يعاني مئات الأشخاص بمنطقة ظهيرة مشنتل وبئر الطويل التابعة إقليميا لبلدية الشريعة بولاية تبسة من العزلة والعطش والحرمان من الكهرباء بمناطق ظلّ أنهكتها ظروف الحياة الصعبة.
تبدأ معاناة سكان مشاتي ظهيرة مشنتل من «الدبايلية وأولاد عباس ولمباركية وأولاد موسى وأولاد مسعود» مع انعدام شبه التام للمسالك الريفية والاهتراء الكلي للطريق الرئيسي الرابط بين هذه المشاتي وغيرها، فالسكان يتنقّلون على متن سيارات نفعية تتحمّل صدمات الحفر أو على ظهور الحمير، فيما أكد سائق سيارة كلنديستان، أنه لا يقبل بمبلغ أقل من 3000 بدينار مقابل التنقل في هذه الطريق حتى في حالات نقل المرضى بالنظر إلى الأعطاب التي تصيب سيارته.
لم تنته معاناة المسالك لتبدأ مشكلة انعدام المياه الصالحة للشرب التي يجلبونها السكان من الحنفية الجماعية، حيث لا يزورها الماء إلا مرة في الشهر وإن كان الحظ حسنا سيكون ذلك كل أسبوعين ومرة في ثلاث ساعات من 9 ليلا إلى منتصف الليل ويتساءلوا قاطنو المنطقة كيف نجلب المياه في منتصف الليل، ناهيك عن الشوائب المتواجدة بالماء والتي تؤدي إلى أمراض فتاكة، في حين يرفض أصحاب الصهاريج التي توزّع المياه مجهولة المصدر التنقل لهذه المشاتي مهما يكن الثمن بسبب الخسائر في قطع الغيار.
أزمة الماء وتذبذب التزود به وتدهور حالة الطريق، جعلت السكان المنطقة يفكرون بالهجرة الجماعية منها، مطالبين في المقابل دراسة جدوى لطريق الشريعة بئر الطويل على مسافة 11.5 كم حيث يصل إلى تازبنت تجنبا لبئر مقدم والحمامات إلى المدينة الجديدة الدكان بتبسة الذي يفتح أفاق مدخل جديد ويخفّف الضغط على الطرقات الأخرى.
وأجمع كل سكان المنطقة على أن معالجة فكّ العزلة على هذه المنطقة المهمّشة لن يتحقّق دون دراسة شاملة لهذه الطريق والخروج من دائرة الترقيع الجزئي والبريكولاج، «الشعب» وقفت خلال هذه المسافة 11.5 على انهيار كل الجسور الصغيرة التي لم تعد لها فائدة في التخفيف من السيول فقد جرفت نهائيا عن مواقعها وحتى الجسر المدعم بالحجارة والأسلاك في انحراف التوجّه إلى المدرسة والبئر انهار نهائيا.
وفي ذات السياق، طرح السكان إشكالية شحّ مشاريع التنمية في هذه المنطقة سيما بالنسبة لمشاريع الفلاحة وتربية المواشي التي يستفيد منها «أناس لا علاقة» لهم بالنشاط ليوجهوا رؤوس الماشية للمضاربة أو صرف أموال القروض في اتجاهات أخرى.
يروي السكان معاناتهم مع التموين بالماء الشروب بإجماع تام على ضرورة تحرّك الجهات المعنية لتطبيق بعض الإجراءات الوقائية، منها معالجة مياه الحنفيات الجماعية ورد الاعتبار لها وصيانتها وتجديد شبكة القنوات للوقوف على بعض المواقع والتأكد من ظاهرة تحويل بعض القنوات إن وجدت.
ويطالب السكان من السلطات بالموازاة مع ذلك بمشاريع جديدة بحفر أبار عميقة، لأن الآبار الوحيدة أصبحت لا تكفي السكنات مع توسّعها عودة الفلاحين بعد الإستفادة من سكنات ريفية مازالت تفتقر للكهرباء.