واصــــــل سلسلــــــة مبارياتـــــــه بدون هزيمــــــة

المنتخــــــب الوطنـــــــي بخطــــى ثابتــــــة نحـــو العالميـــــــة

محمد فوزي بقاص

أضحى الفريق الوطني لكرة القدم شجرة الانجازات التي تغطي غابة مهازل الرياضات الجماعية والفردية في الجزائر، بعدما تمكن للسنة الثالثة تواليا من الحفاظ على سلسلة مبارياته دون هزيمة، وبلوغ 33 مواجهة كاملة دون الوقوع في مصيدة الخسارة، الأمر الذي جعل من «الخضر» مصدر سعادة الشعب الجزائري، نظرا للمردود الكبير الذي يقدمه على المستطيل الأخضر، والمتعة الكروية التي يقدمها في كل مواجهة يخوضها ودية كانت أم رسمية. 

 تمكن أشبال المدرب جمال بلماضي خلال سنة 2021 من مواصلة السير في طريق الانجازات، حيث افتكوا تأشيرة التأهل إلى نهائيات كأس أمم أفريقيا بالكاميرون في صدارة المجموعة الثامنة، التي تألق فيها المهاجم بغداد بونجاح بتصدره قائمة هدافي تصفيات كأس أمم إفريقيا برصيد 04 أهداف، ضامنين بذلك التواجد في العرس القاري للمرة 19 في تاريخ مشاركات المنتخب الوطني والخامسة على التوالي.

«الخضر» سيخوضون «الكان» مطلع شهر جانفي الداخل وعينهم على الحفاظ على اللقب، واستغلال علو كعبهم وقوتهم لمواصلة الإطاحة بكل المنتخبات التي يقابلونها، وتجسيد كلام الناخب الوطني الذي أكد في أكثر من ندوة صحفية بأن أشباله سيتنقلون إلى الكاميرون، من أجل معانقة التاج القاري الثاني على التوالي، وتأكيد العمل الذي أنجز منذ تنصيبه على رأس العارضة الفنية للمنتخب صيف 2018.

خلال نصف الثاني من السنة الجارية ضمن رفقاء القائد رياض محرز، التأهل إلى الدور الثالث والفاصل من تصفيات كأس العالم 2022 بقطر، بعدما أحرزوا مسيرة دون خطأ في المجموعة الأولى، وأبعدوا خلاله منتخب بوركينافاسو القوّي من سباق التأهل، في دور عرف توهّج القناص إسلام سليماني، الذي أنهى الدور الثاني من تصفيات المونديال في صدارة الهدافين برصيد 07 أهداف، نصبته هدافا تاريخيا لكتيبة المحاربين على مدار التاريخ، جعلته يكتب اسمه بأحرف من ذهب في سماء كرة القدم الجزائرية، ويعطي دفعا معنويا كبيرا للاعب المحلي، الذي لطالما تم تهميشه من قبل مختلف المدربين الذين أشرفوا على العارضة الفنية للمنتخب الوطني في العشريتين الماضيتين، قبل قدوم الفرانكو بوسني وحيد هاليلوزيتش والناخب الوطني جمال بلماضي، الذين أعادوا للاعب الناشط في البطولة الوطنية بريقه.

2021 .. سنة أفضل حصيلة لبلماضي 

المنتخب الأول هذه السنة وبلغة الأرقام تحسنت إحصائياته كثيرا مقارنة بالسنوات المنصرمة، حيث تمكن الخط الأمامي من تسجيل 40 هدفا كاملا خلال 11 مواجهة مقابل تلقيهم لثمانية أهداف، لتكون بذلك أفضل سنة للأفناك تحت إمرة مهندس التتويج القاري جمال بلماضي، الذي صنع آلة تهديفية كبدت الخصوم هزائم مذلة، على غرار انتصارات (بوتسوانا، جيوبتي، النيجر) بأكثر من 05 أهداف.

قوة الهجوم رفعت رصيد الجزائر إلى 33 مواجهة كاملة دون تذوق مرارة الهزيمة، وجعلها تحطم عدة أرقام قياسية لمنتخبات عالمية على غرار الديكة الفرنسية والمنتخب الأرجنتيني، في انتظار تحطيم الرقم القياسي العالمي المتواجد بحوزة المنتخب الإيطالي المتوج حديثا بلقب أورو 2021، صاحب 36 انتصارا متتاليا والذي يمكن لـ «الخضر» تحطيم رقمه خلال الجولة الثانية من الدور الأول لنهائيات كأس أمم أفريقيا بالكاميرون، بتاريخ 16 ديسمبر المقبل أمام منتخب غينيا الاستوائية، وهو ما سيسمح للمنتخب الوطني من دخول العالمية، وكتابة اسمه في مجلدات كرة القدم العالمية.

المنتخب المحلي يُهدي الجزائر لقبها العربي الأوّل  

لم يكن أشد المتفائلين من الجانب الجزائري، يتوقع عودة المنتخب المحلي بكأس العرب (فيفا - 2021) إلى التراب الوطني، خصوصا أن الناخب الوطني مجيد بوقرة اصطحب معه 04 لاعبين أساسيين فقط من المنتخب الأول، والبقية كانت مشكلة من اللاعبين الذين أبعدهم بلماضي منذ مدة من حساباته في صورة الثنائي المخضرم العربي هلال سوداني وياسين براهيمي والظهير الأيسر إلياس شتي، بالإضافة إلى بعض اللاعبين الاحتياطيين على غرار بن عيادة، طاهرات وبدران، ومنهم من حمل ألوان «الخضر» لأول مرة في مشواره الكروي في مقدمتهم رباعي الوسط (بن دبكة، دراوي، ميريزيق، تيطراوي)، والمدافع المحوري توقاي رفقة ثلاثي الخط الأمامي (زروقي، مزياني، بوتمان)، وصانع الألعاب أمير سعيود، وهي القائمة التي لم تقنع الجمهور الجزائري، بعد التأكد بأن الأسماء المدعوة للمشاركة في المنافسة القارية لم تعمل أبدا مع بوقرة خلال التربصات الأربعة التي نظمها تحضيرا لنهائيات كأس العرب، وتمكن رفقتها من الفوز على منتخبات (ليبيريا، سوريا، البورندي، البنين)، وانهزم في لقاء وحيد أمام نيوزيلاندا في تربص دبي الإماراتية، وزادت مخاوف الجمهور الجزائري بعد إعلان المنتخبات العربية هوية اللاعبين المتنقلين إلى قطر، للمشاركة في المنافسة بعناصر المنتخب الأول في صورة كل من (مصر، تونس، المغرب)، وكذا بطل آسيا المنتخب القطري.

يبدو أن روح الانتصار التي غرسها جمال بلماضي في لاعبيه وكل من يعمل إلى جانبه، جعلت «الماجيك» يترجمها للمنتخب المحلي الذي أدى مشوارا مميزا دون أدنى عثرة، بتحقيقه تعادلا وحيدا في الدور الأول أمام منتخب مصر كان بمثابة الفوز للفراعنة، و05 انتصارات كاملة أمام كل من (السودان، لبنان، المغرب، قطر، تونس)، ليفي صخرة دفاع «الخضر» الأسبق مجيد بوقرة، بالوعد الذي قطعه للجمهور الجزائري في أول ندوة صحفية بعد تنصيبه على رأس المنتخب المحلي، حين أكد بالحرف الواحد بأن الجزائر ستتنقل إلى قطر من أجل العودة بالتاج القاري لا غير، ولتؤكد أن كرة القدم الجزائرية قوية وتشارك في كل المنافسات القارية والإقليمية من أجل التتويج بها، وهو ما حدث في النهائي الذي احتضنه ملعب البيت بالعاصمة القطرية الدوحة بتاريخ 18 ديسمبر المنصرم، حين فاز «الخضر» بهدفين نظيفين أمام نسور قرطاج من قذفة سعيود المحكمة، وهجمة براهيمي المعاكسة التي اختتم بها مونديال العرب.

المحاربون يخطفون كل الألقاب الفردية بمونديال العرب

كأس العرب تمكن خلالها المنتخب «ب» من خطف كل الألقاب، بالتتويج بالكأس الغالية وخطف لقب الكرة الذهبية والفضية لأفضل لاعب في الدورة ووصيفه، التي كانت من نصيب العائد بقوة ياسين براهيمي و»الفينومينو» يوسف بلايلي على التوالي، كما أن براهيمي نال الحذاء الفضي بصفته وصيف هدافي الدورة، في حين نال حامي عرين الفريق الوطني المخضرم رايس الوهاب مبولحي، القفاز الذهبي لأفضل حارس مرمى في الدورة، وهي ألقاب من شأنها أن ترفع معنويات اللاعبين أكثر خلال «كان» الكاميرون، التي يدخلها المحاربون بتاريخ 11 ديسمبر المقبل أمام منتخب سيراليون.

مونديال العرب كانت فرصة لا تعوض للناخب الوطني جمال بلماضي، من أجل تحضير بعض لاعبيه لنهائيات كأس أمم إفريقيا، على غرار كل من (بلايلي، بونجاح، مبولحي، بن العمري، بدران، طاهرات، زغبة، بن عيادة)، الذين توقفت بطولاتهم عن النشاط، كما سمحت له المنافسة العربية من استعادة الثنائي براهيمي وشتي اللذان تألقا بشكل ملفت للانتباه، بعدما أبعدوا عن المجموعة منذ مدة بسبب عدم اقتناعه بمستواهم، في حين تأكد «سبيشل وان إفريقيا» من مستوى صاحب 21 ربيعا محمد الأمين توقاي، الذي تلقى أول استدعاء للمنتخب الأول في مشواره الكروي.

أسود جرجرة يبلغون نهائي المنافسة القارية بعد 19 عاما

على صعيد الأندية تمكن فريق شبيبة القبائل بلاعبين مغمورين، من إعادة أسود جرجرة إلى الواجهة في المنافسات القارية من بوابة كأس الكونفدرالية الأفريقية لكرة القدم، حيث تمكنوا من بلوغ نهائي النسخة الماضية، بعد مشوار كبير ومشرف تمكنوا خلاله من إقصاء كل من الاتحاد الرياضي للدرك النيجيري بالدور الأول، وفريق الملعب المالي في الدور ثمن نهائي مكرر، قبل أن يحتلوا صدارة المجموعة الثانية متفوقين على الوصيف نادي كوتون سبور الكاميروني، وبطل نسخة (2019 - 2020) نادي بركان المغربي، وفريق نابسا ستراز الزامبي الذين غادروا المنافسة، ليواصلوا التألق في الدور ربع النهائي حين أبعدوا النادي الصفاقسي التونسي في الداربي المغاربي، بالرغم من أنه كان من بين أبرز المرشحين للتتويج باللقب، وأضافوا كوتون سبور الكاميروني إلى قائمة ضحاياهم في المربع الذهبي، ليبلغوا نهائي المنافسة القارية، بعد غياب دام 19 سنة كاملة، لكن رفقاء القائد وليد بن شريفة عجزوا عن خطف اللقب القاري، بعدما احترموا كثيرا الرجاء البيضاوي المغربي في النهائي الذين انهزموا فيه بواقع هدفين لواحد.

بلوزداد يُهيمن على الرابطة المحترفة للموسم الثاني تواليًا

محليا تمكن فريق شباب بلوزداد من مواصلة احتكار الرابطة المحترفة لكرة القدم للموسم الثاني على التوالي، حيث سيطر رفقاء القائد شمس الدين نساخ على أطوار الدوري الجزائري بالطول والعرض، وتمكنوا من إهداء اللقب الثامن لأنصارهم، والخامس في 03 مواسم الأخيرة تحديدا من تولي مجمع مدار شؤون الفريق، ليؤكد أصحاب اللونين الأحمر والأبيض أن المشروع الرياضي الذي جاء به المجمع مبني على أسس متينة، وأن الاستقرار الإداري وتوفر الأموال يصنع الفارق، بعدما كان أبناء بلوزداد يتصارعون في العشرية الأخيرة من أجل ضمان البقاء لا غير. 

تألق الشباب محليا رافقه تألق قاري، بعدما كان الفريق قاب قويسين أو أدنى من بلوغ المربع الذهبي، أمام العملاق الترجي الرياضي التونسي، الذي حقق ريمونتادا وخطف التأهل من رفقاء الحارس توفيق موساوي في الأنفاس الأخيرة من مواجهة العودة بالدور ربع النهائي بملعب رادس بالعاصمة تونس، وهو ما أكسب اللاعبين خبرة كبيرة في ميادين القارة السمراء، سمح للخماسي (مرباح، كداد، دراوي، مريزيق، بلخير) من تلقي أكثر من دعوة للمنتخب المحلي، تحضيرا لنهائيات كأس العرب بقطر.

الكناري الذي بلغ نهائي كأس الكونفدرالية الأفريقية لكرة القدم، تمكن من التتويج بكأس الرابطة لأول مرة في مشواره الكروي، في النهائي أمام نجم مقرة بملعب 05 جويلية الاولمبي، ليضيف آخر لقب محلي تفتقده خزائن الشبيبة، واللقب رقم 28 في كل المنافسات، معززا بذلك صدارته لأكثر الأندية الجزائرية تتويجا بالألقاب.

سنة 2022 وتحدّيات المنتخب

سيكون المنتخب الوطني لكرة القدم في سنة 2022 أمام تحديات كبيرة، بدايتها ستكون مطلع شهر جانفي حين يكون أشبال المدرب جمال بلماضي، أمام مهمة الحفاظ على التاج القاري وإهداء الجزائر النجمة الثالثة، قبل أن يخوضوا شهر مارس المقبل الدور الفاصل المؤهل لنهائيات كأس العالم بقطر، التي تعتبر الهدف الثاني للاتحادية الجزائرية والناخب الوطني خلال سنة 2022، لتكون ثمرة عمل شاق دام طيلة 04 سنوات متتالية، قبل أن يشرع «الخضر» في التحضير لنهائيات المونديال العربي، لمحاولة بلوغ الدور ربع النهائي لأول مرة في تاريخ مشاركات الجزائر في كأس العالم لكرة القدم، والدخول بعدها مباشرة في التحضير لنهائيات كأس أمم أفريقيا 2023 بكوت ديفوار، وكأس أفريقيا للاعبين المحليين التي تحتضنها الجزائر صيف 2023.

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19521

العدد 19521

الخميس 18 جويلية 2024
العدد 19520

العدد 19520

الأربعاء 17 جويلية 2024
العدد 19519

العدد 19519

الثلاثاء 16 جويلية 2024
العدد 19518

العدد 19518

الإثنين 15 جويلية 2024