تعيش الكثير من أحياء مدينة عزابة، وما جورها من بلديات الدائرة الأم، على وقع أزمة مياه خانقة، تعقّدت أكثر خلال الأيام الأخيرة، حيث شحت الحنفيات بمعظم الأحياء، والبعض الآخر، عرف تذبدبا كبيرا في التزوّد بالمياه الصالحة للشرب.
وضع جعل المواطنين يضطرون الى جلب هذه المادة الحيوية، عن طريق الصهاريج التي تجاوز ثمنها هذه الأيام 1500 دينار للصهريج الواحد، الأمر الذي أثر على ميزانية العائلات الفقيرة بتكاليف إضافية.
وبالرغم من كل التقديرات وجلّ التصريحات الصادرة من مسؤولي القطاع بعزابة، إلا أن المواطن العزابي لن يشرب المياه كعادته، لأنّ المعضلة ليست كامنة في عدم تهاطل الأمطار وجفاف المخزون المائي، والظاهر بحسب تصريحات المواطنين المتضررين هذه الوضعية هي نتاج مشاكل عدة.
والواقع أثبت للمرة الألف أنّ اهتراء شبكة التوصيل تسببت في تسربات كبيرة في العديد من الأحياء ماثلة للعيان، وما خفي كان أعظم.
المواطنون الذين ألفوا هذه الأزمة الخانقة، متذمّرون من هذه الأخيرة، التي أصبحت مصدرا للثراء للبعض، باستغلال الوضعية والاستثمار في الصهاريج المتنقلة، حيث وصل سعرها ما بين 1200 و1500دج، والتي تجوب كل شوارع الأحياء، دون أدنى مراقبة من السلطات المحلية، التي على ما يبدو اهتمامات المواطن مجدولة في آخر الاهتمامات.
وقد أعربت شريحة كبيرة من السكان المتضرّرين، من أزمة المياه، عن بالغ استيائهم من تأخر المصالح المختصة في تصليح العطب إن وجد، الذي أجبرهم على ترك أشغالهم والبحث عن الماء في مختلف جهات المنطقة، في وقت تعذر على العائلات ببعض الأحياء السكنية جلب هذا المادة الحيوية.
وتستمر معاناة سكان حي «منزل الأبطال» بعزابة، بشح الحنفيات، نظرا للتذبذب المتواصل لعملية التوزيع تصل مدة الانقطاع إلى أكثر من أسبوع على أقل تقدير، ولا يتم الحصول على المياه إلا لساعات قليلة لا تكفي السكان لضعف ضخ المياه.
الأمر جعل السكان يتساءلون عن سبب مشكل التوزيع، ومدى مصداقية تعامل مصالح المياه بالولاية، مع كل أحياء المدينة وعليه يطالب سكان الحي السلطات المحلية، بالتدخل السريع لوضع حد لتكرار هذه الظاهرة، والتخفيف من معاناتهم بإعادة النظر في عملية التوزيع، والقضاء على التذبذب والأعطاب.
ونفس الأمر، تعيشه أحياء بلدية عين شرشار، التي تعرف أزمة خانقة في المياه الصالحة للشرب، والبعض من المواطنين، يتحدث عن أكثر من 20 يوما دون مياه، وحتى وان تم تزويدهم بالمياه فذلك خلال وقت غير مناسب، ولوقت قصير لا يكفي، على غرار حي 187 مسكن، مع أن الجزائرية للمياه بسكيكدة اقتنت في بداية السنة الجارية، مضختان جديدتان بسعة 300 لتر في الثانية.
وباشرت بتركيبهما على مستوى محطة الضخ بسد زيت العنبة ببكوش لخضر، بهدف تزويد بلديات دائرة عزابة، بالمياه الصالحة للشرب، وذلك انطلاقا من ذات السد، وقد تم اقتناء المضختان من الخارج من طرف مؤسسة مختصة لتحسين عملية التوزيع.