تذمّر كبير وسط السكان ومطالب بتدخّل السلطات

حرق النفايات «يخنق» المواطنين بواحات غرداية

غرداية: ع.ع

يشتكي العديد من سكان أحياء واحات غرداية، من الآثار الناجمة عن حرق النفايات والتلوث الناجم عنها، لاسيما خلال ساعات الليل، الأمر الذي أدى إلى تذمّر المواطنين خاصة كبار السن والمرضى المصابين بالربو.
تتكدّس آلاف الأطنان من هذه النفايات في مجرى واد مزاب، وأحياء متفرقة أخرى بوسط المدينة، على مساحة واسعة بالقرب من المناطق السكنية، حيث أصبح مجرى الوادي مكبا لمختلف النفايات المنزلية والصلبة، والركام والحيوانات النافقة بشكل عشوائي.
وأكّد سكان هذه الأحياء في تصريح لـ «لشعب»، بأن الخطر يزداد حين يُقدم مجهولين على إضرام النار في هذه القمامات المنتشرة عشوائيا، ليتمّ التخلّص منها خاصة في فترة الليل، بالإضافة إلى الرياح التي تساهم في انتشار سحبا من الدّخان السام تٌغطي سماء العديد من الأحياء السكنية على جنبات «مجرى وادي مزاب»، بالإضافة إلى ما تُشكله إفرازات حرق النفايات المنتشرة بشكل واسع من تهديد للصحة العمومية بسبب الروائح الكريهة والدخان المتصاعد بشكل يومي، ودون أن تتحرّك أي جهة لاحتواء الوضع، حسبهم.
وأكد عدد من المواطنين بأن هذا الأمر يؤدي إلى حدوث اختناقات يومية، زيادة عن الأمراض التي تُهدد من يعيشون بجوار مناطق حرق النفايات فتحدثوا عن إصابات الرضع وكبار السن، بالانسداد الرئوي المزمن والسعال وتهيج الحلق والأمراض الجلدية والربو وجميعها، كلها أمراض ناجمة عن استنشاق وتنفس الدخان الناتج عن حرق النفايات.
وقال محمد البالغ من العمر 30 سنة الذي يقيم في حي عطروش، «بأن النفايات المتواجدة أمام منزله بالأطنان، تحولّت إلى خطر حقيقي بسبب انتشار رائحة كريهة داخل المنزل بل وحتى في غرف النوم، فكيف نستطيع أن نعيش بسلام وتلوث الهواء منتشر على مساحات واسعة، حتى ملابسنا داخل الخزانة تحمل هذه الرواىح الكريهة».
ويضيف أحد السكان «لقد كانت الواحة تُعبّر إلى زمن قريب عن معنى العيش الصحي، والهواء النقي لنا ولأولادنا، فنأتي إلى هذه السكنات صيفا للنتمتع بالواحات والنخيل، غير أننا وجدنا أنفسنا اليوم نستنشق هواء مشبعا بغازات سامة وخطيرة»، مواطن آخر بكثير من الحسرة والأسف «لا تخلو عائلة بأحيائنا من شخص مريض بضيق التنفس - لاسيما الأطفال والأشخاص المسنين».
وأوضح الأستاذ خالد أحد سكان الحي أنهم أبلغوا مصالح البلدية عن طريق مراسلات وشكاوي تبين خطر حرق النفايات على صحتنا، وضرورة كشف المتسببين فيها بواحة غرداية التي كانت تعتبر رئة المنطقة، فهي متربعة على مساحة غابية هامة، لكن العيش فيها أصبح اليوم لا يُطاق.
ورغم مطالب سكان الواحة والأحياء المجاورة منذ سنوات ـ حسب المراسلات والشكاوى - والمطالبة بإيجاد حل نهائي للمشكلة، إلا أن ذلك لم يجد نفعا رغم الوعود التي أطلقتها الجهات المحلية المسؤولة عن هذه الوضعية الخطيرة للصحة العمومية وللبيئة أيضا.
وأضاف السيد عماري أحد ممثلي جمعيات الأحياء المتضررين بأنه من بين المطالب الملحة والاستعجالية ضرورة جمع القمامات بصفة يومية، زيادة على توفير شاحنات بشكل كافٍ لنقل القمامة، فمن غير المعقول يضيف عماري بأن يتحجج المسؤول بعدم وجود الشاحنة بسبب الأعطاب التي تصيبها!!، لتبقى القمامة مكدسة في الحي».
وما حزّ في نفوس السكان، أن المسؤولين المحليين على دراية بهذا المشكل ولسنوات، إلاّ أنهم لم يحركوا ساكنا لاحتواء الوضع ومحاربة رمي النفايات بهذا الشكل الفوضوي والعشوائي وأضاف عدد من السكان، أن الحلّ يكمن في الردع وبقوة القانون لكل من تسوّل له نفسه تحويل مجرى الوادي إلى مكب لمختلف النفايات، بالإضافة إلى المتسببين في إشعال هذه النفايات وحرقها، خصوصا وأن حرق النفايات في الهواء الطلق يخرق قوانين حماية البيئة، التي تحظر انبعاث الملوثات في الهواء، بما في ذلك الروائح الكريهة أو المزعجة.
ومن جهته أكد أستاذ القانون «سليمان عوف» بوجود قوانين تنظيمية تمنع وتجرم حرق النفايات» من بينها القانون 03-10 المتعلق بحماية البيئة في إطار التنمية المستدامة والقانون 01-19 المتعلق بتسيير ومراقبة والقضاء على النفايات المنزلية.
وأعربت العديد من العائلة الساكنة بمحاذاة مجرى الوادي، خاصة كبار السن منهم مرضى الربو، عن تذمّرهم الشديد من التأخر الكبير في الاستجابة لانشغالهم لأسباب مجهولة، دون إيجاد حل نهائي للمشكل المطروح وانتشالهم من هذه الوضعية الصعبة الناجمة عن للحرق العشوائي لمخلفات مختلف النفايات.
وأشار السكان أن هذا الأمر الذي يُنذِر ـ حسبهم - بخطر وشيك يقضي على هذه الفضاءات الغابية والواحات، التي كانت إلى وقت قريب فضاءات للراحة والإستجمام والهواء المنعش النقي، إلا أنه تحوّل إلى وضعية كارثية وهو ما جعل المواطنين المتذمرين يطالبون بضرورة تدخل السلطات المحلية ووالي الولاية شخصيا لحل المشاكل المطروحة والاستجابة لحاجيات السكان، بإنقاذهم من الموت البطيء في ظل الوضع الكارثي الذي يعانون منه.

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19522

العدد 19522

السبت 20 جويلية 2024
العدد 19521

العدد 19521

الخميس 18 جويلية 2024
العدد 19520

العدد 19520

الأربعاء 17 جويلية 2024
العدد 19519

العدد 19519

الثلاثاء 16 جويلية 2024