باشرت تشكيلة المنتخب الوطني تحضيراتها تحسبا لمواجهة زامبيا، غدا الثلاثاء، بملعب الشهيد حملاوي بقسنطينة، حيث جرت الحصة التدريبية في أجواء طغى عليها الحزن بعد الهزيمة المرة في لوزاكا التي عصفت بآمال التأهل إلى المونديال.
عاد “الخضر” إلى أجواء التحضيرات قبل مواجهة زامبيا، حيث كانت البعثة قد عادت مباشرة بعد المباراة على متن طائرة خاصة وهذا لربح الوقت، بالنظر إلى أن المواجهة الثانية تجري في وقت وجيز.
وصلت بعثة المنتخب إلى قسنطينة في ساعة مبكرة من صباح أمس، وتوجهت مباشرة الى مقر إقامتها بفندق “الماريوت” حيث خلد اللاعبون مباشرة للراحة قبل استئناف التحضيرات.
برمج الجهاز الفني للمنتخب حصة استرخائية للاعبين بعدها من أجل إعادة شحن البطاريات قبل المواجهة الثانية التي سيكون فيها المنتخب مطالبا بتحقيق الانتصار لحفظ ماء الوجه على الأقل.
وينوي المدرب ألكاراز إجراء بعض التغييرات على التشكيلة من خلال منح الفرصة لبعض اللاعبين الذين لم يشاركوا على حساب آخرين لم يقدموا المستوى المطلوب منهم وهو الأمر المنتظر.
كما ستكون هناك تغييرات تكتيكية على مستوى خطة اللعب، بما إن المنتخب ظهر هشا من الناحية الدفاعية بسبب تواجد غياب التغطية العكسية وهو ما كلف المنتخب غاليا.
تساؤلات حول تراجع مستوى وسط الميدان
كان وسط ميدان المنتخب خارج الإطار خلال مواجهة زامبيا، حيث ظهر الثقل على تايدر الذي لم يستطع مجاراة النسق الذي فرضه المنافس وبدا بن طالب تائها ما أعطى الإحساس أنه لا يعلم ما يريد.
ويبقى التساؤل مطروحا حول سبب تغيير الخطة التي أتت أكلها خلال مواجهة الطوغو بعد أن لعب بن طالب دور المسترجع وقام بالتغطية العكسية وكان في المستوى، رغم أن المواجهة جرت داخل الديار.
والمتتبع للمباراة وطريقة اللعب يحس أن المباراة جرت بالجزائر بسبب المغامرة التي لعب بها ألكاراز المواجهة وهو ما أكد تأثره بمعاينته لمباريات المنافس وأهمل حقيقة الميدان.
يبقى الأمر السلبي في ألكاراز أنه لم يقم بإجراء تغييرات على هذا الخط من خلال إقحام لاعبين آخرين في ظل تواجد كل من قديورة، بن غيث والوافد الجديد دهام.
واعترف ألكاراز لمساعديه بعد المباراة أنه أخطأ التوقع بعد ان فاجأه المنتخب الزامبي بقوته وقدرته الكبيرة على تسجيل الأهداف عن طريق الهجمات المرتدة، رغم أنه لعب على أرضه.
ثقة ألكاراز الزائدة تجلت أكثر في إقحام اللاعب المغمور حساني الذي لا يلام على المستوى الذي قدمه، بل يجب لوم المدرب لأنه من استدعاه ومنحه فرصة المشاركة.
اكتشاف الوجه الآخر
سيكون ألكاراز على موعد مع اكتشاف الوجه الآخر لحياة مدرب المنتخبات الوطنية التي تختلف كل الاختلاف عن مدربي الأندية، بما أن أنصار هذه الأخيرة تنسى بسرعة بسبب كثرة المباريات والقدرة على التعويض.
لكن حياة مدربي المنتخبات لها وجهان: الأول، اكتشفه بعد الانتصارين على البنين والطوغو والثاني سيكتشفه بعد الخسارة أمام زامبيا من خلال الكمّ الكبير من الانتقادات التي ستطاله وهو ما سيكون الاختبار الحقيقي له.
اختلاف حياة مدربي المنتخبات على الأندية تكمن في صعوبة التعويض، فقد تخسر رهان التأهل إلى منافسة كبيرة بعد مباراة رغم أنك فزت في 10 من قبل، لكن هذا لن يشفع لك لأن الجميع سيتذكر... الإخفاق وفقط.