اقتراح إنشاء مؤسسات مصغرة لتوفير مناصب شغل
تصنف بلدية بوعيشون بولاية المدية التي يعود تأسيسها إلى التقسيم الاداري لسنة 1984 من بين أهم البلديات المعول عليها في مجال تطوير الإقتصاد الأخضر بالنظر لما تحوز عليه من أفق فلاحية واعدة في مجال الأشجار المثمرة من تفاح، كرز، عنب، تين، لوز، برقوق، زيتون، والزراعة البعلية، إلى جانب وجود ثروة حيوانية تقدر بـ 5000 رأس من الغنم و300 رأس من الأبقار، ويتجلى هذا الرهان مؤخرا في دعوة البلدية المواطنين البالغين من 30 إلى 50 سنة الراغبين في الإستثمار أو انشاء مؤسسات صغيرة فلاحية أو تجارية أو صناعية الإطلاع على كيفية الاستفادة من المشاريع المقترحة من طرف الوكالة الوطنية للتأمين عن البطالة.
المطلعون على حال هذه البلدية الفلاحية بإمتياز والمحاذية لشريط غابي هام يمكن تحويل جزء منه لتربيه الخيول وانشاء مضمار للفروسية، بأنه فيما اقتصرت مساعي الجماعات المحلية في تمكين سكان هذه البلدية من حصة 24 سكنا اجتماعيا ايجاريا فقط وتوزيعها دون استلام أصحابها للمفاتيح بعد، فإنه يعتقد بأن تحريك التنمية بها أضحى مرهونا بضرورة توفير الوسائل الحياتية لخدمة وسط البلدية وقراها المنتشرة هنا وهناك، حيث يطالب السكان الذين التقينا بعضهم بمقهى الطريق الرئيس بهذه البلدية في هذا الصدد بحصة كبيرة من السكن الريفي بالنظر إلى عدد الطلبات المسجلة بنحو 1000 طلب لأجل انقاذ السكان من الصفيح والقرابى المتوارثة من لدن أجدادهم، فضلا على توفير المسالك الريفية ومياه السقي خدمة الأرض وتطوير الثروة الحيوانية، علاوة على ربط البلدية وفرقها بمادة غاز المدينة، بعدما أعلمنا بأنه سيتم ذلك من عين الأشياخ.
تشير مصادر من عمق هذه البلدية الى أنه فيما تسعى مديرية الري والموارد المائية إلى رفع نسبة التموين بالماء الشروب إلى ما فوق 5 بالمائة من المياه الصالحة للشرب عن طريق الشبكات، وتسريع الجهات المعنية لوتيرة انجاز الطريق الولائي
رقم 88 المهترىء، يرغب سكان قرية أولاد صالح القاطنين بحواشي عاصمة الولاية المهجرين في سنوات العشرية السوداء في خدمة أراضيهم مساهمة منهم في تأمين غذاء سكان الولاية بمنهحم فرصة العودة إلى أرزاقهم المهجورة، بعدما عرفت سكناتهم تدهورا وتصدعا للمسالك الفلاحية، سيما وأن هذه الرغبة تأتي مشروعة أسابيع بعد منح الولاية برنامجا هاما ضمن المساعدات لقطاع المصالح الفلاحية بقصد العمل على تثبيت السكان عن طريق الإعانات الريفية لإعادة اعمار الريف و اعادة الاعتبار للأرزاق المتروكة قهرا وقتها، مع ربطها بالماء والكهرباء الريفية والطرقات واعادة فتح المدرسة الوحيدة لفائدة أبنائهم، مثله مثل باقي قرى الولاية النائية.
جهاز رصد يقظ
تمكنت المصالح الفلاحية بهذه البلدية من وضع جهاز ترصد وبائي لتطويق أي أمراض محتملة ما ساعدها إلى حد الساعة في عدم تسجيل أي اصابة بداء الحمى القلاعية، بحسب البيطري الوحيد بعين المكان، في وقت يبقى ملاذ شباب المنطقة فضاء مقهى “بوعيشون” كمتنفس وحيد لتباحث واقع عيشهم وفرص ترقية فرقهم مستقبلا، في حين يراهن العارفون بالشأن المحلي بهذه البلدية على وجوب اعادة النظر وتأهيل قرى هذه البلدية لبلوغ الهدف المنشود، بالأخذ بيد سكان
فرقه أولاد لعور الذي تعاني أسرها العزلة و التهميش، وانعدام السكن الريفي، لكون أن غالبية العائلات ما تزال تعيش في الأكواخ والبيوت الطوبية، في وقت يطالب هؤلاء بمجمعات سكنية حتى يتمكن الكثير من شبابها تطليق العزوبة، فضلا على توفير الخدمات الصحية اللازمة لأبنائهم بالوحدة الصحية، وهو نفس الواقع بقرية عين بلخير، التي أجبر أغلب سكانها على هجرة أرزاقهم في العشرية السوداء نحو ولايات البليدة ، الجزائر، وتيبازة، إذ يطالبون هؤلاء اليوم بالحاح كبير بالعودة أيضا إلى أرزاقهم لأجل خدمة أراضيهم وانعاش المنطقة ككل.
وبفرقتي البزبازة واللواتة لا يختلف الحال كثيرا عن مجموع القرى، إذ تعد المنطقة الأولى كأكبر فرقة من حيث تعداد السكان بحوالي 2500 نسمة، حيث يبدي سكانها مخاوف صحية كبيرة بسبب وجود حفر لتجميع الفضلات البشرية، والتي من شأنها أن تعمل على انتشار أمراض وبائية خطيرة بسبب احتمال اختلاط المياه السطحية بمياه الصرف الصحي، حيث يطالب هؤلاء في هذا الشأن بمشروع لشبكة الصرف الصحي، إلى جانب حصة معتبرة من السكن الريفي بما في ذلك على مستوى قرية البواهي، حيث يطالب السكان بمدرسة ووحدة صحية، وفتح المسالك والكهرباء والغاز والماء الشروب.
على صعيد ذي صلة يطالب سكان فرقة العبادلية بتوفير الماء الشروب لوضع حد لسنوات العطش الحقيقية، حيث رغم الضغط الممارس على البلدية لتوفير الجرارات من حين لآخر، غير أن غياب مناقب الماء حالت دون الوصول إلى الغرض المطلوب، علاوة على تدارك ضعف التيار الكهربائي، والنقل المدرسي، ومشكلة الحفر العشوائية.
هذا وبينما تتوفر هذه البلدية بحسب هؤلاء العارفين بشأنها المحلي على 04 حافلات للنقل المدرسي، غير أن افتقارها للسائقين حال دون استفادة أبنائها من برنامج المخطط الأزرق للإصطياف الذي رصدته مصالح مديرية الشباب والرياضة بهذه الولاية ، في وقت أكدت فيه هذه المصادر تحكم البلدية في مسار محلات الرئيس بتطبيق توجيهات السلطات المحلية في الميدان ، غير أن معاناة البلدية من مشكل العقار وهياكل الترفيه لأطفالها يجعل المجلس البلدي أمام حتمية الإصرار لنيل حصة من السكن الإجتماعي والريفي و هياكل تربوية جديدة في الطور الأول، مع الحرص على التوزيع العادل للمشاريع الممنوحة لها بدءا بفرقة العبابدة والتي رغم مكوث سكانها بأرزاقهم في العشرية السوداء إلا أنه ما يزال غالبيتهم يعيش غبن التهميش جراء نقص الامكانيات من الماء الشروب، قنوات الصرف الصحي، النقل المدرسي، اهتراء المدرسة الوحيدة، بعد أن باتت لا تتسع إلا لقسم أو قسمين فقط، كون أن تلاميذها يجبرون للتنقل يوميا إلى المدارس المجاورة خوفا من خطر أسقفها وجدرانها، إلى جانب افتقارها إلى الطرقات والمسالك الفلاحية.