عميـد إلى الأبــد..

أحمد دبيلي

شاءت الصدفة أن يرحل عنا أمس عميد وشيخ المدربين الجزائريين لكرة القدم، الفقيد عبد الحميد كرمالي وهذا في الذكرى الـ٥٥ لتأسيس فريق جبهة التحرير الوطني المصادف لـ١٣ افريل ١٩٥٨، وإذا كانت ذكرى/فريق الجبهة /ستمر دون شك مرورا مميزا، فإن وفاة كرمالي /رحمه الله وطيب ثراه/ جعل هذا التاريخ يرتبط عضويا بحياة الرجل الذي كان أحد المؤسسين لهذا الفريق الذي حمل القضية الجزائرية إلى مصاف المحافل الدولية ومكن الشعب من انتزاع استقلاله بالقوة وأيضا بالحنكة والدبلوماسية.
إن رحيل كرمالي في هذا التاريخ بالذات، وان كان يدخل تحت القضاء والقدر، غير أنه يحمل أكثر من معنى ودلالة، فاللاعب الذي داعبت قدماه كرة القدم في تشكيلة فريق جبهة التحرير الوطني كمجاهد لنصرة بلده الجزائر كان له  شرف الاستمرار في النضال الرياضي بعد الاستقلال  للارتقاء بكرة القدم الجزائرية، حيث أوكلت له مهمة تدريب الكثير من الفرق الوطنية وعلى رأسها  الفريق الوطني الجزائري لعدة مرات.
لقد بقي الراحل عبد الحميد كرمالي، الذي لم يغادر بذلته الرياضية كلاعب ومدرب ويعرفه الجمهور الرياضي بحماسته ووطنيته غير المعهودة وفيا لمبادئه والتزاماته التى أداها على أحسن وجه، ومثبتا في الوقت نفسه للشباب أن الرياضة وان كانت ترفيها بالنسبة للبعض الا أنها ترتبط بالنضال وحسن السلوك والأخلاق الرفيعة.
برحيلك أيها الشيخ  يكون الوطن والكرة الجزائرية قد فقدت في شخصك أحد رموز النضال الوطني والكروي وافتقد الشباب فيك المدرسة الرياضية الأصيلة التي وضعت الأسس المتينة لكرة القدم الجزائرية التي دخلت معترك النضال منذ ٥٥ سنة وبقيت صامدة حتى الآن، ولما لا أن تحقق انجازات ونجاحات وانتصارات أخرى كما حققها الفقيد كرمالي والذي سيحتضن جثمانه تراب مدينة سطيف التي أحبها حتى حانت ساعة الرحيل .

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19629

العدد 19629

الجمعة 22 نوفمبر 2024
العدد 19628

العدد 19628

الأربعاء 20 نوفمبر 2024
العدد 19627

العدد 19627

الثلاثاء 19 نوفمبر 2024
العدد 19626

العدد 19626

الثلاثاء 19 نوفمبر 2024