بلماضي يقف على السلبيات قبل المغامرة الإفريقية الجديدة

«الخضـر» يبلغون سنــتين كـاملتين بدون هزيمـة

محمد فوزي بقاص

بلغ المنتخب الوطني لكرة القدم سنتين كاملتين دون هزيمة، بتحقيقه التعادل أمام منتخب بوركينافاسو، ضمن الجولة السادسة والأخيرة من عمر الدور الثاني عن التصفيات الأفريقية المؤهلة لكأس العالم 2022 بقطر، محرزين 24 انتصارا و09 تعادلات خلال 33 مواجهة كاملة، أمام 20 منتخبا بالقارة السمراء، بالإضافة إلى منتخبي كولومبيا والمكسيك وبطل أسيا لنسخة 2019 المنتخب القطري، محطمين بذلك عدة أرقام قياسية قارية وعالمية، آخرها رقمي المنتخبين الفرنسي وبعده الأرجنتيني، ليقتربوا أكثر من أي وقت مضى من تحطيم الرقم القياسي العالمي، المتواجد بحوزة أبطال أوروبا منتخب إيطاليا بـ ٣٧ مواجهة دون هزيمة، وكتابة أسمائهم بأحرف من ذهب في سماء كرة القدم العالمية.

أنهى رفقاء القائد رياض محرز سنة 2021 بتعادل مهم، سمح لهم من اقتطاع تأشيرة التأهل إلى الدور الفاصل لنهائيات كأس العالم بقطر، وهو التعادل الذي جاء في وقته لإعادة ترتيب الحسابات وبناء منظومة دفاعية أقوى، تسمح لأبطال أفريقيا التنقل إلى الكاميرون، مطلع جانفي المقبل، لدخول غمار كأس أمم أفريقيا بقوة، ومحاولة الحفاظ على التاج القاري للمرة الثانية على التوالي، الذي سيزيّن خزائن «الخضر» باللقب الثالث.
ظهر المنتخب الوطني أمام الخيول البوركينابية بوجه شاحب، قد يكون بسبب أهمية المواجهة والتخوّف من تضييع حلم التأهل إلى المونديال مبكرا، أو بسبب الهدف الثاني الذي يبحث اللاعبون عن بلوغه، بتحطيم الرقم القياسي العالمي لصاحب أطول سلسلة مباريات دون هزيمة، والذي قد يتحول إلى نقمة خصوصا بعدما أضحى أبطال أفريقيا على بعد 03 مباريات من تعديل رقم المنتخب الإيطالي.
في ذات السياق، تراجع مستوى بعض اللاعبين الذين يعتبرهم الناخب الوطني أقوى المفاتيح بنهجه التكتيكي، حيث شاهد الجميع أن محور الدفاع المشكل من الثنائي جمال الدين بن العمري وعيسى ماندي لم يعد يطمئن، بسبب كثرة الأخطاء وثقل اللاعبين في الكثير من اللقطات، ما كلف «الخضر» تلقي هدفين أمام بوركينافاسو، خصوصا عندما يواجه رفقاء بن ناصر منتخبا يتجمع جيدا في الخلف، ويعتمد على الهجمات الخاطفة السريعة، مثلما كان عليه الأمر مع الخيول عشية الثلاثاء، الذين تمكنوا من تعديل النتيجة على مرتين.

اللعب بخطة (4 – 4 - 2) جعلت أداء المنتخب يتراجع

في نفس الإطار، اختيار الطاقم الفني اللعب بخطة (4 – 4 - 2)، بالاعتماد على الثنائي الهجومي سليماني وبونجاح مع وضع سفيان فيغولي على دكة البدلاء، الأمر الذي ترك الكثير من الفراغات في وسط الميدان، بعدما بدا زروقي تائها فوق المستطيل الأخضر، ما صعب مأمورية بن ناصر في تغطية كامل المساحة، وهو ما سمح للزوار من الاستحواذ على خط الوسط في الكثير من فترات الشوط الأول، الأمر الذي تحمل عواقبه الخط الخلفي.
اهتزاز سرعان ما تفطن له مهندس التتويج القاري، وقام بإقحام فيغولي مكان بونجاح والعودة إلى خطة (4 – 2 – 3 - 1) التي تعوّد «الخضر» اللعب بها في الكثير من الخرجات، إلا أن الخلل في وسط الميدان بقي قائما، ما دفع بالطاقم الفني إلى الزج بالمدافع المحوري عبد القادر بدران، في منصب لاعب الاسترجاع لمحاولة التقليل من خطورة البوركينابيين، بعد تعديل النتيجة لعدم تلقي الهدف القاتل في الأنفاس الأخيرة من عمر المواجهة.

غياب الكثيرين عن المنافسة سبب آخر في تراجع الأداء

نقطة سلبية أخرى، تكمن في التراجع البدني للكثير من اللاعبين لأسباب مختلفة، حيث لم يكن بن العمري حاضرا في كامل الصراعات الثنائية بسبب نقص المنافسة الرسمية، هو الذي خاض 6 مباريات مع فريقه قطر القطري، بسبب تعرضه لإصابة ضد العربي في دوري النجوم، وضعية جعلته يرتكب المحظور في مناسبتين أمام النيجر وبوركنافاسو، متسببا في ضربات جزاء قد تكون قاتلة مستقبلا، وعلى بن العمري العودة إلى العمل خصوصا أن الموسم الماضي مر على خريج النصرية في دكة البدلاء حين كان لاعبا لنادي ليون الفرنسي.
كما أن زميله في الفريق والمنتخب يوسف بلايلي، هو الآخر يعاني من تراجع مستوياته البدنية، بالرغم من أنه يعد الأفضل دائما فوق الميدان من جانب المنتخب الوطني تكتيكيا وفنيا، إلا أنه يعاني من نقص المنافسة بدليل أنه لا يملك الإمكانيات للعب 90 دقيقة كاملة، وهو ما اضطر بلماضي لاستبداله أمام الخيول.
كما أن عيسى ماندي الذي حوّل إلى مدافع بديل مع فريقه الجديد فياريال الإسباني، يعاني نقصا بدنيا فادحا ويعد فاقدا لريتم المواجهات، بعدما خاض 07 مباريات أساسيا من أصل 17 مواجهة لعبها فريقه في الليغا ورابطة الأبطال الأوروبية وبنهائي السوبر الأوروبي ضد تشيلسي، وهو ما جعله يفقد نسق المباريات، خصوصا بعدما قبع على دكة الاحتياط في المواجهات الثلاثة الأخيرة للغواصة الصفراء، قبل دخوله تربص «الخضر» وهو ما يعد مشكلا جديدا للناخب الوطني، بعدما عاد الحديث من جديد عن محور الدفاع الذي زال منذ نهائيات كأس أمم أفريقيا 2019.

بونجاح .. اللغز المحيّر

إضافة إلى كل ذلك فإنّ المسؤول الأول على رأس العارضة الفنية للمنتخب يواجه مشكلا من نوع آخر، يكمن في تطليق مهاجمه بغداد بونجاح هزّ شباك الخصوم، هو الذي يعوّل عليه كثيرا في نهجه التكتيكي، حيث أنّ الأخير سجل 06 أهداف في 14 مقابلة الأخيرة التي خاضها بألوان المنتخب الوطني، من أصل 748 دقيقة لعب، وهو ما يعتبر بالشيء الضئيل لمهاجم، بالرغم من أن ابن الباهية لا زال يعانق الشباك مع فريقه السد القطري، وهو ما يطرح العديد من التساؤلات، وقد تكون فرصة كأس العرب للأمم التي ستلعب بقطر، فرصة بالنسبة إليه من أجل استرجاع إمكانياته قبل نهائيات «كان» الكاميرون، بقيادة هجوم المنتخب المحلي للعودة إلى الجزائر بالتاج الإقليمي.
من جهة أخرى، عرف تربص شهر أكتوبر ظهور لاعب جديد أساسيا لثاني مرة في مسيرته الكروية، يتعلق الأمر بالظهير الأيمن لفريق النجم الساحلي التونسي حسين بن عيادة، الذي أخذ مكانه أساسيا أمام بوركينافاسو ولعب مواجهة دون خطأ، وكسب العديد من النقاط بعدما فضله بلماضي على زميله رضا حلايمية، الذي مر جانبا أمام منتخب جيبوتي في ملعب القاهرة الدولي.
كما تألق سفيان فيغولي بتسجيله لهدفين أمام جيبوتي وبوركينافاسو، محطما رقم النجم السابق للمنتخب رفيق صايفي، بعدما بلغ الهدف رقم 19 بألوان المحاربين، مساهما في 06 أهداف خلال المواجهات الخمسة الأخيرة للمنتخب الوطني في تصفيات كأس أمم أفريقيا، الأمر الذي يجعل منه لاعبا جد مهم في منظومة لعب «الخضر»، ويؤكد بأنه قيمة ثابتة يمكن مواصلة الاعتماد عليها في نهائيات كأس أمم أفريقيا ومونديال قطر المقبلين.

أفضل هجوم في التصفيات وسليماني أفضل هداف

كما أنّ تصفيات الدور الثاني لكأس العالم 2022 بقطر، عرفت تألق المنتخب الوطني بتسجيله 25 هدفا في 06 مباريات، الأمر الذي نصبه أفضل منتخب في التصفيات، وكان للهداف التاريخي للمنتخب إسلام سليماني 07 أهداف منها جعلته يخطف صدارة الهدافين في التصفيات، وبلوغ المركز الرابع مناصفة مع العملاق الطوغولي أديبايور، في ترتيب أفضل الهدافين الأفارقة خلال تصفيات المونديال، خلف المتصدر والآلة التهديفية السابقة للفيلة الإيفوارية ديدي دروغبا بهدفين.
يذكر أنّ مواجهة الفريق الوطني أمام منتخب بوركينافاسو تعد المباراة الرسمية الأخيرة للمحاربين، قبل نهائيات كأس أمم أفريقيا بالكاميرون.

 

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19521

العدد 19521

الخميس 18 جويلية 2024
العدد 19520

العدد 19520

الأربعاء 17 جويلية 2024
العدد 19519

العدد 19519

الثلاثاء 16 جويلية 2024
العدد 19518

العدد 19518

الإثنين 15 جويلية 2024