المدية

رخص حفر المناقب ترهن الاستثمار الفلاحي

يصطدم مهنيو شعبة الأشجار المثمرة بولاية المدية، مع مشكلة رفض منحهم رخص حفر المناقب المائية، الأمر الذي حال دون وصولهم إلى النّتائج المرجوة.
في لقاء مع أحد المستثمرين الفلاحين بفرقة منداس ببلدية سيدي نعمان بالمدية، طرح احمد عايد مشكلة احتمال إتلاف محصوله الفلاحي الخاص بشجرة بوعويدة، بسبب حالة الجفاف التي ضربت منطقة اللوحات،  وعدم السماح له بإعادة حفر منقب مائي جديد.
عدّد هذا الفلاح الأشجار المملوكة له ولأخيه منور، المهدّدة بالتلف في حدود 900 شجرة بوعويدة نوعية سانتاماريا وقيو، 1500 شجيرة رمان، 2500 شجرة تفاح، 2000 شجيرة خوخ نكتارين حديثة الغراسة.
صرّح محدّثنا، بأنّ مكان تواجد جنانه بهذه المنطقة قرب الطريق الوطني رقم 18، كان الى حد قريب مبعث فخر عائلته وقطاع  الفلاحة على حد سواء، بالنظر إلى جودة ما كان ينتج من فواكه نوعا وكما، مضيفا في هذا الصدد، بأنّه قد راسل مديرية الموارد المائية، لمنحه رخصة حفر منقب مائي جديد، لحماية هذه الأشجار المثمرة دون جدوى.
ذكر هذا المتدخل، بأنّ منقبه القديم المنجز في الثمانينيات بارتفاع 65 مترا، قد انهار كليا بسبب نقص الماء، مستغربا المختص في إنتاج الأشجار المثمرة، التبريرات التي حملها الرفض الذي جاءت به هذه المديرية، على اعتبار بأنّ المنقب المائي المنجز من قبل بلدية سيدي نعمان، يبعد عن مزرعته بحوالي 460 متر، وبات غير كاف لسد حاجيات السكان في التزود بالماء الشروب، في وقت أكّد فيه عايد بأنّ مياه سد العذرات قد جفّت بسبب نقص الأمطار.
ختم هذا الفلاح صرخته قائلا «اليوم وبالنظر إلى طبيعة الأرض التي تحتوي على هذا الكم من الأشجار، نضطر للاستنجاد ببعض الفلاحين ممّن يحوزون على مناقب مائية لجلب الماء بإمكانياتنا الخاصة لحماية هذه الثروة الفلاحية من التلف الحتمي، وأنّه متى تمّ منحنا ترخيص بحفر منقب مائي جديد سنشغل قرابة 60 عاملا يوميا».
ليس ببعيد عن منطقة اللوحات، اتجهنا إلى المستثمر الفلاحي عبد القادر رمضاني المختص في إنتاج شتلات الأشجار المثمرة  والغابية، بدوار واد الحد، بمنطقة سيدي محي الدين بإقليم هذه البلدية، وسألناه عن ظروف عمله، فكشف بدوره جملة العراقيل التي باتت تحول دون تحقيق مبتغاه.
ذكر محدّثنا، بأنّه في وقت سابق، لم يطرح له مشكل السقي لأنه كان يستعمل مياه الوادي، والبئر المجاورة لبيته في سقي آلاف الشتلات، إلا أنه بعد حالة الجفاف، أضحت مهنته في خطر.
أضاف قائلا «تمكّنت العام الفارط، من إنتاج 120 ألف شجيرة، كما أنتجت هذا العام 10 آلاف شجيرة تفاح (برهش)، 32 ألف شجيرة لوز، ما بين 7000 إلى 8000 شجيرة متنوعة داخل الدلاء البلاستيكية، إلى جانب 25 ألف شجيرة قرب بيتي ناجحة، بعدما اقتنيت الماء عن طريق الصهاريج لسقيها بواسطة التقطير».
وأكّد في هذا الشأن، أنّ حالة الجفاف التي ضربت المنطقة صعّبت عليّ عملية تلقيم غالبية شجيرات المشتلة في جوان المنصرم، وأن هناك 10 آلاف شجيرة مشكلة من فاكهة الرمان والباكور، التي احترقت لعدم تمكني من سقيها منذ فصل الربيع.
بعث المختص في إنتاج الشتلات عن طريق «الشعب»، برسالة نجدة للسلطات المعنية، بدءاً من الوالي إلى وزير الفلاحة للتدخل لإنقاذ مساحة مغروسة بنحو 1.5 هكتار، من الشجيرات المثمرة المعدّة للغراسة.
وجدّد تذكير هؤلاء بقوله «مشكلتي تعود إلى سنة 2017، حيث تقدّمت بطلب منحي رخصة حفر منقب مائي إلى مصالح الري بالدائرة، فقوبل بالرفض بسبب توكيلي وقتها أحد أبنائي بالإشراف على تسيير مشتلتي».
«وبعدها تقدّمت بطلب ثاني، واستغرقت عملية دراسة هذا الملف قرابة عام ليرفض من جديد، دون إعلامي بذلك بشكل رسمي، ممّا حتّم علي تقديم ملف ثالث بخصوص حفر منقب بمكان آخر، غير أني اكتشفت بأنّ هذا الأخير غير مربوط بالطاقة الكهربائية والطريق، لأجد نفسي مرة أخرى أمام حتمية مواصلة هذا النشاط الوحيد بالولاية - مشتلة - لتوفير لقمة العيش لعائلتي وأحفادي.
وهو ما اعتبرته من قبيل التعجيز، خصوصا وأنّ فرع الوكالة الوطنية للموارد المائية، قد رفضت مكان الحفر الأخير لقربه من المنقب المائي التابع  للبلدية المنجز في السبيعينات على أرضنا، والذي أضحى نسبة تدفقه غير كافية حتى لتوفير الماء الشروب للسكان».
المدية: ع - عباس

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19521

العدد 19521

الخميس 18 جويلية 2024
العدد 19520

العدد 19520

الأربعاء 17 جويلية 2024
العدد 19519

العدد 19519

الثلاثاء 16 جويلية 2024
العدد 19518

العدد 19518

الإثنين 15 جويلية 2024