اخفق المنتخب الوطني في التأهل إلى الدور الثاني من كاس الأمم الإفريقية الجارية وقائعها بجنوب إفريقيا بعد هزيمتين أمام كل من تونس و الطوغو.
والقاسم المشترك في المبارتين هو الأداء المميز الذي قدمه أشبال هاليلوزيتش خلال هاتين المواجهتين من خلال السيطرة على مجريات اللعب بالطول و العرض لكن الفعالية كانت غائبة لأسباب عديدة سواء بسبب التحكيم أو سوء الحظ أو نقص الخبرة على هذا المستوى.
ويبدو أن العامل الأخير المتمثل في نقص الخبرة كان له الأثر المباشر في خروج «الخضر» من الدور الأول نظرا لان الفريق يتكون من لاعبين لم يسبق لهم أن شاركوا في كاس إفريقيا في ظل تواجد ثلاثة لاعبين فقط سبق لهم أن لعبوا «الكان» و يتعلق الأمر بكل من ياسين بزاز و عامر بوعزة إضافة إلى رفيق حليش .
و يبدو أن هذا الأمر لم يكن كافيا لتجاوز هذا النقص و هذا ما ظهر جليا في مباراة تونس حيث استطاع لاعبو المنتخب التونسي تنويم «الخضر» مغناطيسيا قبل الانقضاض عليهم بفضل اللاعب المساكني الذي وضع كل الخبرة التي يحوز عليها بفضل مشاركاته العديدة مع الترجي في رابطة الأبطال الإفريقية في صالح المنتخب و هذا ما انعكس على النتيجة النهائية للمباراة و هو الأمر الذي دفع هاليلوزيتش إلى التأكيد بعد المباراة أن لاعبيه لعبوا «بسذاجة» كبيرة و هذا الأمر تواصل خلال المواجهة الثانية أمام منتخب الطوغو أين اخفق فيغولي و سليماني في ترجمة الفرص إلى أهداف و عدم استغلال نقاط الضعف الموجودة في دفاع الطوغوليين أفضل استغلال و كان الجميع يمني النفس في تحقيق الفوز في سيناريو مشابه لما حدث في ٢٠١٠ لكن الفرق شاسع بين الجيل الحالي و جيل ٢٠١٠ من ناحية الخبرة فجيل سعدان وصل إلى كاس إفريقيا بعد أن واجه مخاضا عسيرا في تصفيات كاس العالم أين لعب ست مباريات في أجواء أكثر من مشحونة كل هذه الأمور ساهمت في « صقل» رفقاء مطمور و أعطتهم المناعة الكافية لمواجهة ضغط الصحافة و الأنصار بدليل خروجهم من موقف صعب للغاية بعد خسارة تاريخية أمام مالاوي إلى تحقيق انتصار و تعادل أمام مالي و انغولا البلد المضيف رغم الضغط الرهيب الذي عاشوه بعد مباراة مالاوي. لكن و على العموم و رغم الإقصاء المر إلا أن المنتخب الوطني نستطيع القول انه استفاد كثيرا من المشاركة في الطبعة الحالية لكاس إفريقيا من خلال احتكاك اللاعبين بنظرائهم الأفارقة و اكتشاف معنى المشاركة في كاس إفريقيا التي تبقى منافسة لها خصوصية معينة و ستكون هذه «التجربة الجماعية» التي تعرض لها اللاعبون بسلبياتها و ايجابياتها مفيدة للغاية لهم خلال مشوار كاس العالم الذي سيستأنف بداية من منتصف شهر مارس عندما يواجه المنتخب الوطني نظيره البينيني في ملعب تشاكر أين سيكون الفوز أكثر من ضروري من اجل الإبقاء على الآمال في التأهل إلى الدور الحاسم و أيضا إعادة كسب ود الأنصار من اجل الوقوف خلف المنتخب لتحقيق التأهل للمرة الثانية إلى كأس العالم.
هاليلوزيتش تخوف منه قبل ''الكان''
نقص الخبرة أثر سلبـا على مستـوى ''الخضر''
عمار حميسي
شوهد:708 مرة