يتسبب ارتفاع درجات الحرارة الشديد في صحاري الوادي، في انتشار الزواحف والحشرات السامة كالأفاعي والعقارب التي تهدد حياة السّاكنة، لاسيما في المناطق النائية والمعزولة.
يعاني سكان قرى بلدية دوار الماء الحدودية، من انتشار مختلف أنواع الزواحف الضارة أثناء هذه الفترة، وانعدام سيارات إسعاف مجهزة بالمعدات الصحية لإجلاء المصابين المتواجدين على مسافات بعيدة نحو مراكز العلاج، خاصة ما تعلق بالحالات الحرجة، حيث تتواجد تلك القرى وعائلات البدو المتنقلة في الصحاري على مسافات متباعدة.
«الشعب»، قامت بزيارة استطلاعية لقرية الغنامي الواقعة على بعد 40 كلم جنوب بلدية دوار الماء، 150 كلم شرق مدينة الوادي، ولاحظت ظروف ساكنتها في المجال الصحي، أبرزها افتقار وحدة العلاج لسيارة إسعاف وطبيب مداوم بشكل يومي وليلي حسب مواطنين، الذين اعتبروا عزلة منطقتهم والإصابات التي تسجلها، سواء باللسع العقربي أو الحالات المرضية الأخرى، تستدعي توفر الإمكانات الصحية الضرورية لحمايتهم، وضمان توفير طبيب مداوم وإسعاف سريع نحو بلديتي دوار الماء والطالب العربي، أو نحو مستشفيات عاصمة الولاية بالنسبة للحالات المرضية التي تستدعي إجلاء سريعا.
أعيان بقرية الغنامي، قالوا إن وحدة العلاج تتوفر على ممرض مداوم بشكل يومي ويقدم خدمات تمريضية مستمرة للمواطنين حتى خارج فترات عمله، لكن يبقى توفير طبيب مداوم يوميا ومقيم بالقرية، وسيارة إسعاف من الضروريات الصحية في منطقتهم.
البدو الرحل في رحلة بحث عن علاج
عائلات البدو الرحل المتنقلة في صحاري الشريط الحدودي الشرقي بالوادي، تتسلل إلى خيامها الزواحف السامة ليلا ونهارا في هذا الفصل، نظرا للطبيعة الصحراوية التي تميز انتشارها وتكاثرها مع شدة لفيح الشمس وحرارتها، حيث تخرج من مخابئها خلال هذه المرحلة لتبحث عن فرائسها قبل دخول فترة البيات الشتوي.
ويلجأ المصابون باللسع السام من البدو إلى التنقل لعشرات الكيلومترات بالاعتماد على وسائل خاصة أو بدائية نحو أقرب وحدات العلاج لتلقي المصل المضاد والأدوية، في ظل غياب سيارات إسعاف رباعية دفع تتيح الوصول إليهم وسط الكثبان الرملية المترامية أثناء الإصابات أو التعرض لأمراض أخرى.
«عبد الحكيم بكاكرة»، رئيس المكتب الولائي للتنسيقية الوطنية للمجتمع المدني بالوادي، قال في تصريح لـ «الشعب»، إن ارتفاع درجات الحرارة هذه الأيام يساهم في انتشار الزواحف والحشرات السامة التي تهدد حياة ساكنة المناطق النائية والبدو الرحل في الولاية، خاصة بمنطقة الشريط الحدودي، حيث يعزز من تفاقم خطر الإصابات عدم توفر سيارات إسعاف مجهزة للإجلاء السريع في تلك المناطق البعيدة.
كما أكد بكاكرة أن مكتبه قام بتشكيل لجنة ولائية مضطلعة بمتابعة أوضاع البدو الرحل في الولاية، ومن بين ملاحظاتها انعدام سيارة إسعاف رباعية دفع مخصصة لهذه الفئة، وباقي القرى العزولة. داعيا إلى توفير علاج مناسب للمواطنين في تلك البوادي البعيدة، خاصة ما تعلق بتسخير سيارات إسعاف دائمة، وأطقم طبية مداومة على مستوى الوحدات العلاجية.
انتشار الزواحف السامة كالأفاعي والعقارب في فصل الصيف بالوادي والولايات المجاورة لها، يتسبب سنويا في إصابات بالآلاف ووفيات كثيرة، وهو ما دفع السلطات المعنية إلى إطلاق حملات تحسيسية للوقاية من اللسع وطرق تجنبه، وتوفير المصل المضاد على مستوى العيادات والوحدات العلاجية.