رشيدة بلعيدي، مدربة فتيات مولودية الجزائر لكرة السلة

دخـولي الرياضـة كــان صدفـة .. وأخي من فتح لي البـاب

حوار: نبيلة بوقرين

 أحــببت كـرة السلــة وعملـت علـى تشريـف الألـــوان

 أحـب صناعة الحلويــات وأمــلك شهـادات في المجـال

نجمة المنتخب الوطني لكرة السلة سابقا والمدربة الحالية لنادي مولودية الجزائر رشيدة بلعيدي تروي قصتها مع المستديرة البرتقالية منذ أن كانت تبلغ من العمر 8 سنوات، وأهم المحطات التي رافقتها منذ بداية مشوارها كلاعبة إلى غاية اعتزالها وتحولها لعالم التدريب، في هذا الحوار الذي خصّت به عدد اليوم من «الشعب ويكاند» الذي خصص لإنجازات المرأة الرياضية احتفالا باليوم العالمي للمرأة، كما اكتشفنا الوجه الآخر لفائدة المنتخب وعديد الأمور عن حياتها بعيدا عن الميادين ومدى حبها لصناعة الحلويات وتحضير الأطباق المختلفة، مؤكدة أنها تفتخر بكل امرأة لها طموح وتحب النجاح وتسعى دائما لبلوغ الأفضل، أكدت بالنسبة للرياضة النسوية الجزائرية ضرورة توفر المرافقة والإرادة القوّية حتى نعود للمنافسة على كل الأصعدة وتطوير الرياضة النسوية.

 «الشعب ويكاند»: كيف كانت بدايتك مع عالم الرياضة؟
«رشيدة بلعيدي»: بدايتي في الرياضة كان صدفة وعن طريق أخي الذي أدخلني رفقة شقيقتي لممارسة الرياضة، لأنه كان صديق لمدرب في كرة السلة عندما كنت أبلغ 8 سنوات من عمري كان ذلك عام 1988، هكذا كانت انطلاقتي حيث تدرجت بعدها في كل الأصناف العمرية لنادي بحرية حسين داي إلى غاية الكبريات، لكنني غيرت الوجهة فيما بعد إلى نادي بريد ومواصلات الجزائر لعبت لهم سنة واحدة فقط وبما أنني لم أتلق مستحقاتي قررت المغادرة، تجولت بعدها في أندية أخرى إلى أن استقر بي الحال مع فريق المجمع البترولي بداية من عام 2008 إلى أن اعتزلت اللعب في 2019 وتحولت لمجال التدريب وأنا أشرف على الفريق الأول في الوقت الحالي، بالرغم من أنني لم أتمكن من الاحتراف في الخارج بسبب ظروف عائلية إلا أنني جد راضية على مشواري ككل وحققت عدة إنجازات رفقة الأندية التي لعبت لها.
- ما هي أهم الإنجازات المحققة في مشوارك الرياضي كلاعبة؟
 هناك عديد الإنجازات التي تبقى راسخة وتعد جد مهمة بالنسبة لي في مشواري الرياضي من بينها بطولات عربية مع الأندية التي لعبت لها على غرار تلك التي كانت مع فريق بريد ومواصلات الجزائر، وتبقى أهم محطة رفقة المجمع البترولي حيث فزت معه بكل ألقاب البطولة منذ سنة 2008 إلى غاية 2019، إضافة إلى الكؤوس التي حققناها في عدة مرات وكل ذلك راجع إلى العمل الكبير الذي كنا نقوم به رفقة المجموعة سواء في التحضيرات أو الجدية فوق البساط، آخرها والذي يعتبر حدث هام عندما فزنا على نادي الفحيص الأردني في البطولة العربية بالأردن سنة 2019، وبالتالي فإن رصيدي مليء بالألقاب وهناك أوقات صعبة وأخرى جميلة وهكذا هي الأمور في عالم الرياضة على غرار البطولة العربية التي كانت بالمغرب التي فزنا خلالها بالميدالية البرونزية، حيث توجت خلالها بأفضل مسجلة للرميات الثلاثية بالرغم من أنني كنت أعاني من الإصابة التي اضطرتني الاعتزال نهائيا والتحوّل للتدريب، وكانت هناك بطولة عربية بالأردن 2016 والتي عدنا باللقب من خارج الديار أيضا، كما حققنا ذهبية 3 ضد 3 في دبي والمركز الخامس ضمن البطولة الأفريقية بالموزمبيق.

رصيدي مليء بالألقاب وهناك أوقات صعبة وأخرى جميلة وهكذا هي الأمور في عالم الرياضة على غرار البطولة العربية التي كانت بالمغرب التي فزنا خلالها بالميدالية البرونزية، حيث توجت خلالها بأفضل مسجلة للرميات الثلاثية بالرغم من أنني كنت أعاني من الإصابة التي اضطرتني الاعتزال نهائيا والتحول للتدريب.

- متى كان أوّل ظهور دولي لك مع المنتخب الوطني؟
 أول ظهور دولي بالنسبة لي كان سنة 1998 كان حينها عمري لا يتجاوز 18 عاما وكنت من بين أبرز اللاعبات التي تألقن، الأمر الذي جعل المدربين فيما بعد يعتمدون على قيادة التشكيلة في المنافسات التي لعبناها، حيث حققنا لقب البطولة العربية بقاعة حرشة حسان ضد مصر سنة 2000، والتي تعتبر تتويج رائع بالنسبة لكرة السلة الجزائرية، لأن الجميع يعرف أننا لعبنا ضد منافس قوي وعنيد ومن بين أهم اللقاءات أيضا الفوز على تونس على أرضها خلال التصفيات المؤهلة للبطولة الأفريقية سنة 2013، ومن بين أفضل المدربين الذين تعاملت معهم يبقى فرار بروسون الذي أعطى دفع قوي وكبير لكرة السلة الجزائرية وكان يعتمد على الكفاءات كمعيار حقيقي في العمل، وتمكن من تكوين مجموعة قدمت الكثير فيما بعد، أما فيما يتعلق بالمدرب الذي ساعدني في البروز في أولى خطواتي كان كل من إسماعيل بن جناد وجمال خليفة، لكن الإصابة التي تعرضت لها سنة 2015 خلال مواجهة المغرب ضمن تصفيات البطولة الأفريقية جعلتني اعتزل اللعب دوليا لأنني تأثرت كثيرا ولم أتمكن من العودة إلى مستواي الحقيقي بعدها.


من بين أفضل المدربين الذين تعاملت معهم يبقى فرار بروسون الذي أعطى دفع قوي وكبير لكرة السلة الجزائرية وكان يعتمد على الكفاءات كمعيار حقيقي في العمل، وتمكن من تكوين مجموعة قدمت الكثير فيما بعد، اما فيما يتعلق بالمدرب الذي ساعدني في البروز في أولى خطواتي كان كل من إسماعيل بن جناد وجمال خليفة.

-  كيف كانت أولى خطواتك في عالم التدريب؟
 عندما كنت لاعبة شاركت في تربصات للمدربين التي كان ينظمها الرئيس السابق للجنة الأولمبية الجزائرية مصطفى براف الذي كان له الفضل في ذلك، حيث شاركت في التربص الأول لمدة 21 يوما تحصلت خلاله على مدربة في الدرجة الأولى ثم في الدرجة الثانية وبعدها نلت شهادة التدريب في الدرجة الثالثة،
ومباشرة بعد اعتزالي اللعب سنة 2019 لأنني لم أعد قادرة على تقديم مستوى كبير بسبب الإصابة التي كنت أعاني منها تحولت إلى التدريب منذ 3 سنوات وأنا حاليا أشرف على فريق مولودية الجزائر لكرة السلة الذي أحلم بأن أحقق معه ألقاب ونتائج إيجابية على الصعيدين الوطني والعربي، لأن كرة السلة الجزائرية تراجعت كثيرا في السنوات الأخيرة بسبب طريقة التسيير ولهذا يجب الاعتماد على الكفاءات سواء في التدريب أو في التعداد من خلال تكوين اللاعبات من القاعدة ومرافقتهم حتى نتمكن من إعطاء دفع للكرة البرتقالية الجزائرية مستقبلا.

تحولت إلى التدريب منذ 3 سنوات وأنا حاليا أشرف على فريق مولودية الجزائر لكرة السلة الذي أحلم بأن أحقق معه ألقاب ونتائج إيجابية على الصعيدين الوطني والعربي

-  ماذا عن الجانب الدراسي، بما أنك واصلتي الدراسة إلى جانب ممارسة كرة السلة؟
 الفضل يعود لوالدتي التي رافقتني وقدمت لي الدعم منذ بدايتي في عالم الرياضة وكانت بمثابة السند لأنني فقدت والدي وأنا في سن صغيرة جدا، حيث كنت أمارس الرياضة وبفضل الأساتذة أيضا الذين سهلوا أمامي المأمورية خاصة عندما أتغيب سواء في الامتحانات أو غيرها، الأمر الذي جعلني أنال شهادة جامعية في التجارة الدولية واشتغلت بها مدة 13 سنة لكن بسبب التغيب والارتباطات الكثيرة مع فريقي المجمع البترولي سابقا، وكذا مع المنتخب الوطني حيث كنا دائما ندخل في تربصات ونتنقل كثيرا الأمر الذي اضطرني للتوقف عن العمل والتفرغ للرياضة فقط، لكني جد فخورة بما وصلت له الذي كان نتيجة تعب وعمل ومثابرة بدعم من عائلتي وكل الذين تعاملت معهم.


- ما هو تقييمك لمستوى الرياضة النسوية الجزائرية؟
 بكل صراحة الرياضة النسوية في الجزائر تعرف تراجعا كبيرا من كل الجوانب في السنوات الأخيرة، لأننا في السابق كنا نعمل في ظروف أفضل والإمكانيات أحسن، وخير دليل تراجع مكانة كرة السلة حيث أصبحنا نتنافس على الصعيد العربي بما ان المستوى الأفريقي عال جدا على غرار كل من أنغولا، مصر، وكل ذلك ناتج عن العمل الأمر الذي يستوجب إعادة النظر في استراتيجية العمل، لأن العمل يكون من الأساس والاهتمام بالفئات الصغرى هو الأساس للنجاح، خاصة أن ذهنية الجزائريين تغيرت في السنوات الأخيرة حيث أصبح إقبال كبير من طرف الفتيات الراغبات في ممارسة الرياضة في مختلف الاختصاصات، ولهذا الأمر يتطلب مرافقة وإرادة قوية من المسؤولين حتى نعود للمنافسة على كل الأصعدة مثلما يفعل المصريين والتونسيين.
- ما هي هوايتك من دون الرياضة؟
 أحب كثيرا المطبخ وصناعة الحلويات الأمر الذي دفعني للمشاركة في عدة دورات تكوينية في هذا المجال والتقيت بشخصيات بارزة في العالم، لأنني انسانة طموحة وأحب كل ما هو جديد ومفيد في الحياة، كما انني أحب كثيرا تناول الحلويات بالشكولاطة بالرغم من الارتباط بالرياضة وضرورة الالتزام ببرنامج غذائي صحي، أما فيما يتعلق بالمأكولات أحب كثيرا الأطباق التقليدية على غرار الشخشوخة، الرشتة وكذا الزفيطي الذي يعد الطبق المفضل لدي، وبما أنني تفرغت للتدريب أصبح لدي متسع من الوقت من أجل الدخول للمطبخ المكان الذي أحبه كثيرا وأحضر أطباق عديدة ومتنوعة.

أحب كثيرا المطبخ وصناعة الحلويات الأمر الذي دفعني للمشاركة في عدة دورات تكوينية في هذا المجال والتقيت بشخصيات بارزة في العالم، لأنني إنسانة طموحة وأحب كل ما هو جديد ومفيد في الحياة، كما أنني أحب كثيرا تناول الحلويات بالشكولاطة بالرغم من الارتباط بالرياضة وضرورة الالتزام ببرنامج غذائي صحي.

-  بمناسبة اليوم العالمي للمرأة ..ما هي الكلمة التي توجهينها للمرأة الجزائرية؟
 أحيي كل نساء الجزائر وأتمنى لهن عيد سعيد وأقول ان المرأة ليست يوم واحد وإنما طوال أيام السنة لأنها عنصر فعال في المجتمع الجزائري، ولها دور ريادي في كل المجالات بدليل ما حققته لحد الآن لأن الجزائرية لو تتوفر أمامها الظروف والمعطيات ستنجح من دون شك، واكرر دائما يجب أن تكون مثابرة وتحدي ورغبة في بلوغ الأفضل في كل الاختصاصات ولا يجب أن نتوقف عند نجاح أو فشل، لأن الحياة تتطلب استمرارية وبالنسبة للمرأة الرياضية أتمنى ان يكون استثمار أكبر مستقبلا لكي نحقق الأفضل وكل عام والمرأة الجزائرية بخير.

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19521

العدد 19521

الخميس 18 جويلية 2024
العدد 19520

العدد 19520

الأربعاء 17 جويلية 2024
العدد 19519

العدد 19519

الثلاثاء 16 جويلية 2024
العدد 19518

العدد 19518

الإثنين 15 جويلية 2024