أفادت مصادر مطلعة، بأنّ اتّفاقا أبرم بين الجانب الروسي والجيش السوري الحر يقضي بإجلاء الأخير من المناطق التي يسيطر عليها جنوبي دمشق بدءاً من الثلاثاء المقبل.
وسينسحب مسلّحو الجيش الحر من بلدات «يلدا، وببيلا، وبيت سحم» باتجاه الشمال السوري، وتوقّعت المصادر أن يشمل الاتفاق أيضا مسلحي هيئة تحرير الشام.
وقالت قناة الإخبارية السورية الرسمية إنّ الاتفاق ينص على إخراج من يرغب من المسلحين مع عائلاتهم وسلاحهم الفردي، في حين تتم تسوية أوضاع الراغبين في البقاء بعد تسليم أسلحتهم»، مشيرة إلى أن العمل بالاتفاق سيبدأ بعد انتهاء الترتيبات التنفيذية له.
ومع الخروج المتوقّع للجيش السوري الحر وهيئة تحرير الشام من جنوبي دمشق يتبقى آخر جيب خارج عن سيطرة قوات النظام - في العاصمة دمشق وريفها - تحت سيطرة تنظيم الدولة الإسلامية الارهابي.
وأبرز المناطق المتبقية تحت سيطرة التنظيم الدموي هي: الحجر الأسود، مخيم اليرموك والتضامن. وشهدت هذه المناطق تصعيدا كبيرا من جانب قوات النظام منذ 19 من الشهر الجاري.
وأفادت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا) السبت بتقدم قوات النظام وحلفائه على حساب تنظيم الدولة، حيث سيطرت على مناطق آخرها أحياء القدم والعسالي والمآذنية.
يشار إلى أن النظام السوري سيطر في الآونة الأخيرة على الغوطة الشرقية بعد خروج فصيل «جيش الإسلام» من مدينة دوما، كما أعلن سيطرته على بلدة الضمير بمنطقة القلمون (شمالي دمشق).
على صعيد آخر، ضربت موجة من الاستقالات الائتلاف السوري المعارض الكيان الأبرز للمعارضة السورية ليدخل في أخطر أزماته منذ تأسيسه عام 2011، ولتضيف الأزمة عبئا جديدا على المعارضة السورية تحت هاجس تغير الواقع الميداني لصالح النظام.
وأشارت وسائل إعلام معارضة إلى وجود أسماء مرشحة للخروج من الائتلاف بعد استقالة الأعضاء سهير الأتاسي وخالد خوجة (الرئيس السابق) وجورج صبرا (رئيس سابق) اعتراضا على مسار الائتلاف وخروجه عن مساره.
ويضم الائتلاف السوري - الذي تشكل في 11 نوفمبر 2012 - معظم أطياف المعارضة السورية، وبعد استقالة رئيسه رياض سيف لأسباب صحية - كما قال - في مارس الماضي كلف عبد الرحمن مصطفى برئاسته مؤقتا.
ويحذّر الكثير من المعارضين من أن تظهر مؤسسات المعارضة الأبرز، وكأنّها تتفتّت أمام النظام الذي يوجد في صورة «المتماسك»، خصوصا بعد الإنجازات العسكرية الأخيرة التي حقّقها.