تشهد تربية المائيات بولاية بسكرة تطورا متزايد خلال الخمس سنوات الأخيرة، بعد تنصيب اللجنة الولائية لمنح الامتياز لإنشاء مؤسسات تربية المائيات، حيث تمّ تكوين 20 مستفيدا على مستوى الوكالة الوطنية لدعم تشغيل الشباب ويباشرون حاليا عملية التربية إضافة إلى عمليات تربية مدمجة ببساتين النخيل قدرت بأكثر من 300 حوض مخصّص للسقي وتربية الأسماك.
صادقت اللجنة إلى غاية 15 مارس 2019، على إنشاء 05 محيطات خاصة بتربية المائيات على مساحة إجمالية قدرت بـ276 هكتار، منها ثلاثة محيطات أنشئت بالفعل بينما هناك محيطان قيد الإنشاء، مع المصادقة على منح الاستفادة لـ40 مستثمرا موزعين على المحيطات المنشأة،منهم 20 مستفيدا بمحيط بلدية القنطرة و12 بمحيط لمكيمنات ببلدية لوطاية و08 خارج المحيطات، ببلديات مخادمة وأورلال ولوطاية والحاجب.
مائيات وسط غابات النخيل
تربية المائيات وسط غابات النخيل أو ما يعرف بالتربية المدمجة مع الفلاحة تعرف إقبالا كبيرا من طرف الفلاحين، حيث سجّل أكثر من 300 حوض سقي تربى فيه الأسماك وتستعمل مياهه للسقي وأعطت نتائج إيجابية في تقوية النباتات، حيث سجّل في سيدي عقبة على مستوى مزرعة السيد مسعودي الصديق تأثير جيد على مستوى إنتاج النخيل الذي يسقى بمياه أحواض الأسماك الغنية بالمواد العضوية وتعتبر سماد عضوي طبيعي وكان لها تأثير ايجابي على مستوى وزن ونوعية العرجون بانتظار العمليات مخبرية لمعرفة تأثيراتها على نوعية المنتوج، خاصة وأن هذه العمليات في بداياتها الأولى.
وحسب تصريح الفلاح المذكور، فإن هناك بعض الصعوبات المتعلقة بقلة المؤسسات المختصة بعلف المقدم للأسماك وينتظر أن تتطوّر الأمور في المستقبل، حيث تعتمد هذه المستثمرة على استشارات عملية وعلمية لمؤسسة خاصة مقرها اورلال.
وعن عمليات الإنتاج يؤكد السيد مسعودي، أن هناك تطورا في الكميات المنتجة، لكن يبقى التسويق مرهون بعادات الاستهلاك، حيث سجّل إقبالا من بعض التجار من خارج الولاية. وحسب نفس المصدر، فإن كميات الإنتاج ستتيح آفاق واعدة لتسويق المنتوج الذي بدا عليه الطلب من خارج الولاية.
من جهته مدير وحدة الصيد البحري ببسكرة، يرى أن شعبة تربية المائيات عرفت تطورا ملحوظا منذ تنصيب اللجنة الولائية المختصة، وأن هناك عمليات تكوين لفائدة الشباب الراغب في ممارسة هذه المهنة الفلاحية المائية وذلك بدعم مباشر من الوكالة الوطنية لتشغيل الشباب ووكالة التأمين على البطالة، وأن الهدف من هذه العمليات مزدوج، حيث يساهم في ترقية المنتوج الفلاحي عن طريق السقي بمياه مخلفات الأسماك وكذا إنتاج الأسماك المعدة للاستهلاك، وتبقى مشاريع الشباب في حاجة إلى دعم من خلال تهيئة المحيطات وفتح المسالك الفلاحية والربط بالكهرباء وإنجاز مناقب.
أسماك مضادة للناموس
مفرخة للمائيات ببلدية الحاجب تمثل تجربة ناجحة يشرف عليها مهندس مختص في الفلاحة وتربية المائيات ويؤكد المهندس فؤاد عطار صاحب المشروع، على التأثيرات الايجابية على نوعية إنتاج القمح وهي تجربة أقيمت بالمفرخة وبمياه أحواض الأسماك، كما يشير إلى وجود تربية لأسماك مضادة للناموس أي المعالجة البيولوجية لظاهرة انتشار الناموس من خلال تربية هذا النوع من الأسماك في المسطحات المائية والمجاري التي تعتبر بيئة ملائمة لنمو البعوض، وهي ظاهرة يعاني منها سكان الكثير من بلديات ومداشر ولاية بسكرة ولم تنفع معها عمليات التطهير التقليدية.