تشتهر قبائل الطوارق المتمركزة في جنوب الجزائر بمدينة تمنراست التي تبعد حوالي 1800 كلم جنوبي العاصمة بصناعاتها التقليدية الحية الموصولة بعمق حراكها الاجتماعي، إذ يلاحظ الانتشار الكبير لحرف محلية صميمة تجمع بين اتساع الممارسة ووفرة الرواج، وتعدّ الصناعة التقليدية لدى الطوارق، جزءاً من ذاكرتهم وإحدى أهم تجليات روحهم الثقافية، بفضل مثابرة أجيال متعاقبة، والحب الذي يُكنّوه لحرف يربو تاريخها عن آلاف السنين الممتدّة.
وتنفرد الصناعة التقليدية لدى الطوارق بممارستها من قبل عائلات بكاملها، حيث تخوض بشكل متوارث في حرف يدوية عديدة على غرار صناعة الحلي، النسيج، الخياطة، الفخار وحياكة الزرابي، صنع الآلات الموسيقية وغيرها، وإنّ الكثير من أبناء الطوارق وتُطلق عليهم كنية الرجال الزرق أو أهل اللثام، انخرطوا في الصناعات التقليدية غيرةً منهم على هذا الموروث الحرفي العريق المهدد بالزوال.
ويحاول الحرفيون إخراج صناعتهم التقليدية من نطاق الطوارق، من خلال توشيتها بزخارف وتلاوين تنتمي إلى مناطق جزائرية أخرى على غرار طابع منطقة القبائل الكبرى في شمال البلاد، دون التفريط في الجوهر الأصيل لحرفهم.