الفـريق الــوطني

أسباب متعددة لكارثـة الخروج المبكر

حامد حمور

خرج المنتخب الوطني من الباب الضيق من كأس افريقيا للأمم ٢٠١٣، في الوقت الذي كانت الآمال كبيرة لبلوغ ادوار متقدمة من هذه المنافسة بالنظر لعدة معطيات كانت تصب في صالح «الخضر» اهمها المسيرة الذهبية لاشبال هاليلوزيتش في التصفيات مما مكنهم من الارتقاء بصفة مذهلة في ترتيب الفيفا، حتى ان العديد من الاختصاصيين رشحوا الجزائر لان تنافس على اللقب القاري في هذه الطبعة، بعد كل هذه «الإنجازات» التي منحت الثقة الكاملة للرأي العام الرياضي الجزائري في انه يملك فريقا قويا على كل المستويات.

فالفلسفة التي قدم بها هاليلوزيتش تجسدت حقا في الميدان، اين اصبح اللعب الجزائري هجوميا، كما كنا نتمناه، مقارنة مع استراتيجية سعدان، التي لم تكن من هذه الزاوية.
تسرع في التغيير
لكن كل هذه الطموحات واللوحات الوردية تكسرت منذ انطلاق المنافسة القارية التي ابانت للكل مدى عدم جاهزية «الخضر» الذين كانوا اول فريق يغادر «الكان»، حيث قدم عرضا مخيبا وبعيدا عن المستوى المطلوب،، وهنا بدأت التعاليق التي تصب كلها في «تعيين» المتسبب الحقيقي في هذه الكارثة،، وبدون شك، فان اول «متهم» هو المدرب او الناخب الوطني الحالي هاليلوزيتش، الذي وقع في عدة اخطاء كانت المنافسة القارية المحك الحقيقي لكشفها، اولها ان «الكوتش وحيد» تسرع في تجديد الفريق كليا، مقارنة بما كان في الماضي القريب، اين استغنى على «كوارد» الفريق الوطني تدريجيا، في الوقت الذي تعمل كل المنتخبات في العالم على الاحتفاظ بالبعض للاستفادة منها في دورات مثل كأس افريقيا، والتي دائما تعطي الاضافة الحقيقية بخبرتها المعتبرة وامكانياتها الكبيرة،، ولاداعي لذكر اسماء بعض اللاعبين.
استراتيجية جديدة
كما أن هاليلوزيتش وقع هفوة استراتيجية كبيرة، عندما لعب كل التصفيات بطريقة تكتيكية مقنعة الى حد كبير والتي تعتمد على الرسم ( ٤ ــ ٤ ـ ٢ ).. لتأتي الدورة الافريقية يغير فيها هذا التكتيك معتمدا على مهاجم واحد فقط وعدد من العناصر في وسط الميدان.. في الوقت الذي لم يجرب هذه الطريقة من قبل،، الامر الذي اضعف الهجوم بصفة كبيرة واخلط الحسابات، حتى ان الكل تساءل عن اختيار النزعة الدفاعية، في الوقت الذي كان الاول الذي انتقد هذه الطريقة عندما تسلم مهامه، وفي اول لقاء مع الصحافيين!!؟.
هذه النقاط احدثت شرخا كبيرا في ديناميكية الفريق، الذي ظهر يبحث عن نفسه في مقابلتين مصيريتين، وامام منتخبين درسا بصفة دقيقة طريقة لعبنا، كيف لا ونحن رأينا ان تونس والطوغو استغلا فرصة واحدة ووضعها كل من المساكين واديبايور في مرمى مبولحي، الذي لا يستطيع فعل اي شيء امام عدم وجود التوازن الضروري في الدفاع.
وعن ذكر الدفاع، فكل المحلليين او المتابعين للشأن الرياضي يعرفون ان اديبايور مهاجم خطير ويلعب لاحسن الاندية في اوربا،، وقوته تكمن في الدخول في عمق الدفاع،، هذه النقاط لم تنفع كثيرا في وضع استراتيجية لكبح هذا اللاعب، الذي وجد نفسه بين مدافعي الوسط ( بلكالام،، حليش) يلعبان لاول مرة بينهما، وبالتالي لا يوجد انسجام بينهما،، وحليش لم يلعب منذ فترة وبطىء في الهجمات المرتدة،، هذه الوضعية لم يضيعها اديبابور واغرق ''السفينة الجزائرية''، التي لم تتمكن من العودة الى السطح رغم السيطرة «العقيمة» التي اظهرتها،، والتي كما قالها هاليلوزيتش لم نكن لنسجل حتى وان لعبنا لسنوات بهذه الطريقة.
الهدف لم يحدد بدقة..؟!
كما انو النقطة التي تساءل عنها الجميع تخص بالهدف الذي تنقل من اجله الفريق الوطني الى جنوب افريقيا، حيث ان رئيس الاتحادية والناخب الوطني لم يكونا على نفس الخط،، وهذا منذ تأهل الفريق الوطني الى الدورة القارية.
فهاليلوزيتش كان قد وضع المربع الذهبي كهدف، قبل اجراء عملية القرعة، لكن تراجع بعض الشيء، كون الجزائر وقعت في «مجموعة الموت».. لكن رئيس الاتحادية حدد ربع النهائي كهدف اولي.. مما يؤكد الحذر الكبير الذي طبع رسم الهدف. لكن الجمهور من جهته وعلى ضوء تصريحات اللاعبين كان يريد اكثر من ذلك من خلال قيمة اللاعبين وكذا التحضيرات المميزة والامكانيات الكبيرة التي وضعت في صالح المنتخب الوطني، الذي كان اول الوافدين الى جنوب افريقيا،، لكن حدث وانه كان اول المغادرين للمنافسة، للاسف الشديد!!؟

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19521

العدد 19521

الخميس 18 جويلية 2024
العدد 19520

العدد 19520

الأربعاء 17 جويلية 2024
العدد 19519

العدد 19519

الثلاثاء 16 جويلية 2024
العدد 19518

العدد 19518

الإثنين 15 جويلية 2024