جدّد سكان قرية أولاد بن صوشة، ببلدية أولاد دراج بولاية المسيلة مطالبهم الجديدة القديمة على أمل أن تتخذّ السلطات المحلية إجراءات من شأنها تحريك عجلة التنمية لرفع الغبن عنهم ولو بشكل بسيط ووضع حدّ لمعاناتهم المستمرة منذ سنوات على الرغم من الوعود التي ذهبت أدراج الرياح.
لم تشفع طبيعة المنطقة الفلاحية التي تمتاز بتربية الخيول والأبقار خصوبة أراضيها وما تقدّمه من خيرات لأبناء المنطقة لتنظر إليها السلطات بجدية وتحقّق مطالب السكان التي بات الحديث عنها في الوقت الحالي يعتبر من بين المطالب التي أكل عليها الدهر وشرب مقارنة بما هي عليه في مناطق أخرى فقرية أولاد بن صوشة تفتقر لأبسط متطلبات الحياة الأساسية على غرار الماء الشروب، وقنوات الصرف الصحي، بالإضافة إلى الإهتراء الذي تعرفه الطرق الداخلية للقرية، وعدم ربط العديد من المنازل بالكهرباء والغاز ناهيك عن نقص التزود بالماء الشروب حتم على السكان شراء صهريج الماء بـ1300 ألف دينار جزائري كل فصل صيف.
مياه الشرب والصرف الصحي
ما تزال معاناة سكان قرية أولاد بن صوشة ببلدية أولاد دراج متواصلة في ظلّ غياب قنوات الصرف الصحي مقابل التزايد السكاني الذي تشهده المنطقة، الشيء الذي أغرق القرية في النفايات والقمامة والروائح الكريهة، حيث يضطر السكان إلى اللجوء إلى حفر الترسيب والتي غالب ما ينجر عنها انتشار أسراب الناموس والذباب صيفا بعد أن تمتلئ وتفيض، حيث يضطر السكان إلى الاستنجاد بشاحنات التفريغ التي لن يحصلوا عنها بمعاناة كبيرة جدا ودفع مبالغ مالية كبيرة، في حين يفضل البعض الآخر إلى إعادة حفر حرة أخرى وهو ما يشكّل خطرا على السيارات والشاحنات، هذا على الرغم من الشكاوي المتكرّرة للسلطات دون جدوى تذكر.
يضاف إلى ما سبق مشكل التذبذب المسجل في التزود بالمياه الصالحة للشرب، بالرغم من توفر القرية على قنوات الربط بالشبكة، إلا أن الماء يبقى الغائب الأكبر في حياتهم اليومية، إذ أن العديد من السكان الذين تحدثنا إليهم أجمعوا على غياب الماء النهائي عن حنفيات منازلهم ولا يرون هذه المادة إلا أياما معدودات، الشيء الذي دفعهم إلى الاستنجاد بصهاريج المياه بأسعار وصلت سقف 1300 دج للصهريج الواحد، والذي لا يلبي متطلبات السكان، وكذلك اللجوء إلى الينابيع الطبيعية والآبار الموجودة بإحدى قرى بلدية السوامع.
مسالك مهترئة وغياب مرافق رياضية
يعتمد، أغلب سكان قرية أولاد بن صوشة على المسالك الريفية بحكم ممارستهم تربية المواشي ومختلف الأنشطة الفلاحية، حيث تتحوّل حياتهم كل فصل شتاء إلى مأساة حقيقية مع أولى قطرات المطر مع الأوحال والبرك المائية إذ لم تستفد المسالك الداخلية لقرية أولاد بن صوشة من أية عملية تهيئة، الشيء الذي صعب من عمليات تنقل السكان العاملين بالمناطق الأخرى، وكذا المتمدرسين، يضاف إلى هذا غياب الإنارة العمومية التي طالب سكان القرية بها بعديد المرات من خلال تعميم الاستفادة منها جراء النقص المسجل في تغطيتها، في ظلّ الظلام الدامس الذي يخيّم على القرية والذي يصعب عملية تنقل السكان ليلا.
وفي ذات السياق، عبّر شباب القرية عن سخطهم الكبير بسبب التهميش الذي طالهم، في ظلّ عدم توفر المرافق الرياضية والشبابية، عكس ما هي عليه العديد من قرى البلدية التي ضحيت بملاعب جوارية باتت مقصد الكثير من الشباب لممارسة مختلف الأنشطة الرياضية فقرية أولاد بن صوشة تفتقر إلى ملعب لكرة القدم إلا القديم الذي لا يحتوي إلا على الاسم فقط، ولا ملاعب جوارية ولا مكتبة بلدية ولا دار شباب، إذ يجد شباب القرية أنفسهم مضطرين إلى التنقل وقطع عشرات الكيلومترات إلى القرى والبلديات المجاورة، من أجل مقابلة في كرة القدم أو مزاولة رياضتهم المفضلة.
وفي شأن آخر، يشتكي شباب القرية من تفشي ظاهرة البطالة وبشكل كبير مسّت خريجي الجامعات ومعاهد التكوين، وهو ما دفع بعض الشباب إلى محاولات خلق أنشطة تجارية باءت بالفشل لعدة أسباب أرجعها العديد منهم إلى قلة الخبرة والركود التجاري الذي يخيّمم على المنطقة ككل.
في حين فضل البعض الآخر البحث عن عمل خارج البلدية على أمل إيجاد عمل يكون له بمثابة الحافز لبناء أسرة في ما ناشد البعض الآخر السلطات المعنية الولائية والبلدية ومديرية الشباب والرياضة بالولاية، بضرورة الالتفاتة إليهم ورفع الغبن عنهم من خلال برمجة مشاريع رياضية بهدف خلق مناصب شغل للتخلّص من البطالة.