أهداف جديدة ل“الخضـر“ على ضوء مسارهـم في العرس القاري 2015

غوركوف يضع خارطة طريق لتنفيذ استراتيجيته

حامد حمور

لم يكن قرار الفاف بتجديد الثقة في الناخب الوطني كريستيان غوركوف بمواصلة عمله على رأس “ الخضر” بمثابة مفاجأة نظرا للاستراتيجية التي يعتمد عليها روراوة في السنوات الأخيرة التي ترتكز على مبدأ الاستقرار للوصول إلى أهداف متوسطة المدى فيما يخص المنتخب الوطني .. بالرغم من أن التقني الفرنسي لم يصل إلى الهدف الذي حدد له في العقد المبرم بين الطرفين، وهو التأهل إلى الدور نصف النهائي لكأس افريقيا 2015، على الأقل.
ويمكن القول في هذا الأساس إن الظروف الاستثنائية للعرس الافريقي الذي تغيّر موقعه في آخر لحظة أثّر نوعا ما في أسلوب آداء الفريق الوطني الذي تأثّر بالأحوال المناخية والمنشآت الرياضية التي وضعت تحت تصرف المنتخبات المشاركة في غينيا الاستوائية.
ولو أن الفريق الوطني كان بإمكانه القيام بمشوار أحسن في نظر العديد من الاختصاصيين بالنظر للإمكانيات الفنية الكبيرة التي يزخر بها من لاعبين ذوي فنيات عالية وخبرة معتبرة في المناسبات الكبرى .. وما يعاب على غوركوف أنه لم يستغل كل هذه الامكانيات وبقي يعتمد على نفس التعداد في كل المقابلات التي أجراها، رغم الخيارات الكبيرة، لا سيما في وسط الميدان والهجوم بعدم إعطاء الفرصة لجابو مثلا الذي كان مؤهلا لجلب الإضافة كون الثنائي براهيمي ـ فغولي لم يقدم المستوى الذي كان منتظرا منه.
وحاليا كأس افريقيا 2015، أصبحت من الماضي ومن الضروري اعتماد خطة بإمكانها أن توصلنا إلى هدف كبير وهو التأهل للمرة الثالثة على التوالي لكأس العالم 2018، والفوز بكأس افريقيا 2017، خاصة في حالة تنظيمها بالجزائر .. وعلى هذا الأساس استراتيجية الفاف بنيت على مقياس الاستمرارية وعدم تضييع الوقت في البحث عن تقنيين ونظرة مغايرة للأشياء التي قد تؤثّر على المسار، لا سيما وأن غوركوف معروف بقدرته وتحكمه الكبير في الوصول إلى التفوق في المشاريع الرياضية.
وتعدّ النقاط التي أثارها في الندوة الصحفية الأخيرة بمثابة خارطة طريق بالنسبة للناخب الوطني، أين أكد أنه سيجري تغييرات على التعداد الحالي .. وبالتالي، فإن العمل الفعلي بالنسبة له يبدأ في الأسابيع القادمة، كونه كان مضطرا لمواصلة العمل مع التعداد الذي تركه هاليلوزيتش بسبب ضيق الوقت مقارنة مع انطلاق التصفيات المؤهلة لكأس افريقيا 2015.
الأولوية لضبط الأمور في الدفاع
فالمدرب غوركوف أمام ورشة حقيقية الآن وعليه اصطياد العصافير النادرة في بعض المناصب التي تأثرت في المدة الأخيرة، لا سيما وسط الدفاع الذي كان “الحلقة الأضعف” في آداء “الخضر”، بالرغم من العودة القوية لمجيد بوقرة .. هذا الأخير الذي أعلن اعتزاله دوليا مباشرة بعد انتهاء مشوار الفريق الوطني في دورة غينيا الاستوائية .. لذلك فإن الشيء العاجل هو العثور على أسماء بإمكانها شغل مناصب في وسط الدفاع .. وإذا كان بعض اللاعبين في البطولة الوطنية يتوفرون على امكانيات معتبرة، إلا أن الناخب الوطني غير مقتنع بها، نظرا لوجود نقائص في استراتيجية تكوين هؤلاء اللاعبين .. لهذا فإن “أوروبا” ستكون الوجهة المفضلة لغوركوف لمحاولة توجيه الدعوة للاعبين في بطولات مختلفة سواء في بلجيكا، فرنسا وانجلترا، أين تلعب بعض العناصر من أصول جزائرية على غرار ماكسيم سبانو، بن صبايني، عادل قفاطي .. إلى جانب بعض الأسماء في الدرجة الثانية للبطولات المذكورة التي بإمكانها أن تتطوّر في السنوات القادمة ..
وتؤكد بعض المصادر، أن الناخب الوطني سيقوم في هذه الأسابيع بعدة جولات في الملاعب الأوروبية رفقة يزيد منصوري لتنفيذ هذه الاستراتيجية التي تشمل أيضا لاعبين في وسط الميدان والهجوم .. و من المتوّقع أن تكون مدينة ليون الفرنسية الوجهة المفضلة رقم واحد فيما يخص هذا العمل، والتي يتواجد بها “النجم الصاعد” نبيل فقير الذي أبهر المتتبعين بمستواه في نادي ليون .. أين لم يقر اللاعب بعد في مستقبله الدولي .. ويكون روراوة قد وضع استراتيجية لجلبه إلى “الخضر” .. في ظلّ رغبة الناخب الوطني الاستفادة من خدماته .. إلى جانب وجود لاعب جزائري آخر بنفس النادي وهو رشيد غزال، الذي أصبح من ضمن الخيارات الأولى لمدرب ليون في وسط الميدان .. ويذكّر بأسلوب لعبه الدولي السابق صالح عصاد.
وبدون شك، بهذه الأسماء التي من المفترض أن تعجب بمشروع الفاف في المستقبل القريب ستغيّر العديد من الأشياء ضمن التشكيلة الوطنية وتعطي منافسة جديدة في التعداد على مستوى كل الخطوط والمناصب بما فيها حراسة المرمى، أين يبقى الحارس الأساسي مبولحي بدون منافسة شديدة من الحراس الآخرين الذين لا يمكنهم أخذ مكان حارس نادي فيلادلفيا الأمريكي حتى في حالة عدم إجراء الأخير لمقابلات لمدة طويلة مع ناديه.

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19522

العدد 19522

السبت 20 جويلية 2024
العدد 19521

العدد 19521

الخميس 18 جويلية 2024
العدد 19520

العدد 19520

الأربعاء 17 جويلية 2024
العدد 19519

العدد 19519

الثلاثاء 16 جويلية 2024