سجّلت واحات النخيل في ولاية الوادي ظهور بؤر لآفة «البوفروة» الخطيرة على منتوج التمور، دفع بمصالح مديرية الفلاحة لإطلاق حملة معالجة ضد هذا الداء المتمثل في عنكبوت مجهري سريع التكاثر والإنتشار.
آفة «البوفروة» يرجع انتشارها بالتزامن مع بداية نضج محصول التمور، إلى الظروف المناخية التي يميزها ارتفاع شديد في درجات الحرارة، المعتبرة بيئة حقيقية لتكاثر هذا العنكبوت الطفيلي المتسبّب في إتلاف الثمار وخسائر في منتوج النخلة.
كما ساهمت الزوابع الرملية التي شهدتها الولاية منذ الربيع الماضي إلى غاية نهاية شهر جوان أول أشهر الصيف، في تكاثر هذا المرض الطفيلي على النخيل وانتشاره بين الواحات، حيث تسبّبت تلك الزوابع والرياح في نقل الغبار والأتربة الخفيفة للعراجين وتكدسها عليها، للتحوّل إلى حاضنة لتكاثر ذلك العنكبوت الخطير.
وحسب فلاحين يعود انتشار مرض «البوفروة» الطفيلي في واحات وبساتين النخيل بكثرة في هذه السنوات، إلى تراجع العناية بأشجار النخيل ووقايتها من مختلف الآفات منذ بداية تشكل العراجين والثمار في أشهر أفريل، ماي وجوان، من خلال تنظيف النخلة من بقايا العراجين القديمة العالقة والمتبقية من مخلفات فترات الحصاد السابقة، والجريد اليابس الزائد وغيرها من الزوائد الأخرى التي تخرج من قلب وجذع النخلة.
هؤلاء الفلاحين، أشاروا إلى أن الرياح والزوابع الرملية موجودة منذ الأزل في الصحراء لكن لم يكن مرض «البوفروة» بهذا الانتشار على النخيل، بل كانت الواحات سليمة وبعيدة عن كل الآفات بسبب عناية الأجداد بالنخلة، واهتمامهم بتنظيفها ووقايتها على مدار العام.
وقد شرعت مصالح مديرية الفلاحة بالولاية في معالجة واحات النخيل والغيطان ضد داء «البوفروة» في إطار الموسم الفلاحي الحالي.
زراعة النخيل في الوادي تعتبر أحد المصادر الإقتصادية الهامة، وموردا ماديا للكثير من العائلات، كما يعطيه المستثمرون في المجال الفلاحي أولوية كبيرة كونه أصبح منتجا مؤهلا للتصدير وذو طلب مستمر في الأسواق العالمية، خاصة منها أسواق أوروبا وجنوب شرق آسيا.
وفي مجال التمور، تُحصي ولاية الوادي حوالي 1.5 مليون نخلة، بإنتاج حوالي واحد مليون قنطار، في حين تتوفر ولاية المغير على ما يفوق 2.5 مليون نخلة، تشمل أصناف متعدّدة من التمور كالغرس، دقلة نور، والدقلة البيضاء وأنواع أخرى.
عنكبوت مجهري يفتكّ بمحصول التمور
آفة «البوفروة» تُهدّد واحات النخيل بالوادي
الوادي: سفيان حشيفة
شوهد:598 مرة