لا تزال أثار استعمال الأسمدة الفلاحية وصبّ المياه القذرة ببعض الأحواض والمجمعات المائية كالسدود يشكّل قلقا على مستوى الصحي والبيئي نتيجة الأخطار التي قد تنجم عن تلوث المياه والآبار، وهو ما جعل لجنة الفلاحة والري للمجلس الشعبي الولائي تدقّ ناقوس الخطر في تقريرها الأخير الذي استلمت «الشعب» نسخة منه.
وبالنظر إلى ذات المصدر، فإن أعضاء اللجنة قد حذّرت من خلال زياراتها الميدانية لعدة مواقع تحت رئاسة محمد خداوي رئيس المجلس الشعبي الولائي لعين الدفلى من الأخطار الجرثومية التي تنجم عن تسرّب مياه الصرف الصحي غير المعالجة، وهو ما يزيد في تكاثر الميكروبات والجراثيم المتسببة في الأمراض المتنقلة عبر المياه، خاصة وأن الآبار الحالية تتغذى معظمها من مياه واد الشلف الذي تصبّ فيه المياه القذرة الآتية من عدة بلديات، حسب ذات اللجنة.
من جهة أخرى، حذرت من تنامي أخطار الأسمدة الفلاحية والتي في كثير من الأحيان تستعمل بطريقة فوضوية وغير مضبوطة من المنتجين، خاصة أولئك الذين تنعدم لديهم معارف علمية في كيفية الإستعمال والكميات المحدّدة وزمن استعمالها ونوعيتها وهو ما ينجم عنه تلوث كيماوي خطر إن لم نتدارك الوضعية ـ يقول رئيس اللجنة بلطرش مرزوقة ـ خاصة إذا علمنا أن الإستعمال المفرط يؤدي إلى إرتفاع تركيز النيترات في محيط المياه الجوفية للآبار سواء كانت مراقبة أو فوضوية بعيدة عن عيون المراقبة، كما أوضح رئيس اللجنة إن الخطورة والإنعكاس السلبي إن لم يظهر على المدى القريب فأثاره ستظهر مع طول المدة، يقول ذات المنتخب.
ومن جانب آخر، أكد رئيس الأبيوي محمد خداوية أن المياه السطحية هي الأخرى لم تسلم من الظاهرة، حيث تشكل عملية التفريغ للمياه القذرة ببعض السدود نقاط سوداء بكل من بلديتي زدين وبوراشد، حيث صار سد أولاد ملوك ملجأ تقتحم في المياه القذرة السد، ونفس الظاهر تتكرّر بسد دردر، حيث أصبحت المياه المستعملة لبلديتي طارق بن زياد بعين الدفلى ولبلدية اليوسفية بولاية تيسمسيلت والتي ترمي فضلاتها الكيمائية من محطة المعالجة، الأمر الذي تسبب في نفوق الأسماك، يشير ذات المصدر.
وأمام هذه الأخطار المحدقة بالبيئة وصحة المواطن وما ينجر عنها من أمراض خاصة تلك المتعلقة بالأمراض المتنقلة عبر المياه تناشد لجنة الفلاحة والري لدى المجلس الشلعبي الولائي كافة الجهات المعنية للتحرّك قصد معالجة الوضعية وتدارك هذه النقاط السوداء والتي صارت تشكل ناقوس خطر يهدّد المياه وصحة السكان والتلوث البيئي تشير لجنة المجلس الولائي لعين الدفلى.