توقّع إنتاج 440 ألف قنطار من الحمضيات بولاية بومرداس

الوفــرة ساهـــمـــت في استــقرار الأسعار

بومرداس: ز ــ كمال

حقّقت شعبة الحمضيات بولاية بومرداس إنتاجا وافرا هذه السنة قاربت 440 ألف قنطار، وبجودة عالية بالمقارنة مع الموسم الماضي حسب توقّعات مديرية المصالح الفلاحية، التي أرجعت هذه القفزة المسجلة إلى كمية الأمطار المتساقطة التي ساعدت على تطوير المنتوج والتوسع التدريجي في المساحة المستغلة لهذه الشعبة المعروفة بالولاية، إلى جانب شعبة إنتاج عنب المائدة المتربعة على عرش المساحة الفلاحية المقدرة بـ 64 ألف هكتار.

وفرة إنتاج الحمضيات وبكل الأنواع بولاية بومرداس لهذه السنة انعكست على حجم العرض الكبير الذي تزخر به الأسواق المحلية ومختلف نقاط البيع المعتمدة، وحتى غير المعتمدة المنتشرة عبر الأحياء والأرصفة ومفترق الطرق بواسطة الباعة المتنقلين، الأمر الذي لاحظه المواطن في الميدان وانعكس إيجابا على الأسعار التي بدت معقولة مقارنة مع باقي الفواكه الأخرى المستوردة وواقع أسعار المواد الغذائية التي عرفت ارتفاعا في مختلف المنتجات.
في إطلالة سريعة لطبيعة السوق المحلي وواقع الأسعار بالنسبة لشعبة الحمضيات، لاحظت الشعب تنوعا كبيرا في الإنتاج مع وجود خيارات في الأسعار بالنسبة للمستهلك وتستجيب للقدرة الشرائية والوضعية الاجتماعية لكل فئة، فبالنسبة لمنتوج البرتقال لاحظنا “أن الأسعار تبدأ من 80 دينار وأحيانا اقل بالنسبة للنوعية المتوسطة التي تستعمل عادة لإنتاج العصير، في حين تتراوح أسعار النوعية الجيدة والرفيعة من 120 إلى 150 دينار في المتوسط وهذا في الأسواق العمومية ونقاط بيع الخضر والفواكه حتى لا نتحدث عن المحلات الاستثنائية..”.
بالمقابل تعرف أسعار المندرين (اليوسفي) ارتفاعا طفيفا مقارنة مع البرتقال، حيث يتراوح ما بين 140 إلى 170 دينار وأحيانا اقل بالنسبة للنوعية المتوسطة أو تلك التي مر على جنيها أكثر من أسبوع، مع تسجيل بداية ارتفاع أسعار هذه المادة التي وصلت مرحلة نهاية الإنتاج لهذه النوعية على عكس بعض أنواع البرتقال التي تستمر إلى غاية شهر مارس وأفريل، أما سعر الليمون فهو تقريبا ثابتا عند سعر 130 دينار.
 
 2423 هكتار بمعدّل 185 قنطار في الهكتار
                                                                               
تعرف مساحة شعبة الحمضيات توسعا من موسم إلى آخر بولاية بومرداس، حيث وصلت هذه السنة إلى 2423 هكتار بزيادة قدّرت بـ 192 هكتار حسب أرقام مديرية المصالح الفلاحية منها نسبة 72 بالمائة لمنتوج البرتقال بأنواعه، الشيء الذي ساهم في رفع كمية الإنتاج بمعدل 185 قنطار في الهكتار بالنسبة للكليمونتين والبرتقال بأنواعه الجيدة منها “واشطن نافال” و225 قنطار بالنسبة لليمون، وقد تم لحد الآن جني ما معدله 200 هكتار من البرتقال، 170 هكتار من الكليمونتين و70 هكتار من الليمون وفق نفس المصادر الفلاحية، وهو ما يعني أن جل المساحة المغروسة لم يتم جنيها لحد الساعة ما قد يؤشر استمرار استقرار أسعار هذه المادة الغنية بالفيتامينات.
مع الإشارة إلى أن إنتاج الحمضيات بولاية بومرداس وإن تقلص في العقود الماضية من حيث المساحة والإنتاج، الذي أثر على الأسعار وقلة المردود في الهكتار، وهذا لحساب شعبة عنب المائدة التي تستحوذ على النسبة الأكبر وبمعدل إنتاج يصل أحيانا إلى 2.5 مليون قنطار مع تغطية 45 بالمائة من المنتوج الوطني بفضل طبيعة المناخ والتربة، تعود شعبة الحمضيات رويدا رويدا إلى وضعها الطبيعي المعروف عبر مساحات تشكل امتدادا لسهل متيجة انطلاقا من ولاية البليدة إلى بلديات غرب بومرداس كحمادي وخميس الخشنة وصولا إلى سهول واد يسر وواد سيباو في مثلث يشمل بلديات لقاطة، يسر حتى منطقة بغلية، وتادمايت بولاية تيزي وزو.
وقد أرجع بعض الفلاحين والمستثمرين في هذه الشعبة أسباب هذا النمو الملحوظ إلى عدة عوامل منها الطبيعية بتوسيع المساحات المسقية والاستعمال الجيد للتقانة والمبيدات، إضافة إلى الدعم الفلاحي الذي استفاد منه عدد من الناشطين بالولاية، وأيضا اقتناع الكثير من الفلاحين الذين تركوا النشاط في وقت سابق لأسباب عديدة بأهمية العودة للاستثمار في هذا النشاط المربح بعد ارتفاع الأسعار نتيجة الطلب المتزايد، وكذلك حجم المردود المسجل في الشجرة الواحدة، مع ذلك تبقى هذه الشعبة وغيرها من الشعب الفلاحية الأخرى المعروفة بولاية بومرداس بحاجة إلى متابعة واهتمام وتطهير لفئة الانتهازيين، الذين يستفيدون من عمليات الدعم على حساب الفلاحين الحقيقيين، وبالأخص في مجال الحصول على العتاد الفلاحي.

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19632

العدد 19632

الإثنين 25 نوفمبر 2024
العدد 19631

العدد 19631

الأحد 24 نوفمبر 2024
العدد 19630

العدد 19630

السبت 23 نوفمبر 2024
العدد 19629

العدد 19629

الجمعة 22 نوفمبر 2024