الشروع في هدم البنايات العشوائية بالشريط الساحلي

باشرت السلطات الولائية، بمستغانم، مؤخرا، في هدم البنايات الفوضوية المشيدة على طول الشريط الساحلي بطريقة عشوائية وغير شرعية، مما شوّه الوجه الجمالي للمنطقة.
وتدخل العملية في إطار إعداد مشروع لتنمية الشريط الساحلي والقضاء على كل النقاط السوداء على طول الشريط المقدر بـ 124 كلم، قصد تخصيصه لتطوير السياحة وإعداد مخططات التهيئة بهدف تمكين إنجاز مشاريع سياحية كبرى من شأنها المساهمة في تحقيق التنمية الاقتصادية.
حيث شرعت مصالح بلدية أولاد بوغالم بالتنسيق مع مصالح دائرة عشعاشة ومصالح الولاية بهدم بنايات فوضوية شيدت بشاطئي بحارة 1 و2  بتسخير مختلف الوسائل والإمكانيات لتنفيذ العملية.
كما أحصت ذات المصالح 105 بناية منها 40 عبارة عن سكنات غير مكتملة وشقق بطابقين تم بناؤها من قبل أشخاص مجهولين معظمهم من خارج الولاية دون أي وثائق وبطريقة غير قانونية كانوا يستغلونها للكراء في موسم الاصطياف في تعدي صارخ على الملكية العامة وعلى أملاك الدولة، حيث لا يمكن تسوية وضعيتها وفقا للتشريع والتنظيم المعمول بهما.
مسّت عملية الهدم 36 بناية فوضوية مشيدة بشاطئ بحارة 2 وتتواصل إلى غاية القضاء على هذه البنايات العشوائية التي استفحلت في السنوات الأخيرة بالشريط الساحلي داخل منطقة التوسع السياحي وبأراضي ذات طابع فلاحي.
وقد تم هدم 28 بناية قصديرية مشيدة بالقرب من شاطئ المرسى ببلدية بن عبد المالك رمضان بالتنسيق مع مصالح الدائرة، كما أقدمت ذات المصالح على هدم 53 بناية أخرى مشيدة بالقرب من شاطئ الشعايبية على أراضي فلاحية، وذلك في إطار محاربة البناءات الفوضوية وخاصة المنجزة على الشريط الساحلي والأراضي الفلاحية بشكل عشوائي.
وفي هذا الصدد، وجه المسؤول الأول على الجهاز التنفيذي عيسى بولحية نداء لكافة المواطنين بعدم المجازفة وشراء أوعية عقارية دون وثائق رسمية والبناء عليها بشكل غير قانوني ودون مراعاة الإجراءات الواردة في قانون التعمير ولاسيما إذا كانت هذه الأراضي ذات طبيعة فلاحية أو ملك للدولة أو تقع بمحاذاة الساحل.
إلى جانب تنويه المواطنين من أخذ الحيطة والحذر من بعض المنشورات عبر مواقع التواصل الاجتماعي، مفادها بيع عقارات فلاحية صالحة للبناء، كما سيتم متابعة هؤلاء المتحايلين قضائيا.
في سياق متصل، وبهدف الحفاظ على المدينة القديمة «قصبة مستغانم» وجعلها مقصدا ثقافيا وسياحيا تم رفع الردم وبقايا هدم البنايات الفوضوية بعد عمليات الترحيل والقضاء على البيوت القصديرية التي شوّهت الطابع العمراني القديم للمدينة العتيقة وترحيل قاطنيها إلى سكنات لائقة.
كما سيتم تخصيص برنامج خاص للتهيئة والترميم بعد استكمال الإجراءات القانونية لتستعيد القصبة طابعها الأصلي بالأزقة الضيقة والطابع العمراني الخاص بها، وكذا المعالم التاريخية التي تشهد على مختلف المراحل التي مرّت بها المنطقة.