نقل المياه من عين صالح إلى تمنراست

مشروع القرن يروي ظمأ سكّـان الأهقار

تمنراست: محمد الصالح بن حود

يصنّف تحويل المياه من عين صالح إلى تمنراست، كأحد المشاريع الضّخمة التي عملت السلطات على تجسيدها لفائدة المواطن بأقصى جنوب الوطن، في خطوة من أجل تجسيد تنمية متوازنة في جميع ربوع الوطن، ليضاف له في وقت لاحق مشروع التصفية من أجل تحلية الماء، وجعله في مستوى تطلّعات المواطن المحلي.
يفصل عام 2011 بعاصمة الأهقار بين حقبتين انتقلت بعده المنطقة من مرحلة إلى أخرى، تّاريخ شهد فيه المواطن والسّاكن المحلي بداية تغيير في إحدى المجالات المهمّة للحياة اليومية له بفضل مشروع القرن، مصطلح أطلق على عملية نقل المياه من عاصمة التديكلت «عين صالح» على بعد أكثر من 750 كلم إلى عاصمة الأهقار تمنغست، إنجاز تمّ وتجسّد لينهي بذلك بشكل شبه كلي مسلسلا أرّق سكان المنطقة مع نقص المياه، بتقليص الطّلب الكبير على شراء صهاريج المياه، التي أثقلت كاهل المواطن المحلي.
غير أن الطلب على الأخيرة أضحى في الآونة الأخيرة يثير التذمر والاستياء من الوضعية التي أصبحت تعرفها عملية تزويد السكان بالماء من تذبذب وانقطاعات متكرّرة وطويلة في بعض الأحيان لبعض الأحياء خاصة مع فصل الصيف، يحدث هذا في وقت تضاعف ثمن المياه المسوقة بالصهاريج ثلاثة مرات عن سعره المعتاد، ليصل سعر1000 لتر إلى 1500 دج بعد أن كان يباع بـ 500 دج.

70 بالمائة تزويد يومي
 وعليه يكشف مدير الموارد المائية لولاية تمنراست، لحبيب بولنوار، أنّ عملية التزويد بالماء الشّروب لفائدة مواطني عاصمة الأهقار، بلغت 70 بالمائة بشكل يومي، بمتوسّط 16 ألف متر مكعب من الماء يوميا، وهو الأمر الذي يمكّن ـ حسبه - غالبية المواطنين من الاستفادة بشكل منتظم، في حين الباقي والذي يمثل 30 بالمائة من الأحياء السّكانية والمواطنين، فإنّ مصالح المياه تعمل على تزويدهم ببرمجة عملية التزويد بشكل متناوب يوما بعد يوم.
يضيف بولنوار في نفس السياق، أنّ ما تشهده بعض الأحياء من تذبذب أثار استياءهم، مردّه في الكثير من الأحيان إلى مشكل في التّسيير من طرف الأعوان المكلّفين والمشرفين على عملية التوزيع عبر الشبكة للمواطنين والأحياء.
وفي سياق آخر، أثار مدير الموارد المائية بعاصمة الأهقار، أبرز المشاكل التي تضر بعملية تزويد السكان بالماء، وهي الاستعمال اللاّعقلاني للثروة المهمة وتبذيرها بشكل مفرط ومبالغ فيه، الأمر الذي - حسبه - ينعكس سلبا على عملية تزويد السكان بالماء، خاصة وأنّ المنطقة العمرانية تشهد توسّعا بشكل سريع ومتزايد، وزيادة عدد الأحياء السّكانية جرّاء توزيع عدد معتبر من السّكنات بلغ 3000 سكن في الثلاث سنوات الأخيرة، ممّا يرفع من التحدي لتزويدها بشكل منتظم يقابله التبذير الذي أصبح إحدى سمات المواطن في عاصمة الأهقار، ويكون هو المتضرّر الأول والأخير منها في حالة وجود أي طارئ، ورغم هذا - يضيف المتحدّث - فإنّ القطاع يعمل على وضع خطط من أجل مواجهة هاته العواقب.

مشاريع معتبرة
يؤكّد رئيس مصلحة المياه الصّالحة للشّرب بمديرية الموارد المائية لولاية تمنراست، عبد الله العزاوي لمجلة «التنمية المحلية»، أنّ نسبة التغطية بلغت 98 بالمائة على مستوى عاصمة الأهقار، والعمل جارٍ بهدف تعزيز الهياكل المتواجدة، بأخرى جديدة تماشيا مع ما تشهده الولاية من زيادة في الكثافة السكانية، وكذا إيصال مشروع القرن إلى مختلف القرى القريبة من عاصمة الولاية، على غرار مشروع ربط قرى كل من اقرمبابت وأمسل على مسافة 34 كلم، تجسيد لمشروع خزانين للمياه كل واحد بسعة 500 متر مكعب، بقيمة تقدّر بـ 38 مليار سنتيم.
وفيما يخصّ الأحياء السّكنية الجديدة بعاصمة الولاية، أضاف المتحدّث أنّ القطاع جسّد العديد من المشاريع بالمدينة، على غرار وضع خزانين بحيي تبركات وأدريان بسعة 4000 متر مكعب لكل منهما للأحياء المجاورة، وخزان آخر على مستوى حي قطع الواد بسعة 1000 متر مكعب للأحياء المجاورة.
وفي نفس الصّدد، يكشف عبد الله العزاوي أنّ العمل جار كذلك من أجل توفير الماء الشّروب للمناطق المعزولة أو ما يطلق عليها بمناطق الظل، من خلال إطلاق عدد من المشاريع على غرار إنجاز، تجهيز وربط عدد من الآبار بكل من دائرة إدلس، 230 كلم عن عاصمة الأهقار، ودائرة سيلت 140 كلم عن عاصمة الولاية، وبلدية أبلسة 100 كلم والقرى المجاورة لها (إقلن  وإهيلفن)، وكذا تدعيم عاصمة التديكلت (عين صالح) بـ 03 خزّانات كل واحد بسعة 500 متر مكعب، بكل من دغامشة، الزاوية وإقسطن، مشاريع قيد الإنجاز للبدو الرحّل و10 آبار بصحاري تين زواتين، 400 كلم عن عاصمة الأهقار.

خليّـة متابعة
من أجل الوقوف على النّقائص، والعمل على تداركها خاصة فيما يخص تزويد المواطنين بالمياه الصّالحة للشّرب، كشف مدير الموارد المائية، لحبيب بولنوار، عن تشكيل لجنة إصغاء ومتابعة على مستوى المديرية من أجل استقبال شكاوى المواطنين ومتابعتها، والعمل على حلّها في أسرع وقت ممكن، وهذا بالتّنسيق مع جميع الفاعلين في الميدان على غرار الجزائرية للمياه كونها المسيّر، الأمر الذي ساهم بشكل كبير في الوقوف على متطلّبات المواطنين، والعمل على تلبية حاجياتهم.
في هذا الشّأن، يضيف المتحدّث، أنّ القطاع تمكّن من الوقوف على العديد من النّقاط السّوداء التي من الممكن أن تشكّل قلقا وهاجسا في المستقبل لعملية التّزويد بالمياه الصّالحة للشّرب للمواطن، الأمر الذي - حسبه - جعل القائمين على القطاع يضعون مقترحات مستقبلية لمشاريع بغية تأمين وتزويد عاصمة الأهقار، وتأمين مورد آخر يضمن عملية تزويد المواطن بالماء بشكل طبيعي، في حالة وقوع أي خلل على مستوى مشروع القرن، وهذا من خلال اقتراح إنجاز مشروع جلب المياه من منطقة عين أتاي بولاية عين قزام على بعد حوالي 400 كلم، وكذا اقتراح تزويد بلدية أبلسة، 100 كلم عن عاصمة الأهقار، بالمياه الصّالحة للشّرب وربطها بمشروع القرن الذي يمر بالقرب منها، وتزويد المنطقة الحدودية تين زواتين بالمياه من منطقة تنزروفت بولاية أدرار لكون المنطقة الحدودية لا يوجد بها مورد مائي.

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19521

العدد 19521

الخميس 18 جويلية 2024
العدد 19520

العدد 19520

الأربعاء 17 جويلية 2024
العدد 19519

العدد 19519

الثلاثاء 16 جويلية 2024
العدد 19518

العدد 19518

الإثنين 15 جويلية 2024