أكّد معظم سكان الأرياف المناطق النائية بولاية تيبازة الذين تمّ استجوابهم بشأن أهمية موعد 17 أفريل القادم، بأنّهم لن يفوّتوا الفرصة للتعبير عن آرائهم فيما يتعلق بانتقاء الرئيس القادم من بين مجموعة الستة التي تتنافس على قصر المرادية، مشيرين إلى أنّ المشاركة القوية في الانتخاب تبقى شغلهم الشاغل لضمان استقرار البلاد بعيدا عن أجواء التوتر.
وفي ذات السياق، فقد أشار العديد ممّن أفصحوا عمّا يختلج بصدورهم بأنّهم ذاقوا كلّ أنواع المعاناة والمرارة والقساوة في حياتهم اليومية طيلة عقد من الزمن خلال فترة الأزمة الأمنية، واضطر بعضهم إلى هجر ممتلكاتهم ومناصب عملهم فرارا من بطش جماعات الدم والدمار، إلا أنّ عودة الأمن والاستقرار الى مناطق سكنهم عقب مشروع المصالحة الوطنية مكّنهم من العودة إلى الديار
وخدمة أراضيهم في أمن وأمان، كما استفادت مناطقهم النائية من قسط وافر من أوجه التنمية المحلية، الأمر الذي لم يكن متداولا وممكنا قبيل العشرية السوداء، ومن ثمّ فلابد من الاستمرارية والاستقرار مع قبول التضحية ببعض النقائص التي التي يحتمل أخذها في الحسبان من طرف السلطات خلال مشاريع التنمية المقبلة.
كما ألحّ هؤلاء على أنّ همّهم الأول والوحيد يكمن في استتباب الأمن لاسيما وأنّهم متعوّدون على ترقية ظروفهم المعيشية من خلال الاعتماد على أنفسهم، والأمن لا يتأتّى حسب هؤلاء بمقاطعة الانتخابات والمساهمة في إيقاظ الفتنة وزرع الشكو وإنّما لابد من التجاوب الجدي مع مقتضيات الانتخاب.
الإدارة تستكمل
خطوات التّحضير للموعد
أنهت المصالح الادارية بالولاية على اختلاف مستوياتها عملية التحضير الجدي لعملية من خلال ضبط الهيئة الناخبة التي بلغت عقب المراجعة 413012 ناخب، وكذا قائمة المراكز والمكاتب الانتخابية بمعدل 982 مكتبا على مستوى 206 مركزا، إضافة إلى ضبط وتعديل قوائم المؤطرين الذين بلغ عددهم 6874 مؤطرا تمّ تحسيسهم وتوعيتهم بأهمية الموعد الانتخابي، وضرورة توخّي الجدية والحذر من الخطأ الذي قد يكلّف عواقب وخيمة على العملية.
أحصت بلدية عاصمة الولاية تيبازة في هذا الاطار 20979 ناخبا مؤهلا للمشاركة في الاستحقاق المقبل، موزعين على 43 مكتبا انتخابيا بـ 11 مركزا يؤطرهم 656 مؤطرا من بينهم 55 مؤطرا مكلفا بالاشراف على المراكز و301 مؤطر آخر مكلفون بالاشراف المباشر على مكاتب الانتخاب، مع الاشارة إلى أنّ جميع هؤلاء كانوا قد استفادوا من يوم إعلامي تحسيسي خصّص للحديث عن العملية الانتخابية من أولها إلى آخرها، كما تمّ خلالها التحذير من الخطأ في ملأ محاضر الفرز حفاظا على مصداقية الانتخاب.
ولضمان مشارك واسعة في العملية، جهّزت بلدية تيبازة 14 حافلة من بينها 11 حافلة مخصصة لنقل المواطنين من وإلى مراكز الانتخاب، فيما برمجت 3 حافلات للحالات الطارئة وأدرجت في قائمة الاحتياط.
الحماية المدنية: 28 شاحنة إطفاء و28 سيارة إسعاف
أكّد المكلف بالاعلام على مستوى المديرية الولائية للحماية المدنية بالولاية الملازم الأول محمد مشاليخ، على رصد شاحنة إطفاء وسيارة إسعاف لكل بلدية من البلديات الـ 28 المشكلة للولاية يوم الاقتراع، إضافة إلى تكليف عونين من الحماية لكل مركز انتخاب، بحيث حضّرت ذات المصالح قائمة من 412 عونا خصيصا لهذا الغرض، إضافة إلى وضع مختلف الوحدات عبر الولاية في حالة تأهب قصوى وعلى استعداد تام للتدخل المباشر في حال حدوث أيّ سوء محتمل.
الأمن الولائي: 3 مراحل لتأمين الموعد الانتخابي
قال المكلف بالاعلام بالنيابة على مستوى خلية الاتصال بالأمن الولائي الملازم الأول، معمر قاني، بأنّ مصالح الشرطة كانت ولا تزال وستبقى وفية لوظيفتها الأمنية من خلال تصنيف المهام الى ثلاث مراحل، تتعلق الأولى بالسهر على حماية سيرورة الحملة الانتخابية وتمكين المترشحين أو ممثليهم من تسويق برامجهم بكل حرية، إضافة إلى حماية مراكز الانتخاب عشية العملية ومرافقة الصناديق حين حملها إلى عين المكان، فيما تعنى المرحلة الثانية بتشديد الحراسة الأمنية وفق ما تمليه الضوابط
والقوانين على جلّ المراكز الحضرية التي تندرج ضمن اختصاص الشرطة، والتي بلغ عددها 77 مركزا مع توفير حماية لازمة للناخبين لأداء واجبهم الانتخابي. أما المرحلة الثالثة فقد أرفقها محدثنا بفترة انتهاء عملية التصويت وظهور النتائج الأولية، بحيث ستوضع مجمل قوات الشرطة في حالة تأهب قصوى، وعلى استعداد كبير للتدخل المباشر لتوفير الأمن وحماية الأشخاص والممتلكات في مختلف الحالات المحتملة سواء كانت تتعلق بالتشويش على النتائج التي أفرزها الصندوق أو التعبير عن الأفراح مثلما هو حاصل في مقابلات كرة القدم.
وأفرزت الحملة الانتخابية المنتهية أول أمس معطيات جديدة على الساحة، من حيث نماء الشعور لدى عديد المواطنين بأهمية الموعد الانتخابي من حيث كونه محطة مفصلية لاستكمال بناء الجزائر. واقتنع هؤلاء بأنّه لا مفر من لمّ شمل الجزائريين وبناء المؤسسات الدستورية وفق ما يجنّب البلاد ما حصل للعديد من الدول العربية والافريقية، لاسيما وأنّ مجمل سكان الولاية كانوا قد عايشوا المعاناة
والأزمة الخانقة التي مرت بها الجزائر فترة التسعينيات، ومن ثمّ فإنّ الغالبية العظمى من سكان الولاية عاقدة العزم على عدم تفويت الفرصة لإعطاء الرئيس القادم للجزائر مصداقية أكبر، مع العمل الجدي على تجنب مختلف الانزلاقات المحتملة التي قد تنجرّ عن المقاطعة التي نادت بها بعض الجهات.