تتواصل معاناة سكان حي شغيب رابح، الواقع بمحاذاة بلدية قالمة، مع نقائص يعانونها عكّرت صفو حياتهم وعقّدت يومياتهم؛ مما أثار استياء كبيرا لديهم، أجبرهم على رفع مطالبهم إلى الجهات المعنية التي تواصل تجاهلها وعدم الاستجابة لها منذ مدة، بحسب تأكيد المشتكين.
يعاني سكان حي «شغيب رابح»، أحد أعرق الأحياء بولاية قالمة، من مشاكل عدة، على رأسها غياب الإنارة الداخلية للعمارات، وهو ما صعب على ساكنة الحي يومياتهم وجعلهم لا يغادرون منازلهم، خاصة في الفترة المسائية بسبب الظلام الدامس الذي يعرفه الحي تخوفا من الاعتداءات والسرقة التي، على حد قول هؤلاء، تكاد تكون يومية، في ظل اغتنام المجرمين الفرصة، بسبب توفر المناخ اللازم للعمليات الإجرامية.
وأمام هذا الوضع، يطالب سكان حي «شغيب رابح» السلطات المعنية بضرورة التدخل في أقرب الآجال، من أجل وضع حد لمشكلاتهم وذلك بتوفير الإنارة حتى تنتهي معاناتهم في الفترة الليلية.
مهددون بالأوبئة
اشتكى سكان عمارات حي «شغيب رابح» بقالمة، انتشار الحشرات الضارة والبعوض وذلك عبر محيط العديد من الأحياء السكنية، خاصة مع اقتراب فصل الصيف الذي تكثر فيه مثل هذه الحشرات في هذا الحي، الذي بات معروفا بانتشار البعوض صيفا. وترجع أسباب هذه الحشرات، التي انتشرت عقب ارتفاع درجة الحرارة إلى انتشار الحشائش الضارة وكذا الفضلات وكذا الحالة المتدهورة التي تشهدها أقبية العمارات.
سكان حي» شغيب رابح» عبروا لـ»الشعب»، عن معاناة أخرى لسنوات طويلة، حيث وبمجرد سقوط الأمطار تختلط مع المياه القذرة، مما ينتج عن ذلك روائح كريهة تطبع المكان، ناهيك عن الحشرات الضارة والجرذان التي وجدت المحيط الملائم، لاستعمار المنطقة.
كلها ظروف أصبحت تهدد صحة السكان الذين رفعوا انشغالاتهم للسلطات المحلية من أجل إصلاح الوضع، لكن في كل مرة يقوم أعوان النظافة بضخ قنوات الصرف دون إصلاح العطب بشكل نهائي، مما يؤدي إلى تجدد المشكل في كل مرة بمجرد سقوط الأمطار
الأمر نفسه يتجرعه القاطنون، بحسب تصريحاتهم في فصل الصيف، حيث يتأزم الوضع أكثر، خاصة مع ارتفاع درجة الحرارة. ومما زاد من تخوف هؤلاء، تآكل أساسات العمارات نتيجة تحجر وتراكم المياه القذرة.
يقول أحد قاطني الحي في تصريح لـ «الشعب»، إن الحملات المحتشمة لرش الحشرات والبعوض بالمبيدات، التي تقوم بها مصالح النظافة بالبلدية، لا تجدي نفعا، حيث صارت الحشرات المؤذية منتشرة بكثرة على مدار فصول السنة، وبالأخص في فصلي الصيف والشتاء.
يضيف ذات المتحدث، أنهم تساءلوا عن سبب عزوف المؤسسات المعنية المتخصصة في إصلاح الأعطاب والتخلص من المشكل نهائياً، بدل عمليات التفريغ النادرة التي تقوم بها. كما تساءل من جهة أخرى، عن مدى نفع هذه المبيدات مادامت صحتهم في خطر، إذ أن الزائر اليوم لحي شغيب رابح، الذي يضم كثافة سكانية معتبرة يقف على هذه الظاهرة، فالروائح الكريهة عند مداخل العمارات تكاد تحبس الأنفاس.
من ناحية أخرى، أكد هؤلاء السكان، أنهم يضطرون لاقتناء شرائح ‘’الباستي’’ للتخلص من متاعب ‘’الناموس’’ الذي نغص حياتهم، وجعلهم ينفقون ميزانية إضافية هم في غنى عنها لشراء ‘’الباستي’’، وما يسببه للمصابين بأمراض تنفسية من تعقيدات، خاصة وأن البعض يقوم بحرق الشرائح لتسريع القضاء على البعوض، مما يجعل الدخان المتصاعد سبباً في الإضرار بصحة الإنسان.