حفلات توديع للتّسامح مع الأهالي والأقارب قبل رحلة الحج

جريـد النخـل يزيّـن أبواب بيـوت الحجاج بـبرج بوعريريــج

رابح سلطاني

 تحظى فريضة الحج وزيارة بيت الله الحرام لدى العائلات البرايجية في نفوس الجزائريين على وجه العموم بمكانة روحانية مقدّسة تتجاوز كونها شعائر دينية، فمع بداية انطلاق العد التنازلي لموسم الحج، تبادر العشرات من العائلات البرايجية بعاصمة البيبان إلى إقامة حفلات توديع تتضمّن مأدبة جماعية يجتمع عليها الأفراد والأهالي لتبادل رسائل التسامح والإخاء بين الأفراد، ودعاء للحاج، في مشهد تضامني يعكس حرص وعمق العادات الجزائرية ومدى تآزرهم.

 مع انطلاق موسم الحج تباشر العديد من العائلات البرايجية استعداداتها الروحية لتوديع الحجاج في أجواء يغلب عليها الفرح والتسامح والإكرام بين أفراد العائلات، يتجلى ذلك في مجالس الحج التي يعقدها أهالي الحاج، تُقدّم خلالها الهدايا الرمزية للحاج، ويطلب خلالها من الحاج بدعاء أمام أصوار الكعبة المشرفة، تقابلها إعداد مأدبة يُدعى إليها الأهالي والجيران، يطلب خلالها الحاج السماح من الحاضرين والأصدقاء، مع إكرامهم بمأدبة عشاء ودعاء من الحاضرين بقبول هذه الشعيرة المقدسة.
بالمقابل يحرص الحاج المؤدّي لهذه الفريضة المقدسة، على الاستعداد الروحي والنفسي بدخوله في حلقات قراءة مستمرة للقرآن مع الاستزادة في طلب العلم الشرعي، لاسيما ما ارتبط فيها بفقه تعلم مناسك الحج من الفرائض والسنن قصد أداء هذه النسك على أتمم وجه.
كما يحرص الحاج خلال هذه المناسبة المقدسة على الاستعداد الروحي، الذي يظهر من خلال الاستعدادات لأداء هذه الشعيرة، وتتجلي أيضا، في مجالس القرآن والمداومة على قراءته، مع الحرص على إتقان سنن وفرائض الحج والتفقه فيها، بغرض نيل الأجر الكامل لهذه الشعيرة المقدسة.

دعـــوات وزغاريـــد لتوديـــع الحــاج

 فيما تحرص بعض العائلات البرايجية على مرافقة مؤدي هذه الشعيرة المقدسة خلال رحلة الذهاب إلى المطار، بعد الاجتماع لتوديعه والدعاء له من طرف الأهل والجيران بالعودة غانما سالما ليلة ذهابه إلى المطار في رحلة الحج، مع قراءة أدعية ورشّه بماء الورد والعطور، وهو التقليد الذي يعكس مدى قوة الترابط والتلاحم بين الآباء والأولاد، والأقارب بالحاج.

وحفـلات للعــودة

 مع اقتراب آجال عودة الحاج إلى مسقط رأسه الجزائر، تحرص عائلات الحاج ببرج بوعريريج على اتخاذ كافة  التدابير والإجراءات لاستقبال الحاج العائد من مكة المكرمة، وتبدأ بتزيين البيوت، والأبواب بجريد النخل في إشارة إلى أنّ هذا البيت به حاج لبيت الله الحرام، مع الحرص على إقامة حفلات خاصة بعملية الاستقبال في المطار تمتزج فيها زغاريد الأهالي بطلقات البارود، إلى جانب اقتناء أفخم السيارات المزينة بأعلام الراية الوطنية قبل التوجه إلى المطار لاستقبال الحاج، فيما يتهيأ أهالي العائلات على تحضير طبق الكسكس لإقامة مأدبة عشاء خاص بالحاج والضيوف القادمين لتهنئة الحاج.

مـــاء زمزم للضّيــوف والمهنّئــين

 مع قدوم الحاج إلى أراضي الوطن تباشر العائلات البرايجية على إقامة مأدبة عشاء على شرف المهنئين، يتوافد خلالها الأقارب والجيران لزيارة الحاج وتهنئته، وتقديم الهدايا التي تُعرف بـ “هدايا الحج” أو “البركة”، يحرص الحاج بدوره على توزيع ما جلب معه من تبريكاتٍ من الأراضي المقدسة، مثل ماء زمزم والتمر والعطور، يتزامن ذلك مع الانطلاق في سرد حكاياته وتجربته التي قضاها خلال موسم الحج يروي فيها ما شاهده في أرض الحرم.

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19784

العدد 19784

الأربعاء 28 ماي 2025
العدد 19783

العدد 19783

الثلاثاء 27 ماي 2025
العدد 19782

العدد 19782

الإثنين 26 ماي 2025
العدد 19781

العدد 19781

الأحد 25 ماي 2025