ببلدية بني حميدان بقسنطينة

مشتة الريبة صورة للحرمان والمعاناة

قسنطينة: مفيدة طريفي

 بعيدا عن الحياة الكريمة وضروريات العيش الكريم، لا يزال أهالي وسكان المشاتي المعزولة بعاصمة الشرق الجزائري يعيشون وسط دائرة مغلقة تحفّها النقائص من كل حدب وصوب، هذه الوضعية التي عكست مرارة الحرمان التي يضطر سكان هذه المناطق للتعايش معها في ظلّ غياب أبسط ضروريات الحياة.

 لا يزال المواطن القاطن بهذه القرى ينتظر ساعات تجسيد الوعود والبرامج التي خصّصت رغم التهميش وسياسة اللامبالاة التي رمت بكل تداعياتها على نفسية ومعيشة أهالي هذه الأخيرة وأثرت سلبا على مستقبل شبابها وكسّرت طموح متمدرسيها ليجد المواطن الساكن بالأرياف نفسه في حلقة مفرغة.
«الشعب»، وفي زيارة ميدانية لمشتة «الريبة» الواقعة ببلدية بني حميدان  بولاية قسنطية والتي تبعد عن مقر الولاية بـ 35 كلم، وقفت على مدى الأوضاع المزرية التي يتخبّط فيها سكان المشتة التي قبل أن نصل إليهم لاحظنا التردي الواضح للطريق المؤدي إليها والمتمثل في مسلك ترابي وعر بعيدا كل البعد عن مظاهر التنمية التي يطمح لها سكان القرى والمشاتي المعزولة، فمع وصولنا لمشتة الريبة استقبلنا الأهالي بأمل نقل انشغالاتهم التي لطالما طالبوا بها السلطات المحلية. 
 وأكد عدد من السكان أنّهم يتكبّدون معاناة يومية ملؤها التخلّف الفقر
والحرمان، متحدثين على أن منطقتهم منذ عشرات السنوات وهي تتخبّط وسط نقائص كبيرة صعّبت عليهم حياتهم اليومية، فهم يقطنون سكنات هشّة تفتقر لأدنى شروط النظافة والحياة الصحية، إذ أنهم يفتقدون لأبسط ضروريات الحياة، هذا على غرار الغياب التام لشبكة الغاز والكهرباء.
 وعليه السكان تحت وطأة ورحمة قارورات غاز البوتان التي ترتفع أسعارها بأيام الشتاء في ظلّ برودة المنطقة التي تتواجد في أعلى مرتفعات البلدية التي تعرف بانخفاض درجات الحرارة شتاء، كما يضطرون للاحتطاب للتدفئة والتسخين، فضلا عن هذا يشتكي الأهالي المسافة البعيدة التي يضطرون لتجاوزها للحصول على قارورة أو اثنين عبر مسالك ترابية وعرة تجعل مهمة الحصول على قارورة غاز البوتان صعبة ومتعبة جدا.   
هذا ويشتكي سكان مشتة «الريبة» من عدم استفادتهم من المشاريع التنموية التي من شأنها تخفيف وطأة المعاناة التي ما إذا أضيفت لها الوضعية الاجتماعية أصبحت مأساة، هذه الأخيرة التي أضحت ملمحا يطبع يومياتهم البائسة التي لا تنفك وأن تغرق مع كل يوم ما يعيشونه وسط الشقاء والبؤس الشديد، فعلى الرغم من أننا على أبواب الألفية الثالثة تغيب بهذه الأخيرة أدنى ضروريات العيش الكريم عن سكان القرية.
 وأكد بعضهم لـ»الشعب» أنهم يضطرون دوما لتكبّد معاناة التنقل إلى وسط البلدية، حيث يتكبّدون عناء التنقل عبر عشرات الكيلومترات مشيا على الأقدام بغية الوصول للطريق الوطني الذي يبقي الأمل الوحيد لهم لإيجاد حافلة أو سيارة الأجرة غير الشرعية، فما بالك بسيارة أجرة التي تبقى الغائب الأكبر.
 الأمر أثّر سلبا على تلاميذ المنطقة الذين قاطعوا مقاعد الدراسة مبكرا بسبب نقص المواصلات وبعد المسافة ما دفع بهم بين أنياب البطالة وشبح الفراغ في ظلّ انعدام الهياكل الضرورية التي من شأنها أن ترفع الغبن عنهم. هذه المطالب وأخرى أرقت شباب المنطقة وجعلتهم يفقدون ثقتهم بمنتخبيهم بالمجالس البلدية وحتى الولائية.

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19522

العدد 19522

السبت 20 جويلية 2024
العدد 19521

العدد 19521

الخميس 18 جويلية 2024
العدد 19520

العدد 19520

الأربعاء 17 جويلية 2024
العدد 19519

العدد 19519

الثلاثاء 16 جويلية 2024