يشتكي سكان حي بن شرقي المعروف بمنطقة طريق شطابة الذي لا يبعد عن مقر ولاية قسنطينة سوى بعض الكيلومترات، سياسة اللامبالاة التي تنتجها السلطات المحلية اتجاه مطالبهم وانشغالاتهم المرفوعة.
الحي يعتبر من بين أقدم المناطق بالولاية لم تمسه عبر مرور السنوات مشاريع التنمية المحلية والحضرية ما تسبب في تراجع الوضع العام للساكنة التي وجدت نفسها تعيش وسط دوامة الوعود الواهية والزيارات العقيمة التي وبفضلها زادت من معاناتهم اليومية.
ففي ظل مراسلاتهم العديدة للمصالح المعنية والتي لم تجد ردود فعلية تخرجهم من واقع مرير وحياة مزرية صعّبت من حياتهم وأدخلتهم في دوامة البحث عن حلول أخرى تضمن لهم التفاتة فعلية من السلطات المحلية والولائية.
بعد دعوة من سكان المنطقة توجهنا لمنطقة طريق شطابة والذي تفاجأنا بمدى صعوبة الوصول للحي بسبب اهتراء الطريق الوحيد المؤدي لها وهو أول انشغال لمسناه قبل.
وأكد رئيس جمعية الحي عمي السعيد أنهم يعانون الأمرين جراء اهتراء الطريق الوحيد المؤدي للحي والذي تكثر به الحفر العميقة والحجارة والسيول المياه القذرة وضعية مزرية دفعت بهم إلى مناشدة الوالي التدخل لرفع الغبن عنهم سيما مع اقتراب حلول فصل الشتاء، حيث ستتحوّل لبرك ومستنقعات كبيرة يستحيل اجتيازها، حيث يضطر التلاميذ سلك طريق جبلي وعر جدا، وهو الأمر الذي شدّد عليه السكان، سيما وأن الدخول المدرسي على الأبواب وأن مشاريع تعبيد الطرقات وتحديد الأرصفة وتخصيص مساحات خضراء ضرورة لابد منها.
من جهة أخرى، وقفنا على معاناة السكان مع تدهور قنوات الصرف الصحي والتي أضحت ظاهرة للعيان وتشكل خطرا محدقا على الصحة العمومية للسكان فضلا عن التسربات الخطيرة التي مسّت قنوات المياه الصالحة للشرب وهو ما أثار تخوف السكان من حدوث تسممات وأوبئة بالمنطقة.
أكد لنا أحد السكان أنهم يقومون بإصلاحها بمفردهم وبوسائل بسيطة لعدم تفاقم وضع التسرّب هذا في ظلّ غياب الجهة المعنية مهددين بالتصعيد في حال عدم إيجاد حل لمسألة تآكل وقدم قنوات الصرف الصحي.
كما عبّروا عن مسألة غياب الغاز والكهرباء لنصف ساكنة الحي ما جعلهم يعانون من الحرارة صيفا والبرد شتاء وعودة هاجس قارورة البوتان من جديد والاستعداد لموسم شتاء جديد بمعاناة أنهكت الصغير قبل الكبير.
وقفنا على وضعية أحد المنازل التي لا تتوفّر على الغاز والكهرباء والتي تعيش في جحيم في ظلّ الحرارة المرتفعة التي تشهدها الولاية مؤخرا، حيث تحدثنا مع سيدة المنزل التي عبرت لنا عن معاناتهم في الحصول على ماء بارد ينعش عطشهم وقارورة غاز تمكنها من طهي الأكل فضلا عن انتشار القوارض و الروائح الكريهة التي تنبعث من الخارج بسبب تسربات مياه الصرف الصحي.
وعليه طالبت السيدة السلطات المعنية بالنظر لوضعيتهم المتراجعة جراء نقص ضروريات العيش الكريم، كما طالب شباب الحي بإنشاء ملعب جواري قريب من أغلب السكان وخصوصا الأطفال الصغار لأن الملعب الجواري الوحيد يبعد عنهم بـ2 كلم والوصول إليه صعب للغاية إضافة إلى اهتراء أرضيته وموقعه البعيد جدا الذي يقع في المكان المسمى الدخيخ والذي بدوره يحتاج إلى إعادة تهيئة حتى يتسنى للسكان القريبن منه من استغلاله بالشكل الذي يضمن سلامة أولادهم.
وبهذا، فإن سكان حي طريق شطابة الشعبي يطالبون برفع الغبن عنهم والالتفات لمطالبهم البسيطة والتي تعتبر من أهم أساسيات العيش الكريم.