لا يزال سكان دوار أعمريون التابع لبلدية الميلية يستنجدون ويطالبون بضرورة منح المنطقة مشاريع من شأنها التخفيف من معاناتهم، وتحسين يومياتهم، خاصة أن هذه القرية تعتبر أقرب مشتى إلى مركز البلدية على بعد 03 كيلومتر فقط، كما تتواجد على حافة الطريق الوطني رقم 27 الرابط بين جيجل وقسنطينة، وتضمّ حوالي 03 آلاف مواطن، موزعين على عدة أحياء منها محيط الجامع، لحميورات، الجرف، بوالقرعة، الكنطيلة، كيروان، بودينار، الدرع دي بن زايد، القبلي، الطهر، طهر الداب، الدمنة، الزبيرة، آماد والفوقية.
تزداد حدة انشغالات السكان ومطالبهم، بسبب النقائص المسجلة، خاصة أنها تتعلّق بأهم حاجياتهم كغياب الماء، الغاز الطبيعي واهتراء الطرقات، ورغم أنهم طرقوا كل الأبواب لتقديم عشرات الشكاوي أكثرها الموجهة إلى مصالح بلدية الميلية، إلا أن وضعية القرية ما زالت على حالها، وما زال الناس في حاجة ماسة لتحسين ظروفهم المعيشية.
وعليه، يناشدون السلطات التدخل وإدراج مشاريع تنموية لهذه المنطقة تلبية لاحتياجات السكان معرّجين الحديث على الأهمية التي اكتسبتها المنطقة بالنظر إلى تواجدها بمحاذاة المنطقة الصناعية بلارة، وهو ما يجعلها اليوم منطقة جذب، خاصة بعدما عرفت تزايدا كبيرا في وتيرة نمو عدد سكانها، وهو ما يزيد من حجم مطالبها، حيث يؤكد البعض منهم في تصريح لـ»الشعب» على ضرورة التكفل بانشغالاتهم اليومية وحاجياتهم الضرورية، هذا حسب المطالب التي تلقيناها من طرف ممثلي المنطقة.
تزويد المساكن بالغاز الطبيعي
ويطالب السكان بضرورة تزويد الدوار بالغاز الطبيعي، لكونه التجمّع الكبير، والوحيد الذي بقي بدون غاز، هذا رغم أن الدراسة الخاصة بهذه العملية قد أنجزت، منذ سنة 2014، لكن المشروع لم ينجز إلى حدّ الآن فضلا عن تزويد المنطقة بمياه الشرب، رغم أن المنطقة قد عرفت مشروعا في هذا الإطار خلال سنة 2012، لكن المياه ما زالت لم تصل إلى حنفيات بيوتهم، في الوقت الذي تعرّضت فيه قنوات التوزيع في بعض المناطق للتلف، ورغم الشكاوي التي قدّمت لمختلف الجهات، إلا أن المشروع متوقف منذ 2012.
فتح وتهيئة الطرق والمسالك
كما يرى السكان ضرورة إعادة تهيئة الطريق الوحيد المعبد «بيكوش» وسط الدوار، الذي تعرّض للحفر من طرف مقاولة إنجاز شبكة مياه الشرب سنة 2012، وبذلك تدهورت وضعيته لغياب الصيانة والترميم، حيث أصبح هذا الطريق غير صالح للاستعمال ـ حسبهم ـ، وهو ما يجعلهم يلّحون للمطالبة بإعادة تهيئته من جديد، لتسهيل تنقلات السكان، وخاصة في الفترة الليلية وفي حالات تسجيل حالات مرضية، ونظرا لعزلة المنطقة برمتها رغم تواجدها على حافة مدينة الميلية، فإنهم يطالبون بتكثيف الإنارة الريفية حماية لهم ولعائلاتهم ولممتلكاتهم.
وفي هذا الشأن، ونظرا لكبر حجم الدوار من حيث المساحة والسكان، وضمّه لأكثر من 15 حيا، فإنهم يؤكدون على ضرورة فتح طرق فرعية يمكن أن تكون المتنفس الحقيقي للسكان وربطها وتعبيدها، وخلق مداخل وخارج متعدّدة للمنطقة، هذا رغم توفر مسالك ترابية يمكن ترقيتها إلى طرق، ومنها الطريق الرابط بين الطريق الوطني رقم 27 وعين الصفيصفة مرورا بالزبيرة وأماد، ثم الطريق الرابط بين البرواقة والطريق المعبد أعمريون مرورا بالدمنة، الطريق الرابط بين الدرع دي بن زايد والجامع وسط أعمريون بحي القبلي.
إنجاز شبكة التطهير
من جهة أخرى يلحّ السكان على ضرورة تخصيص مشروع إنجاز شبكة التطهير داخل كل هذه الأحياء، حيث يشير محدثونا إلى وجود دراسة قديمة، لكنها لم تأخذ بعين الإعتبار، وبقيت لحدّ الآن حبيسة رفوف مصالح البلدية، حيث يبدون في هذا الشأن تخوّفهم من خطر الحفر الصحية لكثافتها، مع صبّ المياه المستعملة والقذرة في الشعاب التي تتخلّل الدوار وهو ما يعتبرونه تهديدا لصحة الساكنة والحيوانات.
حماية لأبنائهم، فإنهم يطالبون أيضا بتوفير النقل المدرسي نظرا للخطر الذي يداهم أبنائهم كل يوم بتنقلهم إلى متوسطة أولاد بوزيد، خاصة أنهم مرغمون على السير على حافة الطريق الإجتنابي أو قطع الوادي، وهو ما يهدّد حياة أبنائهم بشكل متواصل.
إعانات البناء الريفي
ويستنكرون أيضا، إقصاء سكان هذه الأحياء من إعانة الدولة بالبناء الريفي، رغم أن تواجدهم في هذه الأراضي التي ورثوها على أجدادهم يعود لمئات السنين، ويأمل سكان مختلف المشاتي، وبغية تسهيل استقرارهم وتثبيتهم فيها بتوفير بعض الهياكل، التي يعتبرونها ضرورية وهي إنجاز فرع بلدي، إنجاز مكتب بريدي والربط بالهاتف الثابت، وفتح الطرق والمسالك داخل الأحياء وربطها وتعبيدها.
«اعمريون» من مناطق الظلّ
يؤكد السيد «س» شاب متزوج وأب لطفلين من المنطقة أن وضعية الحي تزداد سوءا مع غياب أية برامج تنموية جادة من شأنها تجسيد توجّهات الدولة في ترقية المناطق الريفية، ومناطق الظلّ، وفي هذا المجال أرجوا كغيري من الساكنة أن يدرج دوار اعمريون ضمن البطاقية الوطنية لمناطق الظل، حتى تتمكّن مختلف المصالح من توجيه مشاريع تنموية تغير ملامح الدوار، وتعيد له بريقه رغم تواجده في منطقة جبلية بامتياز.
كما يبدي أمله في التعامل مع المنطقة والتكفّل بانشغالات المواطنين، خاصة ما يتعلّق أيضا بالبناء الريفي، لتثبيتهم من جهة، ومن جهة أخرى لتشجيعهم على إحياء وممارسة مختلف نشاطاتهم الفلاحية المختلفة التي كانوا يمارسونها، ومنها تربية الحيوانات والفلاحة الجبلية، وتربية النحل والأشجار المثمرة، وأهمها أشجار الزيتون، والأهم في كل هذا ضرورة توفير مختلف الشبكات.