اتّخذ المكتب الفيدرالي للإتحادية الجزائرية لكرة القدم المجتمع يوم الأربعاء الفارط، جملة من الإجراءات والتدابير تتعلق بسير المنافسات، التنظيم داخل الملاعب وتحضيرات الموسم الكروي المقبل 2025 - 2026، وهذا في إطار المساعي لتطوير كرة القدم الجزائرية، حيث تناول الاجتماع عدة ملفات حيوية.
استهل رئيس الفاف وليد صادي كلمته بالتأكيد على ضرورة استعادة الهدوء في كل ملاعب الوطن، خاصة مع اقتراب نهاية الموسم الكروي، مؤكّدا أن تصاعد مظاهر العنف في بعض الملاعب يعد سلوكا دخيلا على الرياضة، ويشوّه صورة البطولة الجزائرية، التي شهدت تطورا ملحوظا هذا الموسم على مستوى الأداء، التنظيم والحضور الجماهيري.
ومن بين أبرز مخرجات الاجتماع، قرر المكتب الفيدرالي تقليص تنقل عدد جماهير الفرق الزائرة حتى نهاية الموسم الجاري، للحد من الاحتكاكات، كما دعا الأندية إلى احترام التزاماتها التنظيمية وضمان سير المباريات في ظروف تسودها الروح الرياضية، وتم التشديد على تطبيق تعليمة منع تواجد الأشخاص غير المعتمدين في الممرات المؤدية لغرف تغيير الملابس، وتحت طائلة التعرض لعقوبات قاسية.
على صعيد آخر، تمّت المصادقة على انطلاق الموسم الجديد يوم 21 أوت 2025 بالنسبة للرابطة المحترفة الأولى، فيما تبدأ بطولة الرابطة الثانية (هواة) في 6 سبتمبر 2025، و13 سبتمبر موعد انطلاق بطولة القسم الثالث، كما تم اعتماد نماذج جديدة لعقود اللاعبين والمدربين، استعدادا لفترة الانتقالات المقبلة وهي القرارات التي سيتم إرسالها إلى الأندية المعنية قبل 8 ماي الجاري.
علما أنّ الميركاتو ينطلق رسميا يوم 1 جويلية إلى غاية 31 أوت، أما الأندية المشاركة في المنافسات الإفريقية، فقد طلب منها الالتزام الصارم بشروط الكاف المتعلقة بالحصول على رخص الأندية، وتم تحديد 30 جوان القادم موعدا نهائيا لتقديم قرارات منح التراخيص المطلوبة إلى الكاف.
ترقية الكرة النّسوية والشبانية
وشهد الاجتماع كذلك المصادقة على خطة دعم الكرة النسوية من خلال رفع عدد أندية الدرجة الأولى إلى 14 ناديا، وتنظيم بطولة وطنية لفئة أقل من 13 سنة، مع دعم مالي مخصص لتكوين الملفات الطبية للاعبات، كما تم ضبط رزنامة خاصة بمسابقات الفئات الشبانية تشمل عدة دورات وطنية.
في ملف التحكيم، تمّ تسجيل تقدم نوعي بعد اعتماد تقنية “الفار”، وتكوين نخبة من الحكام الشباب في إطار استراتيجية لتجديد السلك التحكيمي.
واستمع أعضاء المكتب الفيدرالي إلى عرض قدّمه عبيد شارف مهدي، رئيس اللجنة الوطنية للتحكيم، والذي من شأنه أن يقلّل الأخطاء التحكيمية كما حدث في الأسابيع الماضية، وتسبّب في جدل واسع جدا، ما أجبر الفاف على استدعاء كل الحكام لاجتماع مهم دام خمس ساعات كاملة.
ويعكس هذا الاجتماع التوجه الجديد للاتحادية الجزائرية لكرة القدم، الذي يرتكز على الحوكمة، الشفافية، وتطوير منظومة كرة القدم على مختلف المستويات بهدف بناء كرة قدم جزائرية محترفة وعصرية تعكس تطلعات الجماهير.
وأشاد أعضاء المكتب الفيدرالي بالروح الرياضية التي أظهرها مسؤولو ناديي اتحاد الحراش ومستقبل الرويسات في القسم الثاني هواة، وهو ما أسهم في تهدئة الأوضاع بعد الأحداث التي عرفها ملعب الأخير قبل مباراة مهمة بينهما، ليتقرّر إعادتها دون جمهور اليوم، في إطار التنافس من أجل الصعود إلى الرابطة الأولى.