ما بعد تجديد الإتحاديات

تسيـير صــارم.. وعقلنـة المصـاريف وتشـريـف الألـوان الوطنية

جمال أوكيلي

ماذا بعد تجديد الإتحاديات الرياضية؟ سؤال يطرح بإلحاح.. بعد الحصيلة السلبية لأداء هذه الهيئات خلال العهدة السابقة.. وفشلها في تحقيق النتائج المرجوة في إختصاصات كان معولا عليها، لكن للأسف، خيّبت آمال كل المتتبعين.. ومشاركة رياضيينا كانت دائما في ذيل الترتيب.
اليوم الأمور ليست للبكاء على الأطلال، ما حصل حصل، وعلينا النظر الى المستقبل، لكن كيف؟ مهما يكن الأشخاص الذين أسندت لهم مهمة تسيير الإتحاديات، فإن مسؤولياتهم كبيرة وحساسة جدا.. لأن الأمر لا يتعلق بتحويل هذه «الهيئة الرياضية» إلى «وكالة سياحية» والبحث عن تكاليف المهمة وغيرها.. اليوم على هؤلاء التحلي بثقافة تشريف الألوان الوطنية في المحافل الدولية.. وتجاوز المنطق المادي والحزازات الشخصية التي أضرّت كثيرا بالرياضة الجزائرية.. وتسجيل تراجعنا في أنواع رياضية كنا من الرواد فيها.. لا داعي لذكرها هنا.
وهنا لابد من القول بأن كل من غادر الإتحادية مؤخرا، ولم يسفعه الحظ في العودة ثانية، لم يطالبه أحد بتقييم عمله على الصعيدين الداخلي والخارجي.. وهذه عادة سيئة تسوّد واقع الرياضات في الجزائر.
لذلك فإن هذا الفراغ، أصبح تقليدا لدى الكثير الذين يتهافتون على ترأس الإتحاديات إدراكا منهم بأنهم محضون سواء إجتهدوا أو تخاذلوا.. وأصبح ما يعرف بالتقرير الأدبي والمالي لا يعني أي شيء بالنسبة للكثير... هذا التجديد ماهو إلا إنطلاقة وفق رؤية أخرى يحملها المشرفون على الرياضة في الجزائر.. تكون على الأقل مبنية على نظرة جادة وصارمة تضع الأنانيات والصراعات والنزاعات إلى جانب حتى لا تستنسخ المرارة والتأسف.
وقبل الشروع في عمل أي إتحادية ما بعد مرحلة التجديد، على أصحابها أن يطرحوا السؤال التالي: ماهي الأهداف المسطرة؟ وماهي إمكانياتي في الحصول على نتائج معينة؟ أما غير هذا، فإنه يعني الترقيع لا أكثر ولا أقل، هناك إتحاديات أنفقت الملايير من الأرصدة المالية من أجل أن تجد نفسها في مراتب كارثية خلال الدورات العالمية ككرة اليد والملاكمة وألعاب القوى ـ للأسف ـ لا يتسع المقام لذكر ما حصل.
نحن هنا لسنا للمرافعة القاسية ضد الرياضة الجزائرية.. وإنما ندق الناقوس، بأن العودة إلى الذهنية السابقة في التسيير يعني إنهيار القيم السامية لمرافقة هذا القطاع.. ونبقى في دائرة الحلقة المفرغة.
هذه الإتحاديات ليست جمهوريات قائمة بذاتها تدّعي الإستقلالية، وفي مقابل ذلك تعبث بالمال العام والألوان الوطنية.. أو في كل مرة تحتكم إلى الهيئات الدولية لحلّ مشكل داخلي.. هذه العقلية يجب أن تسقط نهائيا.. لأنها أضرت بمصالح الجزائر.

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19521

العدد 19521

الخميس 18 جويلية 2024
العدد 19520

العدد 19520

الأربعاء 17 جويلية 2024
العدد 19519

العدد 19519

الثلاثاء 16 جويلية 2024
العدد 19518

العدد 19518

الإثنين 15 جويلية 2024