لم تتمكّن الجهات المحلية ببلدية برج الكيفان من القضاء نهائيا على مشكل اهتراء الطرقات وغياب الأرصفة بمختلف أنحاء البلدية، رغم المشاريع العديدة التي تبرمجها البلدية كل سنة، الأمر الذي أدّى إلى استياء القاطنين الذين اعتبروا بلديتهم من البلديات التي تعرف تأخرا ملحوظا في مجال التهيئة الحضرية.
وفي هذا السياق، أكّد سكان عدة أحياء بالبلدية في حديث مع “الشعب”، أنّ التهيئة الحضرية بمعظم هذه الأحياء كانت مطلبا ملحا لديهم، وذلك بالنظر إلى حجم المعاناة التي يعيشونها منذ سنوات، حيث أكّد كمال القاطن بحي فايزي أنّ طرق هذا الأخير تدهورت بشكل كبير في الآونة الأخيرة، وبات يصعب عليهم الخروج من منازلهم كلما تساقطت قطرات من المطر بسبب الأوحال التي تملؤها، ناهيك عن الحفر التي تمتلئ بالمياه مشكلة بركا كبيرة يصعب على المشاة والمركبات تجاوزها، أما الأرصفة فهي غائبة تماما عن الحي، والذي رغم حداثته على حد قول ذات المتحدث إلاّ أنّه أشبه بمنطقة ريفية.
من جهة أخرى، أبدى سكان حي على عمران 2 بنفس البلدية، غضبهم وامتعاضهم إزاء تنكر السلطات المحلية لجملة من الوعود الخاصة بإطلاق برنامج شامل يتضمن إعادة تهيئة جل طرقات وأرصفة الحي، حيث أكّدوا لـ “الشعب”، أنّ معظم الطرق لا تزال عبارة عن طرق ترابية تملؤها الحفر والمطبات.
هذا الوضع تتشارك فيه عدة أحياء على غرار حي بن مراد، الذي أوضح سكانه أنه علاوة على غياب التهيئة ومظاهر التحضر بالحي، فإنّهم يعانون من انسداد بالوعات الصرف الصحي بسبب قدمها من جهة، وتكسرها وعدم صيانتها من جهة أخرى، وأوضح قاطنوه أنّ الوضع يصبح كارثيا بعد تساقط الأمطار بسبب التسربات الكبيرة للمياه القذرة، هذا ماحدث عدة مرات على حد قول هؤلاء.
وما زاد الطين بلة، مشكل النفايات المتراكمة بمدخل الحي، فالزائر للمنطقة سرعان ما تلفت انتباهه حاويات القمامة الممتلئة عن آخرها، والمترامية نفاياتها على سطح الأرض بطريقة عشوائية تشمئز لها الأبدان، وحسب أحد القاطنين فإنّ السبب الرئيسي في ذلك هو عمال النظافة الذين لا يقومون بعملهم على أكمل وجه، إضافة إلى أنّهم لا يأتون إلى العمل بصفة منتظمة، كل هذا يحصل في ظل غياب الرقابة على حد قولهم، مبدين في ذات الشأن انزعاجهم من هذه الوضعية التي أصبحت فيها النفايات بمثابة ديكور يميّز الحي ناهيك عما تتسبب فيه من مشاكل أخرى حوّلت يومياتهم إلى جحيم.
النقل هاجس آخر
كما أضاف السكان في سلسلة شكاويهم مشكل النقل الذي أصبح بمثابة هاجس يؤرّق حياتهم، في ظل غياب موقف خاص بالحي، الأمر الذي يضطرهم إلى الالتحاق بموقف في حي آخر بعد قطع مسافة طويلة وبشق الأنفس، لبلوغ الموقف بغرض الالتحاق بمقاصدهم، وهو ما حوّل عملية التنقل من نعمة إلى نقمة، مؤكدين أنّهم يضطرون إلى الوقوف لساعات طويلة في انتظار الحافلات القادمة من المحطات المجاورة، والتي لا تتوقف أحيانا لنقلهم.
ليجدّد هؤلاء نداءهم إلى السلطات المعنية قصد التدخل العاجل لوضع حل للأزمة، التي حوّلت حياتهم إلى جحيم، أمام ساعات الانتظار الطويلة للظفر بمكان للتنقل إلى وجهاتهم.