تئن بلدية ونزة العاصمة المنجمية الجزائرية تحت وطأة ثلاثية خانقة تميزها حالة من الفقر والتهميش وجحيم البطالة في مقابل انتشار أمراض فتاكة وسط السكان وضعف مستوى التنمية بعد أن غرقت المدينة في مستنقع التخلف في كل مجالات الحياة على خلفية إهمال المجالس الشعبية المتعاقبة .
أزمة عطش لم تجد طريقها للحل
كانت مدينة ونزة وعلى مر عقود من الزمن تشتكي من قلة التزود بالماء الشروب إلا أن حدة الأزمة خفت بعد إتمام عملية الربط وتزود السكان بالحصص الأولى من الماء الشروب انطلاقا من سد ولجة ملاق الذي تقارب سعته 170 مليون لتر مكعب والذي خصص في أولوية الأولويات للماء الشروب ، إلا أن عديد الأحياء ببلدية الونزة مزالت تشتكي ضعف التموين بهذه المادة الحيوية و يتزودون بالماء الشروب لمدة قد تصل لشهر .
ومن جهة أخرى سيتم تدعيم وحدات تحويل الفوسفات بالعوينات وواد الكباريت من نفس السد المشروع الذي سيعتمد على المركب الضخم لتحويل الفوسفات بعد أتمام إجراءات الشراكة الأجنبية على خلفية شكوى سكان بلديات أخرى معنية بضعف كمية الضخ مما يبقي على أزمة العطش في أعلى مستوياتها سيما بعد خفض حصة ولاية تبسة من سد عين الدالية بسبب الجفاف وضعف مستويات التساقط المطري.
الحساسية و السيليكوز تحاصر السكان
تتكرر في كل مناسبة نداءات الجمعيات و الحركات النشطة ببلدية الونزة على خلفية الارتفاع الرهيب لعدد مرضى الحساسية و الربو و ومختلف الأمراض التنفسية الناجمة عن تفجيرات المنجمية اليومية و ما ينجر عنها من سحب غبار يصبح التنفس معها أمرا صعبا خاصة للمرضى والأطفال.
وتتفاقم وضعية انتشار الأمراض التنفسية منها الربو والسيليكوز الذي يصيب أرباب أسر عمال منجم الحديد الذي تحول إلى نقمة لسكان مدينة ونزة ونعمة على الخزينة العمومية لإدرار مدا خيل العملة الصعبة في مقابل ضعف تسجيل برامج التنمية بهذه الدائرة الحدودية التي تضم البلدية الأم ونزة وبلديتي عين الزرقاء والمريج .
ويناشد سكان بلدية ونزة كل السلطات المعنية للتحرك العاجل قصد العودة الفورية من طرف إدارة المنجم لنظام ودوريات الرش سيما في الأحياء المجاورة لموقع المنجم خاصة بعد أن ارتفعت وتيرة الإصابة بأمراض صعوبة التنفس كما يظل مطلب إنجاز مستشفى متخصص في الأمراض الصدرية مطلب دائم يحلم به أهل المنطقة للتخفيف من معاناة التنقل إلى مستشفيات الولايات المجاورة كعنابة وغيرها على ضوء عودة قوية لوضعية انتشار فيروس كورونا الذي يستدعي في مكافحته توفير شرط النظافة منها الماء وتحسين الخدمات الصحية.