عاش سُكان بلدية الكرمة التابعة لدائرة السانيا بوهران نهارا ماطراً، غرقت على إثره العديد من الطُرق بما في ذلك شوارع البلدية الرئيسية والمناطق المُحيطة بها، وذلك في أول يوم ماطر، وما زاد الطين بلّة، إغلاق قنوات الصرف الصحي والتي غابت عنها الصيانة، وكذا تكدّس أكوام من القمامة انتشرت في عديد الشوارع البعيدة عن مقر البلدية.
يحدث هذا رغم تجدد التعليمة الولائية القاضية بمعالجة مختلف النقاط السوداء بصفة دورية، إلا أن رؤساء الدوائر والبلديات لا يتحركون إلا على وقع نداءات استغاثة الضحايا أو على وقع حصيلة الحماية المدنية بعدد ضحايا الأمطار وخاصة على مستوى المناطق الهشة من وهران .
ولا شيء يقلق أهالي البنايات الفوضوية والأحياء الشعبية ببلدية الكرمة خلال الموسم الماطر غير البنى التحتية في هذه المنطقة وطريقة إنشاء مجاري تصريف الأمطار، وعليه فإن مشكلة المساكن مع الشتاء لن تحل بعلاجات موضعية، بل هي بحاجة الى جراحة شاملة يتم من خلالها تغيير كامل للبنى التحتية ومجاري الصرف الصحي لتتمكن من استيعاب دفق مياه الأمطاربالمنطقة بأكملها، يقول عدد من السكان بالنهج الشرقي والحي الفوضوي الواقع بمحاذاة 227 مسكن، ووجّه المتضرّرون، أصابع الاتّهام لمصالح البلدية وشركة المياه والتطهير »سيور« التي لم تتكفّل بتسريح البالوعات وقنوات الصرف وإعادة تهيئتها على الرغم من تعليمات الوالي في الصائفة الماضية، أمّا بالنسبة للطرقات، فقد كشفت الأمطار عن سياسة »البريكولاج« في تعبيد معظم الطرقات القديمة، وكذلك المعبدة حديثا منها، حيث أصبح المشهد نفسه يتكرر، أينما تنقلنا وجدنا بركا من المياه والأوحال التي يصعب التنقل عبرها سواء بالنسبة للراجلين أو لمالكي السيارات، حيث تشهد بلديات السانيا، سيدي الشحمي نفس الوضعية، رغم أن مسافات معتبرة من الطرقات تم تعبيدها حديثا، وحسب بعض الناقلين التابعين لخط الكرمة سيدي الشحمي، فإن الطريق المؤدي يتحول مع الزخات الأولى للمطر إلى بركة كبيرة مليئة بالمياه تقطع الطريق إلى نصفين، مما يدفع المارة إلى الاعتماد على الحجارة الكبيرة للمرور عبر هذه البحيرة. وهو الأمر الذي دفع السكان إلى مطالبة السلطات المنتخبة بالتدخل السريع من أجل إتمام أشغال التهيئة بشكل جيد عن طريق تزويد النقاط السوداء بالبالوعات التي تساعد على تصريف المياه وتخفض من معاناتهم المتكررة عند حلول فصل الشتاء.