تغرق مدن ولاية البليدة وبلدياتها في النفايات المنزلية رغم الجهود الكبيرة التي يقوم بها أعوان النظافة لنقلها إلى أماكن تفريغها. أصبح الأمر لا يُطاق بسبب الروائح المنبعثة من الحاويات المخصّصة بها، وبمحاذاتها، وفي نقاط الرمي العشوائي.
وجعلت أكوام القمامة المنتشرة وسط الأحياء الوسط غير صالح للعيش، خاصة وأن الأيام الأخيرة شهدت ارتفاعا كبيرا في درجة الحرارة بسبب النيران التي عرفتها ولاية البليدة، وأهلكت مساحات واسعة من الثروة الغابية.
ويقول أحد مواطني مدينة بوفاريك مُبديا استيائه من تراكم النفايات: «نتفق تمامًا مع عمال النظافة الذين يعيشون وضعًا اجتماعيًا ينذر بالخطر، وحتى كارثيًا، عندما لا يرغبون في العمل. ليس عليهم أن يتحملوا عواقب هذا الوضع الذي أصبح مع مرور الأيام لا يطاق. لكن المسؤولين المحليين هم الذين فشلوا في مسؤولياتهم التي يجب أن تؤخذ على محمل الجد».
وتابع قائلا: «كما ترون، فإن جميع صناديق القمامة في أحياء البلدية مليئة بالقمامة وفي كل مكان أيضًا، مما يجذب الكلاب والقطط والجرذان الضالة، حيث يستحيل على المواطنين التنقل في الأحياء المتسخة دون نجنب الروائح الكريهة في هذه الحرارة، التي تأتي من النفايات المنتشرة في كل مكان».
وبحسب شهادات مواطنين يقطنون في بلديات مختلفة بولاية البليدة، فإن الروائح التي لا تطاق تخترق حتى داخل المنازل والإدارات، وفي هذا الصدد يقول كهل يسكن في أولاد يعيش: «في شهر أوت الحالي، لا يمكننا حتى التنفس لأن المناخ ملوث ومغطى بالكامل، ولا يزال خطيرًا، حيث يتصاعد الدخان من أكوام القمامة. ويعتقد بعض الأفراد أنهم يفعلون الشيء الصحيح ويحرقون أكوامًا من النفايات يوميًا، خاصة في المدن. إننا نعيش هذا الوضع المأساوي بشكل رهيب كل يوم «.
من جانبهم، قال بعض عمال النظافة الذين تمّ الاتصال بهم، إن هذا الوضع يرجع إلى نقص الوسائل بما في ذلك الشاحنات والمعدات المناسبة، مضيفين أن بؤسهم الاجتماعي يفوق بكثير ما يعيشه المواطنون: «ما تحملناه منذ سنوات من القيام بعملنا أمر فظيع بقدر ما يمكن لأي شخص أن يتخيله، رواتب رديئة ودفع متأخر في معظم الحالات، ونقص معدات العمل».
مع ارتفاع الحرارة في شهر أوت
القمامات والروائح الكريهة تؤرق سكان البليدة
البليدة : أحمد حفاف
شوهد:509 مرة