاحية، والاستجابة لمطالبهم ببرمجة إنجاز شبكات السقي عبر هذه المستثمرات، مع الأخذ بعين الاعتبار مطلب فتح المسالك والطرق المؤدية إليها.
من جهته، شدّد والي ولاية غرداية بوعلام عمراني على أهمية استغلال الإمكانيات الهامة التي تتمتّع بها ولاية غرداية، والتي تعد فلاحية بامتياز، كونها مصـدرا تنمويا محليا هاما لتثمين مختلف الشعب الفلاحية، كما دعا إلى ضرورة تحسين نوعية الإنتاج، والرفع مـن المردودية الفلاحية، وخلق القدرة التنافسية للوصول إلـى التسويق المحلي والوطني. جاء ذلك بمناسبة افتتاح معرض المنتوجات والعتاد الفلاحي، احتفالا باليوم الوطني للإرشاد الفلاحي بمقر ولاية غرداية، تحت شعار: «التعاونيات الفلاحية دعائم للتنمية الفلاحية والأمن الغذائي في بلادنا».
وقد عرفت التظاهرة، مشاركة العديد من الفلاحين والمستثمرين، بتنوّع نشاطهم من بين تربية الأبقار وإنتاج الحليب واللحوم الحمراء والبيضاء والخضروات، وكذا إنتاج العسل، وزيت الزيتون.
وأكّد على ضرورة تضافر الجهود مع المتعاملين الاقتصاديين فيما يخص رفع المردودية لمرافقة الفلاحين والنهوض بالقطاع، وكذلك هو الشأن بالنسبة للصناعة الفلاحية، داعيا الفلاحين بوجوب التحلي بالتفكير الاقتصادي وتأمين المحاصيل الزراعية وتوسيع النشاط الفلاحي وخلق مناصب شغل، مؤكدا في السياق ذاته أنّ السلطات المحلية تبقى مرافقة دائمة للفلاح.