نقص فادح في المياه الصالحة للشرب

سطيف: نورالدين بوطغان

يبلغ الغلاف المالي الذي استفادت منه دائرة العلمة ببلدياتها الثلاث وهي العلمة والقلتة الزرقاء وبازر سكرة ١٤٧١ مليار سنتيم، حسب ما استفيد من مصادر بالدائرة التي تعتبر الأكبر على مستوى الولاية بعد عاصمة الولاية.ويقطن الدائرة أكثر من ٢٢٠ ألف نسمة،  نصيب بلدية العلمة منها ١٧٥ ألف نسمة، على مساحة اجمالية تقدر بـ ٣٨٥  كم مربع، وعرفت المنطقة في السنوات الأخيرة ازدهارا تنمويا  كبيرا خاصة على مستوى عاصمة الدائرة  التي أصبحت مدينة تجارية وطنية بفضل سوق دبي الكبير الذي تشتهر به منذ أزيد من ١٥ سنة والذي أضفى على المدينة طابعا مميزا رفع من مستوى المعيشة والتنمية للمدينة، وبالعودة لأهم معالم المشاريع التي استفادت منها هذه الدائرة بعنوان الغلاف المالي المذكور أعلاه، مشروع ضخم لحماية مدينة العلمة من خطر الفيضانات التي عادة ما تتعرض لها، كما حدث في سنوات سابقة.
وتم تسجيل  ٢٣٢ عملية متنوعة في العديد من القطاعات التنموية، معظمها انطلقت الأشغال بها وتمس بالدرجة الأولى الطرقات لفك العزلة على قرى المنطقة وتحسين وتدعيم العديد من الطرق التي تحتاج للإصلاح، وكذا قطاع الري والمياه والتحسين الحضري لمقرات مدن الدائرة، ومشروع ضخم لتجديد قنوات صرف المياه، وقطاع البيئة من خلال الاهتمام بالنظافة وانجاز مركز تقني للفضلات  على غرار ما استفادت منه مدينة سطيف وهذا بالتنسيق مع المديرية الولائية للبيئة وهو المشروع الذي يعرف تطورا كبيرا في انجازه.
وعلمنا من نفس المصدر، أن الدائرة استفادت من مشروع محطة لتصفية المياه القذرة الذي انتهت الأشغال به مؤخرا لينطلق في العمل بعد انتظار طويل، ومن ضمن المشاريع الأخرى المسجلة مشروع له طابع أمني يتمثل انجاز مقر لقوات التدخل السريع غير أن المشكل الأساسي الذي تعاني منه المنطقة وخاصة مدينة العلمة بالذات هو النقص الفادح في المياه الصالحة للشرب، وهي التي تتزود من سد عين زادة  غيرالصالح أصلا للشرب ومع التطور الضخم الذي تعرفه المدية على الصعيد العمراني والكثافة السكانية، ولهذا يأمل المواطنون أن يحظى القطاع بالأولوية للتخفيف من المعاناة وتجسيد المشاريع المبرمجة في آجالها المحددة.
حافلات قديمة تهدد
حياة الركاب
تعرف خطوط النقل الحضري بمدينة سطيف تشبعا حقيقيا كان من الأسباب التي دفعت الناقلين في بداية الصيف الماضي إلى إعلان إضراب رافقته زيادة في التسعيرة طبقت بـ ٥٠ بالمائة، وخلفت استياءً كبيرا لدى جمهور المواطنين، لكن الإشكال الحقيقي لهذا القطاع الذي يعاني منه المواطن والبادي للعيان من أول وهلة هو قدم الحافلات المستعملة في الخطوط الحضرية، وباستثناء تلك الحافلات التابعة للمؤسسة العمومية للنقل الحضري بالمدينة والتي لا تغطي إلا بعض الأحياء ولا يمكن البتة الاعتماد عليها وهي حافلات حديثة ومجهزة أحسن تجهيز، فإن بقية الحافلات تعتبر في عمومها قديمة تعود لفترة التسعينيات خاصة تلك المصنوعة من طرف الشركة الوطنية للعربات الصناعية سوناكوم، والتي لم تعد صالحة للاستعمال لقدمها وكذا كبر حجمها وهو ما لا يتناسب مع شوارع المدن.
وقد كان لقدم هذه الحافلات آثار سلبية أبرزها حالة فقدان السيطرة عليها بسبب تعطل عمل جهاز الفرملة الذي حدث في رمضان الماضي بأحد أحياء المنطقة الشرقية للمدينة، وكاد أن يتسبب في مجزرة حقيقية، وما حدث الأسبوع الماضي عندما احترقت حافلة من النوع المذكور تماما وسط المدينة وعلى متنها عشرات الركاب الذين فروا بجلودهم، وهي في اتجاهها  لمحطة نقل المسافرين بسبب غياب الصيانة وعدم فعالية جهاز الإطفاء فيها، وكل هذه الحوادث خلقت جوا من الرعب لدى مستعملي الخطوط الحضرية خاصة الحافلات القديمة التي أصبح الكثير من المواطنين يتفادونها وينتظرون قدوم حافلات أخرى جديدة حتى ولو طال الانتظار في محطات التوقف كما عاينا ذلك في عدة مواقف بأرجاء المدينة.
 وأمام هذه الوضعية، يتعين على المصالح المعنية بالنقل في الولاية اتخاذ كافة الإجراءات لمنع تكرار مثل هذه الحوادث بإجراء مراقبة دورية على الحافلات واستبعاد تلك التي لا تتوفر على شروط السلامة المرورية لتفادي حدوث كوارث غير مستبعدة، وهذا بالتوازي مع مجهودات مصالح الأمن في الرقابة التي تدخل ضمن صلاحياتها.
ويتأسف مواطنو المدينة دائما للوضعية السيئة التي تتواجد عليها حافلات المدينة والتي لا تعبر حسبهم عن مدينة في حجم وسمعة عاصمة الهضاب.
ويبلغ عدد حافلات النقل الحضري على مستوى الولاية حسب إحصائيات مديرية النقل٧٤١ حافلة بين حافلات كبيرة وصغيرة ومركبات مهيأة للنقل في ٦٤ خط للنقل الحضري وبحمولة إجمالية تقدر بـ ٤٢٨١٣ راكب، ويغلب على هذا الكم الهائل من الحافلات طابع القدم الذي يمس كثيرا منها وهذا واضح للعيان حتى دون النظر الى سنة أول استعمال للحافلة بسبب الاستعمال المكثف ونقص الصيانة من طرف ملاكها،  ومع ذلك ما زال المواطن يدفع ١٥ دج عن التذكرة الواحدة وهو غير مقتنع تماما بمستوى الخدمات المقدمة .

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19628

العدد 19628

الأربعاء 20 نوفمبر 2024
العدد 19627

العدد 19627

الثلاثاء 19 نوفمبر 2024
العدد 19626

العدد 19626

الثلاثاء 19 نوفمبر 2024
العدد 19625

العدد 19625

الإثنين 18 نوفمبر 2024