«الشعب ويكاند” تكشف عن قائمة بلماضي

الناخـب الوطني لـن يغير خطة اللعــب مســاء غد بــدوالا

محمد فوزي بقاص

 عودة الثلاثي قديورة، بن ناصر، فيغولي إلى وسط الميدان

يعود الفريق الوطني عشية الغد إلى أجواء المنافسة الرسمية، بعد نكسة كأس أمم أفريقيا الأخيرة بالكاميرون، والخروج المبكر من الدور الأول للمنافسة بعد هزيمتين وتعادل، حيث يعود رفقاء المحارب سفيان فيغولي إلى ملعب جابوما، الذي عاد فيه “الخضر” إلى نقطة الصفر بعد 35 مواجهة دون هزيمة تواليا، ولقب أفريقي غالي بالخزائن انتظره الشعب الجزائري طيلة 29 عاما كاملا.

يدخل عشية الغد أشبال المدرب جمال بلماضي سباق التأهل إلى نهائيات كأس العالم قطر 2022، من مدينة دوالا الكاميرونية حين يواجهون الأسود غير المروضة بملعب جابوما بداية من الساعة 18:00 مساء، وعينهم على تحقيق نتيجة إيجابية تسمح لهم من العودة إلى أرض الوطن، بنصف تأشيرة التأهل إلى المونديال العربي المقرّر انطلاقه بتاريخ 21 نوفمبر المقبل.
الناخب الوطني الذي تلقى صدمة قوية بعد الإقصاء المبكر للمحاربين في “كان” الكاميرون والتي تلتها ردود أفعال أقوى، أدرك أنه أخطأ حين عسكر بالدوحة القطرية للتحضير لنهائيات كأس أمم أفريقيا، وهو ما دفعه للقيام بمعسكر إعدادي بعاصمة غينيا الاستوائية مالابو مدته 5 أيام، من أجل تعود اللاعبين على المناخ السائد بمدينة دوالا التي لا تبعد كثيرا عن مالابو، حتى يؤدوا مباراة كبيرة ويكونوا في كامل لياقتهم، الأمر الذي سيجعلهم يستعيدون هيبتهم القارية الضائعة شهر جانفي المنصرم.
كل المؤشرات توحي أن الناخب الوطني لن يغير من خطته المعتادة تحسبا لهذا اللقاء، حيث سيلعب بخطة (4-1-4-1)، والدليل على ذلك الإصرار على استدعاء عدلان قديورة في قائمة المنتخب الوطني، حيث وكما نشرناه في أعدادنا السابقة تحدث بلماضي مع “الدبابة” مطلع شهر فبراير المنصرم، وطالبه بإيجاد فريق يسمح له اللعب للعودة إلى صفوف “الخضر” خلال المواجهة المزدوجة ضد المنتخب الكاميروني.
اللاعب السابق لفريق ويلفارهامتون الإنجليزي قام بفسخ عقده مع فريق شيفيلد يونايتيد، الذي كان يعول عليه كثيرا مدربه في بداية الموسم، قبل أن يتعرض لإصابة أبعدته عن الميادين طيلة أربعة أشهر كاملة، ليتفق مع مسؤولي مولودية وهران على حمل قميص الحمراوة، لكنه سرعان ما قرّر مغادرة الفريق بعد الزوبعة التي حدثت داخل المجموعة، بعد الأخبار الكاذبة التي تمّ الترويج لها حول أجرته الشهرية، ما انجر عنه الإضراب الذي قام به اللاعبون بسبب عدم تلقيهم مستحقاتهم، ليقرّر قديورة الرحيل باتجاه انجليترا، ويمضي يومين بعد ذلك بفريق بورتون ألبيون الناشط في دوري الدرجة الثالثة الإنجليزي، الأخير الذي سمح له اللعب من جديد وخوض 4 مباريات بمجموع 221 دقيقة لعب تمكن خلالها من تسجيل هدفين.
الأمر الذي يوحي بأن الطاقم الفني سيعتمد على نفس الخطة التي كان يظهر بها “الخضر” منذ نهائيات كأس أمم أفريقيا بمصر، هو إرسال المحضر البدني سيرج رومانو إلى انجليترا من أجل تحضير قديورة بدنيا حسب مصادر “الشعب ويكاند”، للعودة إلى صفوف المنتخب الوطني بكامل إمكانياته، لكن الأخير وجد بأن قديورة تعرض لإصابة حرمته من المشاركة في لقاء فليت وود، الأمر الذي دفع الكوتش جمال لاقتناء تذكرة لانجليترا قصد الاطمئنان على صحته، والحضور شخصيا خلال إجرائه الفحوص المعمقة لمعرفة مدة غياب اللاعب، ومن هنا بدأ التفكير في إعادة بن طالب إلى المنتخب بعدما استعاد لياقته مع فريقه الجديد أنجي الفرنسي، لكن ذلك لم يحدث لأن الفحوصات كانت مطمئنة وتمكن صاحب 37 عاما من المشاركة خلال 19 دقيقة أمام شارتلون ليلة سفرية غينيا الاستوائية.
مبولحي في المرمى وتغيير مرتقب في الدفاع
الناخب الوطني خلال مواجهة الغد سيدخل برايس الوهاب مبولحي في حراسة المرمى، الذي لا يزال الحارس رقم واحد بفريق الاتفاق السعودي للموسم الرابع على التوالي، ويصارع على البقاء في القسم الأول السعودي في المركز ما قبل الأخير، وضعية حرجة للاتفاق جعلت مبولحي يتلقى 35 هدفا منذ انطلاق الموسم خلال 21 لقاء، لكنه الطاقم الفني يضع فيه كامل ثقته خصوصا أنه دائما ما كان في الموعد خلال المواجهات الكبيرة.
بلماضي قد يقوم بتغيير وحيد في الخط الدفاعي، بإقحام الظهير الأيمن حسين بن عيادة الذي يلعب مع فريقه النجم الساحلي التونسي أساسيا، في كل المباريات المحلية وبمنافسة رابطة الأبطال الأفريقية، الأمر الذي يجعله تنافسيا أكثر من يوسف عطال، الذي تعافى منذ 10 أيام من الإصابة التي تعرض لها على مستوى الكتف ضد فريق كليرمون فوت بتاريخ 6 فبراير، لكن لم يعد إلى المنافسة إلا ليلة التنقل إلى مالابو لدخول تربص “الخضر” حيث خاض الـ 18 دقيقة الأخيرة من عمر مباراة مارسيليا، رافعا رصيده إلى 1008 دقيقة لعب منذ انطلاق الموسم بـ “الليغ 1” الفرنسية، وهو الرقم الذي يتجاوزه بن عيادة بـ 314 دقيقة لعب، حيث خاض مؤخرا 5 مباريات قوية في دور المجموعات لرابطة الأبطال الأفريقية، ضد كل من غريمه الترجي الرياضي التونسي وشباب بلوزداد وجوانونغ غالاكسي البوتسواني.
ومن المقرّر أين يقحم في محور الدفاع عيسى ماندي، بالرغم من ابتعاده عن مخططات مدربه أوناي إيمري منذ انطلاق الموسم، حيث لعب منذ عودته من الكاميرون 4 مواجهات فقط، الأمر الذي يثير قلق أنصار المنتخب في مواجهة الكاميرون، كما سيلعب إلى جانبه جمال الدين بن العمري الذي أفضل حال منه، خصوصا أن الموسم بقطر انتهى يوم 10 مارس المنصرم، فيما سيتم الاعتماد على الظهير الأيسر رامي بن سبعيني.
كما سيلعب دون أدنى شكّ عدلان قديورة في منصب المدافع المتقدم لتقليل خطورة الكاميرونيين وشل هجماتهم، حيث سيكون في مهمة مساندة الخط الخلفي الذي يعرف قلة المنافسة، وستعلق عليه آمال كبيرة من أجل المساهمة على الأقل في حفاظ “الخضر” على عذرية شباكهم، ومحاولة نقل الخطورة نحو الأمام عن طريق تمريراته الطويلة باتجاه الجناحين محرز وبلايلي.
كما جرت عليه العادة سيعتمد الناخب الوطني على الثنائي بن ناصر وفيغولي في وسط الميدان، حيث سيلعب متوسط ميدان نادي ميلان على الجهة اليسرى لمساندة بلايلي وتغطية الرواق الأيسر، وسيكون اللاعب السابق لنادي إيمبولي الإيطالي أحد مفاتيح العودة بنتيجة إيجابية من دوالا، حيث يتواجد في أفضل أحواله ويساهم بمستوياته العالية في بقاء الروسونيري في صدارة الكالتشيو، بعدما اكتسب خبرة كبيرة مع أصحاب الزي الأحمر والأسود في إيطاليا والمنافسات الأوروبية، هو الذي لعب السبت الفارط المواجهة رقم 98 له منذ التحاقه بالميلان، وسجل فيها هدف الفوز لفريقه أمام كالياري.
خبرة فيغولي..
في الجهة المقابلة، سيتم اقحام المحارب المخضرم سفيان فيغولي أساسيا، هو الذي سيعود إلى القائمة الأساسية بعدما غاب عن مواجهة كوت ديفوار، برسم الجولة الثالثة من كأس أمم أفريقيا بالكاميرون، بسبب التعب الذي نال منه في مواجهتي سيراليون وغينيا الاستوائية جراء مضاعفات فيروس كورونا، الذي أصيب به خلال تربص “الخضر” بالدوحة القطرية، وهو ما أثر على مردوده العام فوق أرضية الميدان.
سيعتمد بلماضي على خدمات فيغولي بالنظر إلى خبرته الواسعة في مثل هذه المباريات، هو الذي يهدف لخوض المونديال الثاني والأخير في مشواره الكروي، وتحطيم المزيد من الأرقام رفقة المنتخب الوطني الذي يلعب بألوانه منذ 10 سنوات كاملة، أين شارك معه في 4 كؤوس أفريقية وساهم في تتويج المحاربين بـ “كان” الكاميرون، ولعب كامل أطوار مباريات المنتخب في مونديال البرازيل، أين يملك 538 مباراة منذ بداية مسيرته الكروية بالليغا الإسبانية والسوبر ليغ التركية والبريمرليغ الإنجليزية و«الليغ 1” الفرنسية، بالإضافة إلى 75 مواجهة بألوان المنتخب، وهو ما سيكون في صالح المنتخب الوطني في لقاء جابوما.
محرز وبلايلي لزعزعة دفاع الكاميرون
يعوّل المسؤول الأول على رأس العارضة الفنية للمنتخب الوطني كثيرا على الجناحين رياض محرز ويوسف بلايلي، من أجل التهام الأسود غير المروضة بعقر دارها، خصوصا أن الثنائي يحلم بالمشاركة في مونديال قطر لحاجة في نفس يعقوب، أين يعتبر قائد “الخضرا” أنه لم يشارك يوما في نهائيات كأس العالم، بالرغم من تواجده في مونديال البرازيل صيف 2014، كونه شارك في هزيمة “الأفناك” أمام منتخب بلجيكا في الجولة الأولى من الدور الأول، حيث لعب الـ 72 دقيقة الأولى والأخيرة بالمونديال، الذي بقي منذ ذلك الوقت هدفا بالنسبة له يجب الوصول إليه، خصوصا بعد النجومية الكبيرة التي بلغها في كرة القدم العالمية، رفقة ليستر سيتي ومانشيسر سيتي اللذان نال معهما الكثير من الألقاب، ويسير إلى إضافة ألقاب أخرى هذا الموسم الذي يعتبر الأفضل في مسيرته الكروية، بعدما تمكن من وضع الكرة في شباك الخصوم في 22 مناسبة، وهي أول مرة يتجاوز فيها خريج نادي لوهافر الفرنسي عتبة 18 هدفا في الموسم الواحد، الأمر الذي نصّبه هدفا للسكاي بلوز، وهو ما سيمكنه من صنع الفارق أمام دفاع الكاميرون الذي يتميز بالثقل خصوصا في محور الدفاع.
كما أن يوسف بلايلي الذي قرر تغيير الأجواء ورفع مستواه باللعب في دوري الدرجة الأولى الفرنسي من بوابة فريق بريست، تمكن من تحسين لياقته البدنية بعد العمل الشاق الذي تلقاه منذ تعاقده مع الفريق الفرنسي، وهو ما جعله يخوض 6 مباريات قوية في “الليغ 1” بينها 5 مباريات أساسية، ستجعله يقاوم بشدة في الكاميرون وتشاكر لاقتطاع تأشيرة التأهل لكأس العالم، بغية تحقيق حلم صباه بالمشاركة في أكبر محفل كروي بالعالم، على الأرض القطرية التي يملك فيها ذكريات جميلة، هو الذي عبث فيها بالمدافعين طيلة موسم ونصف بدوري النجوم رفقة فريق قطر، وخلال نهائيات كأس العرب الماضية التي قاد فيها المنتخب المحلي لمعانقة لقبه العربي الأول.
سليماني.. عينه على شباك أونانا
من دون أدنى شكّ سيقحم بلماضي إسلام سليماني أساسيا في دوالا، هو الذي استعاد إمكانياته كاملة بعدما وضعت فيه الثقة بفريقه الجديد القديم لشبونة البرتغالي، حيث أقحمه مدربه في 10 مباريات بمختلف المنافسات بينها رابطة الأبطال الأوروبية ضد محرز ومانشيستر سيتي، وهو ما ساهم في استعادة لياقته البدنية ومعالمه فوق أرضية الميدان، ما مكنه من تسجيل 4 أهداف وتقديم كرة حاسمة، وهو ما سيعطيه الثقة من أجل تحقيق حلمه بخوض مونديال جديد في سن 34 عاما، بدك شباك حارس أجاكس أمستردام أوندري أونانا، الذي دخل تربص الكاميرون بمعنويات منحطة، بعدما جانب الموت اثر تعرضه لحادث مرور خطير في طريقه من ياوندي إلى دوالا، كما أنه يعي بأنها فرصته لخطف مكانة المهاجم الأساسي بعد إبعاد بغداد بونجاح الذي تراجع مستواه.
من جهة أخرى، تساءل عدد كبير من المتتبعين عن غياب جناح أيسر يخلف بلايلي في حالة مروره جانبا أو تعرضه للطرد أو الإصابة، لكن بلماضي يملك فكرة أخرى متمثلة في إقحام لاعب هيرتا برلين الألماني مكان بلايلي للعب مكانه بديلا، أو في حالة تغير خطة اللعب إلى (4-4-2)، أو الاستعانة به خلف سليماني مثلما كان يستعمل هاليلوزيتش براهيمي خلف سليماني في وقت سابق، الأمر الذي سيمنح الطاقم الفني العديد من الحلول حسب معطيات المباراة.
يذكر أن المنتخب الوطني سيكون مدعما بأزيد من ألفي مناصر بمدرجات ملعب جابوما بمدينة دوالا، بعد انطلاق عدة رحلات من مختلف مطارات الوطن مليئة بالمناصرين باتجاه الكاميرون، بالإضافة إلى مختلف الجزائريين الذين تنقلوا من مختلف البلدان لمساندة رفقاء جمال الدين بن العمري.        

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19521

العدد 19521

الخميس 18 جويلية 2024
العدد 19520

العدد 19520

الأربعاء 17 جويلية 2024
العدد 19519

العدد 19519

الثلاثاء 16 جويلية 2024
العدد 19518

العدد 19518

الإثنين 15 جويلية 2024