ما تزال ظاهرة قلع أعمدة الكهرباء وسرقة الكوابل تثير استغراب الشارع البشاري، حيث أحدثت استياء واسعا لدى المواطنين، الذين طالبوا من الجهات المعنية بفتح تحقيق في القضية. قال عند من المواطنين في تصريح لـ «الشعب»، أن حي بشار الجديد قد تضرر بفعل عمليات تخريب طالت أعمدة الكهرباء والنواقل الأرضية، مما قد يتسبب في حوادث مرور نتيجة غياب الإنارة، خصوصا أن الأعمدة التي طالها التخريب متواجدة بمحاذاة مقبرة المدينة وتتوسط الطريق المزدوج وطالب سكان الحي من الجهات المختصة بفتح تحقيق في القضية ووضع حد لمثل هذه السلوكيات التي تسببت في إزعاجهم وحولت حياتهم إلى مأساة.
إلى جانب دعوتهم بضرورة تحرك الجمعيات للتنديد بهذه الأعمال وإيصال تذمرهم وشكاواهم للسلطات المعنية من أجل حماية الملكية العامة و الخاصة، و التحلي بروح المسؤولية من طرف الجميع والتبليغ عن هذه العناصر المخربة التي شوهت بتصرفاتها الصورة الجمالية للمدينة.
وتضاربت أقوال المواطنين وٱرائهم فيما يتعلق بالظاهرة، بين من يوجهون أصابع الاتهام إلى عصابة تحترف سرقة وبيع الكوابل النحاسية، وبين من يعتبرون ذلك من سلوك مراهقين منحرفين يستهدفون تخريب الممتلكات العمومية أو التربص للقيام بسرقة الأملاك الخاصة في ظل انعدام الإنارة العمومية، في حين يرى آخرون أن هؤلاء الأشخاص مأجورون من قبل أطراف تسعى للحصول على مشاريع لإعادة ترميم تلك الأرصفة، خصوصا أنها تتوسط الطريق المزدوج.
وتقع في شوارع رئيسية، وهي المشاريع السهلة المدرة للأرباح بالنسبة لهم. أما بعض الأساتذة الجامعيين فقد طالبوا بالتفكير الجاد في مثل هذه الظواهر التخريبية للملكية العامة، التي تبقى تنتظر الدراسة السيوسيولوجية الاجتماعية، للتعرف على الدوافع الكامنة لدى هذه الفئات المخربة التي قامت بهذه الأعمال العنيفة و المشينة، متسائلين في الوقت ذاته، هل هي سلوكات بدافع نفسي مرضي لدى فئة مراهقة، أم هي أعمال إجرامية تقف ورائها فئات تستفيد من مثل هذا التصرف، وكذا ضرورة البحث في هذه الأسباب من خلال دراسة علمية أكاديمية لمعالجة المرض وتشخيص العلاج المناسب.