يعدّ حي التوزوز ببلدية غرداية، من بين الأحياء التي لم تأخذ حقها من عمليات التحسين الحضري، لدرجة إحساس سكانها بالعزلة والتهميش والإقصاء الذين عبّروا عليه بمرارة شديدة وحسرة، أرجعوها إلى خيبة أملهم في السلطات المحلية الذين لم يتكفّلوا بانشغالاتهم المحلية، والسهر على إخراج منطقتهم المعزولة من دائرة التخلف التنموي ومن الوضعية التي هم عليها منذ أزيد من 20 سنة.
ومن بين ما أثاره هؤلاء، واضطرهم للنزول في وقفة احتجاجية أمام مقر ولاية غرداية، هو قضية تذبذب وانقطاع التزود بالماء الشروب منذ دخول فصل الصيف، للتعبير عن غضبهم حيال السلطات المحلية التي عجزت عن ضمان التزود بهذه المادة الحيوية، رغم آلاف الشكاوى والمراسلات التي أرسلوها إلى المصالح المعنية - حسبهم، في ظرف يزداد فيه الطلب عليها، بحكم تزامن الانقطاعات والتذبذب في عز فصل الصيف من كل سنة، وصلت في بعض المناطق من الحي إلى انقطاع دام أكثر من 25 يوما متتالية، وموجة الحرّ الشديدة التي تجتاح المنطقة في فصل الصيف من كل سنة.
وما يثير حفيظة هؤلاء حسب العديد من الشهادات، فإن التذبذب يكون مع شهر أفريل قبيل حلول فصل الصيف من كل سنة، وتساؤلات المواطنين حول «المبرّر التقني»، فهل يعقل أن تشهد بعض الأحياء التزود الكامل والقانوني للماء بشكل عادي، بينما أحياء أخرى تشهد تذبذبات وانقطاعات يمكن أن تصل لأكثر من 20 يوم متتالية، وطالب في ذات السياق الأستاذ يوسف (من سكان الحي) بإيفاد لجنة تحقيق وزارية من أجل كشف العبث وسوء التسيير الذي تشهده المنطقة.
وطالب هؤلاء الذين وصفوا أنفسهم بالمنسيين في ولاية غرداية، بضرورة تدخل جدي للجهات الوصية من أجل انتشالهم مما هم فيه، بعدما يئسوا من طول الانتظار وسماع الوعود الزائفة التي يتلقونها في كل مرة من دون أن ينعكس في أرض الواقع شيئا يضيف السيد «عبد السلام» ممثل عن السكان المحتجين.
وألحّ السكان المحتجون بضرورة التدخل العاجل للجهات المختصة من أجل تحسين خدمة التزود بالماء الصالح للشرب، مؤكدين بأنه غير المعقول الاستمرار وفق هذا المنطق، مما يضطرهم إلى شراء مياه الصهاريج، وهي الوضعية التي لم تعد تطاق، حسب ما أكده مواطن من نفس الحي، الذي لفت إلى رفع هذا الإشكال للمسؤولين في أكثر من مناسبة، مقابل تلقي وعود غير مجدية.
غرداية: ع.ع