«سد الجرف « ببشار

موقع سياحي عـرضة للإهمـال

بشار: موسى دباب

يطالب سكان ولاية بشار بإعادة بعث المشروع السياحي بمنطقة «سد الجرف» بعد أن طاله الإهمال والتخريب، والتي يعتبرها البعض كنزا حقيقيا من شأنه أن يحقّق عائدات كبيرة بالمنطقة لما يزخر به من مقومات سياحية  جمعت بين زرقة الماء وذهب الرمال مشكلة لوحة فنية من شأنها أن تجذب استثمارات، وتوفّر فرص عمل للشباب في مجال الخدمات.
 يستقبل «سد جرف التربة» المتواجد ببلدية القنداسة على مسافة 50 كلم غرب عاصمة ولاية بشار، أعدادا كبيرة من السياح من مختلف بلديات الولاية، وحتى من الولايات المجاورة، لما تتوفّر عليه المنطقة من مناظر جميلة وهواء نقي ،تقضي فيه العائلات البشارية أوقاتها خلال أيام العطل، بعضها يمكث حتى ساعات متأخرة من نهار اليوم خصوصا في فصل الصيف.
هذه المنطقة التي يعتبرها الكثير من سكان الولاية فريدة من نوعها، لما تحتوي عليه من مقومات سياحية من الدرجة الأولى، تظل محل تساؤل عن سبب عدم اهتمام المسؤولين المحليين بها واستثمارها في المجال السياحي.
يذكر أنّه قد أقيم في منطقة «سد جرف التربة» خلال السنة ما قبل الماضية مشروع لراحة العائلات، تضمّن كل المستلزمات من كراسي وأماكن مخصّصة للشواء بطريقة فنية، استقطب خلالها العديد من العائلات التي عبّرت عن سعادتها حين ذاك بهذا المشروع، مؤكّدة أنّها في أمسّ الحاجة إليه، غير أنّ فرحة العائلات لم تستمر طويلا، إذ تمّ تخريب كل ما هو موجود في ذلك الفضاء، ولم يفهم أحد الهدف من وراء ذلك.
وعليه يجدّد مواطنو ولاية بشار مطلبهم إلى الجهات المعنية لإعادة الاعتبار له وجعل منه قطبا سياحيا بامتياز، «أحمد» وهو أحد سكان مدينة بشار، يقول بأنّ «معظم العائلات بما فيها عائلتي، تشد رحالها أيام العطل، خصوصا في الفترة المسائية، إلى منطقة سد الجرف التي تعتبره المكان الوحيد للرّاحة والاستمتاع بجمال مناظره واستنشاق الهواء النقي، وأحيانا أخرى نأتي إليه في الصباح ونتناول وجبة الفطور ونشرب الشاي، ولا نعود إلا مع غروب الشمس، أما في شهر رمضان فيتوافد إليه الكثير من الناس، ومنهم من يتناولون وجبة الإفطار وربما حتى السّحور من أجل تغيير الجو وكسر الروتين، فهذا المكان يعتبر بالنسبة لسكان ولاية بشار فضاءً للتسلية ولممارسة بعض الهوايات، منها هواية صيد السمك، حيث يقضي الصيادون  أوقاتا ممتعة في صيد مختلف أنواع وأحجام السمك، غير أن معظمهم يطلق السمكة بعدما يصطادها، والقليل منهم من يأخذ هذا السمك إلى البيت، والسبب هو أن طريقة طهيه مختلفة عن طريقة طهي سمك البحر، لذلك فهي تتطلّب مهارة وعقاقير خاصة، لتجعل مذاقه جيدا»، ويتمنى متحدث «الشعب» ألا يتم التفريط في هذا المكان الذي تزخر به المنطقة.
ويعتبر سد «جرف التربة» من أكبر السدود في الجزائر، وتقدّر سعته النظرية بـ 350 مليون متر مكعب تستخدم في تزويد كل من بلديات القنادسة والعبادلة وبشار بالمياه الشروب، كما يتم من خلاله تزويد المناطق الفلاحية المجاورة له، مثل سهل العبادلة الفلاحي على مسافة 70 كلم بالسقي طوال الموسم، ويتزود من عدة أودية كبيرة تنبع مياهها من المغرب الأقصى، أكبرها «وادي زلمو» الذي يطلق عليه أهل المنطقة «وادي قير» يبلغ طول مجراه حوالي 600 كلم، حيث يلتقي هذا الأخير بوادي الساورة في منطقة أقلي.
ويحتوي هذا المسطح المائي الضخم على العديد من أنواع الأسماك التي تمّ زرعها بكميات كبيرة كأسماك البوري، بالإضافة إلى أصناف أخرى من الحيوانات المائية، ما يجعله مشروعا هاما للاستثمار في مجال تربية المائيات، كما تتوافد إليه من أماكن بعيدة أسرابا من الطيور زادت منظره جمالا.
وكانت ولاية بشار قد استفادت من محطة جديدة للرياضات المائية بمنطقة «سد جرف التربة»، واعتبر هذا المشروع الذي بلغ نسبة إنجازه 100 في المائة بتكلفة مالية قدرت بحوالي 72 مليون دينار الأول من نوعه على مستوى ولايات الجنوب الجزائري.
وأوضح بادي سليم، رئيس المصلحة التقنية بمديرية الشباب والرياضة، أن المشروع جاهز وسوف يتم تسليمه إلى الرابطة الرياضية الولائية للملاحة الشراعية بمجرد الانتهاء من بعض أشغال الكهرباء، وذلك بموجب الاتفاقية المبرمة بين الطرفين من أجل تنشيط ممارسة الرياضات المائية والمشاركات في المنافسات الولائية والوطنية والدولية المنظمة من طرف الاتحادية الرياضية الوطنية، وكذا لتكوين الأجيال الصاعدة وإعطاء فرص لأبناء الجنوب لإظهار مواهب تخص هذه الرياضة.

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19631

العدد 19631

الأحد 24 نوفمبر 2024
العدد 19630

العدد 19630

السبت 23 نوفمبر 2024
العدد 19629

العدد 19629

الجمعة 22 نوفمبر 2024
العدد 19628

العدد 19628

الأربعاء 20 نوفمبر 2024