كان موفقا في خياراته الفنية والتكتيكية

بلماضي يعيـد “الخــضر” إلى السكة الصحيحة

عمار حميسي

 نجح المنتخب الوطني في العودة بانتصار هو الأغلى ضمن تصفيات المونديال أمام منتخب كاميروني كان يبحث عن مواصلة سلسلته الايجابية أمام المنتخب الوطني، لكنها توقفت بفضل حنكة و خبرة المدرب بلماضي الذي عرف كيف يضع التكتيكي المناسب الذي سمح له بتعطيل مفاتيح لعب المنافس من جهة و زيادة قوة المنتخب الذي استرجع هيبته التي ضيعها في كاس افريقيا.
كانت مواجهة الكاميرون فرصة مهمة للمنتخب الوطني للتأكيد أن خروجه من الدور الأول لكأس إفريقيا مجرد كبوة جواد و من كان يرى ان “الكان” الأخير شهادة وفاة الجيل الحالي من اللاعبين كان مخطئا في تقديره بما ان نفس العناصر التي لعبت كأس افريقيا خيبت آمال الجمهور الجزائري هي نفسها من صنعت الفارق ورفعت التحدي، خلال مواجهة “الأسود غير المروضة”.
الفوز على الكاميرون ضرب به المدرب بلماضي واللاعبون أكثر من عصفور أهمها كسر العقدة التي لازمت الجزائر أمام الكاميرون حيث حقق المنتخب الوطني أول انتصار له في المواجهات الرسمية أمام المنتخب الكاميروني بالرغم من ان الجميع تشاءم بعد القرعة بحكم علو كعب المنتخب الكاميرون على نظيره الجزائري في المواجهات المباشرة.
نجح الناخب الوطني جمال بلماضي في الرد على المشككين في قدراته الفنية من أجل التأكيد بأنه مازال قادرا على تقديم المزيد للمنتخب الوطني بعد كبوة كأس افريقيا ورأى الكثير من المتابعين ان الناخب الوطني وصل لمرحلة “الافلاس” التكتيكي ويتوجب عليه تغيير النهج أو اللاعبين وهو الأمر الذي قام به خلال مواجهة الكاميرون.
كان من الواضح ان بلماضي درس جيدا نقاط قوة وضعف المنافس، كما أنه أيضا، وهذا هو الأهم درس النقاط السلبية التي ظهرت على المنتخب الوطني خلال كأس إفريقيا الأخيرة وعمل على إصلاحها، وهو الأمر الذي سمح للمنتخب الوطني بالظهور بهذا المستوى المميز خلال مواجهة الكاميرون.
أدرك بلماضي انه مطالب بالضرب بيد من حديد خلال الفترة الحالية من جهة والبحث عن خطط بديلة تسمح للمنتخب باسترجاع هيبته من جهة أخرى، وهو الأمر الذي عمل عليه من خلال استدعاء العديد من العناصر الجديدة و أيضا تغيير الخطة واللعب بخطة لم يسبق ان لعب بها من قبل ولكنه نجح فيها نجاحا كبيرا بعد ان استطاع العودة بالانتصار من الكاميرون.
خطة جديدة لاستعادة الهيبة
جرب مدرب المنتخب الوطني العديد من الخطط التكتيكية خلال المباريات الماضية خاصة خلال كأس افريقيا، لكن التنفيذ كان بعيدا عن التطلعات من اللاعبين على أرضية الميدان وهنا يمكن ان يكون هو المخطئ في العناصر التي يعتمد عليها من أجل تنفيد هذه الخطط عكس ما كان عليه الحال خلال مواجهة الكاميرون حيث اختار العناصر الملائمة من أجل تنفيذ الخطة التي دخل بها المواجهة.
لجأ بلماضي الى خطة 3-4-3، وهي خطة جديدة لم يسبق له ان استعملها من قبل من خلال الاعتماد على ثلاث مدافعين في المحور وتحرير الظهيرين الايمن والايسر من الواجبات الدفاعية من خلال الدفع بهم نحو منطقة الوسط والاعتماد على ثلاثي في الهجوم يستطيع صنع الفارق.
من إيجابيات هذه الخطة هو التأمين الدفاعي حيث كان من الواجب على بلماضي دراسة نقاط ضعف المنتخب خلال كأس إفريقيا التي تلقى فيها الدفاع الكثير من الأهداف و هو ما جعله يفضل اللعب بثلاثة لاعبين في المحور من أجل زيادة التأمين الدفاعي في مباراة كان مطالبا فيها بتفادي تلقي أي هدف قبل لعب مواجهة العودة.
العامل الايجابي الآخر هو تعزيز منطقة وسط الميدان بلاعبين ذو نزعة دفاعية من أجل تحرير عناصر الوسط من الواجبات الدفاعية حيث جعل تقدم بن سبعيني وبن عيادة من قوة وسط الميدان بالرغم من الاخطاء الكثيرة التي ارتكبها زروقي الذي كان الحلقة الأضعف في وسط الميدان.
أخطـاء مـن الواجب تفاديهـا
رغم الفوز الغالي الذي حققه المنتخب الوطني في الكاميروني على حساب “الاسود غير المروضة”، إلا ان هناك العديد من الاخطاء التي يجب تفاديها خلال الفترة المقبلة من أجل اكمال الحلم وبلوغ المونديال بكل جدارة و استحقاق حيث ظهرت بعض العيوب على المنتخب سيكون بلماضي مطالبا بتصحيحها.
من بين أهم العيوب التي ظهرت على المنتخب هو إصرار بلماضي على إشراك اللاعب زروقي الوسط رفقة بن ناصر رغم ان مستواه الفني متوسط وبعيد كل البعد عن التطلعات حيث كان بن ناصر هو من يصحّح الامور في الوسط ويغطي على عيوب اللاعب المحترف في البطولة الهولندية.يتوفر المنتخب الوطني على مجموعة مميزة من اللاعبين يستطيعون تقديم الاضافة في وسط الميدان على غرار بوداوي المتألق مع نيس وبلقبلة أيضا دون نسيان بن دبكة، لكن بلماضي مصر على اشراك زروقي في كل مرة، وهي النقطة السلبية التي يتوجب تفاديها في المباريات المقبلة.
نقطة أخرى سلبية ظهرت، وهي المستوى الباهت الذي قدمه محرز في كل مباراة حيث تراجع مستواه كثيرا مع المنتخب الوطني بالرغم تألقه مع فريقه مانشستر سيتي، إلا أنه مع المنتخب بقي ظلا لنفسه، ونفس الأمر انطبق على بلايلي الذي لعب شوطا أول جيد، لكن في الشوط الثاني تفنن في تضييع الفرص السهلة ولجأ الى الأنانية في اللعب التي لم تخدم المنتخب تماما خلال هذه المباراة المهمة.

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19521

العدد 19521

الخميس 18 جويلية 2024
العدد 19520

العدد 19520

الأربعاء 17 جويلية 2024
العدد 19519

العدد 19519

الثلاثاء 16 جويلية 2024
العدد 19518

العدد 19518

الإثنين 15 جويلية 2024