نجاح تنظيمي.. وتقني بامتياز

مرت العاصفة على «البارصا» مساء يوم الثلاثاء ، صنعتها الآلة الألمانية لنادي بايرن ميونيخ، حيث فقد الفريق الكاتالوني التوازن وسجل احدى أسوأ نتيجة في تاريخه، وظهر عاجزا على مجابهة زملاء مولر الذين قطعوا شوطا كبيرا في رحلة لعب النهائي المقرر في ماي القادم بملعب  ويمبلي.
والنتيجة المسجلة من طرف البايرن هي مرآة عاكسة للعمل الذي يقام في هذا النادي العريق والنموذجي على المستوى العالمي، حيث أن التنظيم المحكم والصرامة صفتان مميزتان في مسيرة النادي «البافاري» الذي يعتمد على رؤية بعيدة المدى، بقي بفضلها لعشرات السنين في الواجهة الأوروبية.
ولعل الكل لاحظ أن الاعتماد على ركائز الفريق  في السنوات الماضية، على غرار بيكنباور وهوينس ورومينيغيه، الذين أخذوا بزمام الأمور كمسيرين يعرفون أبجديات كرة القدم، وما يتطلبه المستوى العالي.. حيث يعملون في تنسيق كبير ومخطط عبر مراحل واضحة، ويتابعون كل الأمور المتعلقة بالفريق.. وأحسن مثال على ذلك أنهم وضعوا مخطط الموسم القادم قبل (٦) أشهر من نهاية المنافسة الحالية، وأقنعوا مدرب برشلونة السابق غوارديولا لاستلام العارضة الفنية بداية من جوان القادم.. لكي تكون الآلة مع بداية التحضيرات في موعدها بالرغم من أن التشكيلة الحالية للمدرب يوب هينكس احتكرت كل شيء في البوندسليغا وهاهي على أبواب نهائي رابطة الأبطال الأوروبية.
كما أن أغلب اللاعبين الذين يلتحقون بهذا النادي يريدون انهاء مشوارهم فيه، بالنظر للقيمة التي يعطيها المسيرون للاعبين الذين، حتى ولو كانوا احياطيين يشاركون في نجاحات النادي بتوفر محيط احترافي نموذجي.
وفي هذا السياق تذكرت بعض «ممارسات» لاعبينا الذين لايقبلون كرسي الاحتياط، ولو لفترة قصيرة وكأنهم يشاركون في لعبة فردية، وليست كرة القدم المعروفة بأنها رياضة جماعية تتطلب احترام اختيارات المدرب، الذي يعرف اللاعب المناسب في خطة معينة حسب المنافس.
كل هذه الفوارق منطلقها النظرة الاحترافية التي تعطي الأهمية للتكوين القاعدي للاعبين وتوفير المحيط المناسب لآداء الفريق.. والنتيجة واضحة في المثال الألماني وبالتحديد نادي بايرن ميونيخ..!!