يطالب العشرات من سكان منطقة الظل بني عقبة، الواقعة بإقليم بلدية عين الحجر، 25كلم غرب ولاية البويرة، السلطات المحلية وعلى رأسها رئيس المجلس الشعبي البلدي الإلتفات إلى مطالبهم المشروعة، التي طال عليها الزمن ولم تتجسد على أرض الواقع، رغم الشكاوي العديدة والرسائل المكتوبة، التي لم تجد الآذان الصاغية.
لعلّ أبرز ما يعانيه سكان قرية بني عقبة، منذ عدة عقود من الزمن هي مشكل المياه الصالحة للشرب التي لا تصل إلى حنفيات منازلهم، بل تكاد تكون منعدمة مثل ما يقول بعض من السكان ممن التقت بهم “الشعب”، خاصة وأن هذا الأمر يتزامن والفترة الصيفية، حيث تشهد جلّ مناطق الولاية ارتفاعا محسوسا في درجات الحرارة، يقابلها شحّ قطرات الماء في منازلهم، مما آثار ذلك استياء وغضب السكان.
مياه الشرب..كابوس
وأضاف أنهم باتوا يعتمدون على وسائلهم الخاصة كالسيارات والشاحنات، لجلب المياه الصالحة للشرب من ينابيع المياه الموجودة في أماكن بعيدة، فيما يعتمد آخرون على الطرق البدائية لجلب كميات ضئيلة لا تكفي ولا تسد رمق فلذات أكبادهم، فيما يضطر الأغلبية منهم لشراء صهاريج المياه بأثمان باهظة تتعدى 1000 دج، بل تتواصل المعاناة حتى في عزّ الشتاء.
وأمام هذه الوضعية المزرية مع ندرة المياه الصالحة للشرب يناشد سكان القرية الجهات المسؤولة للإلتفات إليهم والتكفل بانشغالهم الأساسي.
وتتواصل سلسلة معاناة سكان القرية مع مشاكل أخرى، وتتمثل في اهتراء شبكة الصرف الصحي وأحيانا غير موجودة تماما في المنازل بالقرية، حيث باتت تشكل خطرا كبيرا على صحة السكان، خصوصا الأطفال الصغار الذين يدفعون ثمن هذا المشكل، جراء انتشار الأمراض والأوبئة الملوثة كأمراض الحساسية والجلدية، كلفت أوليائهم أثمانا باهظة الثمن لعلاج أبنائهم عند الأطباء الأخصائيين ناهيك عن الصورة القاتمة التي ترسمها المياه المستعملة أمام المنازل والساحات.
زيارات دون ثمار
يضيف السكان أنه رغم الزيارات المتكرّرة التي قامت بها لجان المجلس الشعبي الولائي للمنطقة قبل أشهر، لمعاينة وتسجيل النقائص بقريتهم، أحصت وسجلت آنذاك مشكل شبكة الصرف الصحي ووعدت بالتكفل به على غرار النقائص الأخرى، غير أنه ولحد الساعة لم تتجسد تلك الوعود.
كما أن مشكل انعدام الإنارة العمومية آرق هو الآخر حياة السكان، بسبب الظلام الدامس الذي يخيّم على جلّ أرجاء القرية، ما جعل ذلك فرصة سانحة للعصابات الإجرامية التي غالبا ما تنفذ مخططاتها في جنح الليل، حيث سجلت القرية خلال السنوات والأشهر الأخيرة اعتداءات متكررة على الممتلكات خاصة منها المواشي التي يملكها فلاحي المنطقة، زيادة على ذلك هجمات الكلاب الضالة على مرتادي المسجد خلال وقت صلاة الفجر، حيث يناشد السكان توفير الإنارة العمومية لهم.
يضيف السكان أن طرقات القرية مهترئة وفي بعض النقاط غير منجزة، وذلك ما تسبب في عرقلة مصالح المواطنين وتكليفهم أتعاب مادية ونفسية، فعادة ما يلتحق العمال والموظفين متأخرين جراء الطرقات غير المنجزة، ناهيك عن الغبار المتطاير في السماء خلال الصيف وتتشكل البرك المائية في فصل الشتاء، وتشتد المعاناة أكثر عند التلاميذ الذين يزاولون دراستهم في المؤسسات التربوية الموجودة بإقليم البلدية.
وأمام هذه الوضعية الصعبة يطالب سكان القرية مجددا، السلطات المحلية والجهات المسؤولة رفع الغبن عنهم وإنهاء معاناتهم مع المشاكل التي يتخبطون فيها منذ عقود من الزمن في القريب العاجل.