جبل حمادة بعين التوتة بباتنة

حملـة لغـرس 30 ألف شجــيرة

باتنة: حمزة لموشي

تتواصل المبادرات الشبانية بولاية باتنة الخاصة بتكثيف حملات التشجير في مختلف الفضاءات الطبيعية والمساحات الغابية التي تشهد تراجعا في غطائها الغابي بسبب الحرائق وظاهرة التصحر أو عديد العوامل البشرية التي أثرت عليها، ولعل أبرز هذه المبادرات ستشهدها مدينة عين التوتة قريبا من خلال التحضير لغرس حوالي 3000 شجرة خروب.

الحملة ستنطلق قريبا يشرف عليها مجموعة من شباب المدينة عبر صفحتهم الرسمية بمواقع التواصل الاجتماعي «عين التوتة للجميع» الرائدة في النشاطات التطوعية والخيرية والحملات التحسيسية، بحسب ما ما أفاد به أحد أعضائها خالد ناصري، وذلك استكمالا لبرنامج حملات التشجير التي أطلقتها المجموعة بمجهوداتها الخاصة وإمكانياتها البسيطة خلال العام الجاري والتي شهدها جبل حمادة الذي يعتبر المتنفس الوحيد للعائلات والرياضيين والشباب بصفة عامة الذين يلجؤون له للترفيه عن أنفسهم بقضاء أوقات راحة بعيدا عن صخب المدينة، إضافة إلى ممارسة مختلف النشاطات الرياضية خاصة ما تعلق بالجري والتمارين واجراء بعض المقابلات في كرة القدم وغيرها.
وتهدف حملة التشجير هذه بحسب السيد خالد ناصري وهو طالب ماستر تخصص قانون حماية البيئة والتنمية المستدامة بجامعة باتنة 01 وأحد الشباب النشطين في المجموعة في تصريح لجريدة «الشعب»،  إلى حماية الغطاء النباتي وزيادة كثافته وتوسيع المساحات الخضراء وخلق بيئة نظيفة بإعطاء المحيط جمالية وكذا تكريس ثقافة التشجير لدى أفراد المجتمع بصفة عامة للحفاظ على الثروة الغابية والتنوّع البيولوجي.
كما تحرص المجموعة الشبانية، بحسب ناصري من خلال نشاطاتها في مجال البيئة إلى التركيز على أهمية الشجرة في تحقيق التوازن الإيكولوجي ومكافحة مختلف أشكال التدهور الذي يعرفه جبل حمادة تحديدا في السنوات الأخيرة بسبب حالة الإهمال من طرف المنتخبين المحليين الذين عجزوا حتى عن تنظيم عمليات سقي ومتابعة للأشجار التي يتم غرسها في كل مناسبة ما يعرض تلك الأشجار مع مرور الوقت للتلف بسبب الجفاف.
 وقبل هذه الحملة كانت مجموعة «عين التوتة للجميع» قد قطعت أشواطا هامة في إعادة اعمار جبل حمادة بيئيا من خلال عمليات غرس لأكثر من 1600 شجرة وتهيئة المنطقة وتعديل طرقاتها بإمكانياتهم الخاصة وبدعم من المتطوعين والخيّرين حيث لاقت العملية استحسانا كبيرا وتجاوبا من المواطنين ومختلف الأسلاك الأمنية من شرطة وجيش ومصالح الحماية المدنية وبعض فعاليات المجتمع المدني وتمت العملية بالتنسيق مع مصالح دائرة عين التوتة في حين تكفل أحد المواطنين بضمان عملية السقي ومتابعتها.
ووصف ناصري تجاوب الشباب مع هذه المبادرات بالهبة الخضراء، مؤكدا على ضرورة إشراكهم رفقة مواطني المدينة في ضمان نجاح الحملة والنمو السريع للشجيرة بحثهم على متابعة العملية عن قرب بعد عملية الغرس، لضمان نمو الشجرة، وتفادي جفافها بسبب قلة سقيها، مشيرا إلى أنّ للعديد مفهوما خاطئا عن حملات التشجير، إذ يكتفون بغرس الأشجار، ولا يرونها صيفا، وبالتالي يجف أكثر من ثلثي ما تم غرسه لانعدام الرعاية.
جدير بالذكر، أن العديد من رواد وسائط التواصل الاجتماعي تفاعلوا مع هذه المبادرة، ما يعكس التجاوب المتزايد لهذه الفعّاليات الشبابية وزيادة وعيها البيئي ما من شأنه المساهمة في المحافظة على البيئة ونظافة محيط المدينة الذي يعاني حالياً من نقص في الغطاء النباتي بسبب ضعف الوعي العام بشأن المكتسبات البيئية وأهميتها للحياة اليومية، كما تحرص المجموعة الشبانية من خلال هذه النشاطات على تثمين الوجهات المحلية، التي تساهم في إعادة بعث السياحة الداخلية بجبل حمادة في حال تم الاستثمار فيه بإنجاز مرافق خدماتية تساهم في تغير الوجه الحالي للمدينة العريقة.

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19522

العدد 19522

السبت 20 جويلية 2024
العدد 19521

العدد 19521

الخميس 18 جويلية 2024
العدد 19520

العدد 19520

الأربعاء 17 جويلية 2024
العدد 19519

العدد 19519

الثلاثاء 16 جويلية 2024