الحلم أصبح حقيقة ومولودية البيض أخيرا في الرابطة المحترفة الأولى بعد 86 سنة من تأسيسها الذي تصادف مع السادس ديسمبر من سنة 1936، الفضل يعود في ذلك إلى تكاتف جهود الجميع من مسيرين إلى أنصار وبالطبع إلى اللاعبين الذين حققوا ما كان يعتبر في بداية الموسم حلما صعب المنال و .. و هذا الصعود التاريخي لم يحسم إلى غاية الجولة الأخيرة من بطولة القسم الثاني غرب وسط، بعد المنافسة الشديدة التي تلقتها المولودية من ملاحقها المباشر شبيبة عين تموشنت، حيث حققت المولودية الصعود بفضل فارق الأهداف في المواجهات المباشرة مع شباب عين تموشنت.
دحماني عبد القادر مهندس صعود المولودية
لا يختلف اثنان بولاية البيض أنّ صانع الأفراح ومهندس الصعود بامتياز هو رئيس الفريق عبد القادر دحماني، هذا الأخير الذي استلم قيادة الفريق سنة 2016، حيث كان الفريق يتخبط في القسم الجهوي الثاني مجموعة الجنوب الغربي وفي مرحلة إفلاس مادية وبشرية، وبفعل حنكته وحبه للفريق استطاع خلال خمس سنوات متوالية تحقيق الصعود في كل موسم يختمها بصعود تاريخي هذا الموسم إلى القسم المحترف الأول، عن هذا الإنجاز يقول دحماني عبد القادر صاحب شركة للأشغال العمومية، ‘’ عندما تحملت مسؤولية إعادة بريق الفريق العريق لولاية البيض وذو الشعبية الكبيرة والذي ارتبط اسمه بالثورة التحريرية وجيل الاستقلال، كان علينا إعادة ترتيب البيت من جديد، وبداية بالاستنجاد باللاعبين أبناء الفريق الذين غادروا إلى أندية أخرى، تم جمعهم وشرح مشروعي لهم وطرحه على اللاعبين والأنصار وحتى المسؤولين وكانت البداية والكل رحب بالفكرة، لتحقق المولودية صعودا تاريخيا متتاليا بين الأقسام على مدار 4 سنوات متتالية، وليتوّج المسار بالصعود المميز إلى القسم الوطني الثاني غرب وسط الموسم الماضي على حساب شباب فونوغيل في مباراة السد 3 مقابل واحد.
المتحدث أضاف بعد تحقيق الصعود إلى القسم الوطني الثاني، كان التحدي كبيرا والمهمة تزداد صعوبة في ظل شح الإمكانيات، فالفريق يعتمد بصورة كلية على إعانة السلطات المحلية وهي شحيحة والفريق لا تتعدى ميزانيته سنويا 5 ملايير سنتيم سنويا وبديون تقارب 2 مليار سنتيم ورغم ذلك تم تجديد الثقة في الطاقم التقني الذي حقق الصعود، ممثلا في المدرب عبد الحاكم بن سليمان وركائز الفريق من اللاعبين على غرار القائد بلعيد قوار وتم تسطير هدف البقاء بالنظر إلى قوة المنافسين ونقص خبرة جل اللاعبين، غير أنه مع انطلاق البطولة وتحقيقنا لفوزين متتاليين في بدايتها وخاصة الفوز على اتحاد الحراش في ملعبه بـ 3 مقابل 1 جعل اللاعبين يكتسبون الثقة وطموح البقاء يتعزز وتحقيق 5 انتصارات وتعادل في المقابلات الستة الأولى للبطولة جعل الثقة تزداد وسط اللاعبين والايمان بالحظوظ يكبر والذي تدعم خلال مرحلة العودة، حيث أنّ المولودية أصبحت مع متصدر البطولة رائد القبة والفارق كان 3 نقاط لا غير بفعل الانهزام غير المتوقع أمامها بملعبنا، وهي الهزيمة التي حفزت اللاعبين أكثر من أجل النهوض والعودة الى سباق تحقيق الصعود الذي بدأنا نؤمن به بداية من منتصف مرحلة العودة رغم شراسة المنافسة من القبة وشباب عين تموشنت الفريقان اللذان يستحقان التقدير.
عبد الحاكم بن سليمان..حققت حلمي بالصعود إلى المحترف الأول
يعتبر المدرب عبد الحاكم بن سليمان، متحصل على شهادة تدريب “كاف أ« ومستشار في الرياضة، من أهم مهندسي صعود المولودية إلى القسم الوطني الأول كيف لا وهو الذي قاد الفريق إلى تحقيق الصعود التاريخي إلى القسم الوطني الثاني ثم الصعود التاريخي الى القسم الوطني الأول، ابن مدينة المشرية ولاعبها السابق طيلة سنوات والذي درب مختلف الفئات فيها من الأصاغر إلى غاية الفريق العتيد مدينة المشرية إلى غاية سنة 2008 لينتقل بعدها إلى تدريب شباب بوقطب وشباب أدرار ومشعل حاسي مسعود وشباب بني ثور، وكانت محطته الأخيرة بمولودية البيض، عن الإنجاز تاريخي يقول أنه صاحب ثقة ومشروع والفرق التي يحل بها يسعى لتحقيق أهدافه، رغم أنّها كلها تشترك في ضعف الإمكانيات غير أنّ ما صنع الفارق مع المولودية هو إرادة اللاعبين وإيمانهم بالقدرة على صنع الفارق فليس سهلا الفوز على رائد القبة واتحاد الحراش واتحاد بلعباس ووداد بوفاريك وشباب بن عكنون وغيرها بملاعبها. التسيير الجيد للبطولة والتركيز ولعب كل مقابلة على أنّها مقابلة كأس هي التي حققت للمولودية الصعود التاريخي، وحاليا تربطني بمولودية البيض أجمل الذكريات في مشواري التدريبي، في المرة الأولى التي دربت فيها في البيض وصلت مع الفريق للدور الربع نهائي من كأس الجمهورية، حيث أزحنا فرقا كبيرة في صورة إتحاد عنابة ونادي بارادو ودخلنا التاريخ من أوسع أبوابه واليوم نحن مع الكبار.
بلعيد قوار .. عاد بالفريق من بعيد
بلعيد قوار صخرة دفاع المولودية وقلب الأسد هكذا يلقبه مناصرو المولودية، اللاعب الوفي لألوان الفريق والذي فضلها على إغراءات عديد الأندية يقول عن الصعود التاريخي للمولودية أنه ثمرة جهد وتعب 5 سنوات متوالية، ‘’ بعد عودتي إلى الفريق بعد موسم أخير قضيته مع فريق أولمبي العناصر موسم 2014 / 2015، حيث ضيعنا الصعود في آخر الجولات واحتلال المرتبة الثانية في القسم الوطني الثاني هواة، عدت إلى المولودية بعد اتصال الرئيس دحماني عبد القادر والهدف انقاذ الفريق من جحيم القسم الجهوي الثاني والعودة به إلى حظيرة الكبار، والبداية كانت صعودنا في أول موسم إلى الجهوي الأول رابطة سعيدة لنلعب الصعود في الموسم الموالي قسم ما بين الرابطات، بلعيد قوار يقول ‘’ أنّه رفض العديد من العروض التي وصلته قبل بداية الموسم وفاءا للانصار والذين يهديهم هذا الصعود التاريخي.
بحوص لحول ...رئيس لجنة أنصار المولودية
لحول بحوص المناصر الوفي للمولودية وطيلة عقود من الزمن، يهدي الصعود التاريخي إلى الأنصار بكل بلديات البيض الاثنين والعشرين، ويقول أنه انتصار القلب والإرادة، البطولة يضيف لم تكن سهلة والمنافسة كانت شرسة وصعبة إلى غاية الدقائق الأخيرة للجولة الأخيرة وبهذه المناسبة يحي فريق شباب عين تموشنت وأنصاره على الروح الرياضية والمنافسة الشريفة ويتمنى لها حظ موفق الموسم القادم.