صوت مجلس أمن الأمم المتحدة، أمس، على مشروع لائحة تمدد عهدة بعثة الأمم المتحدة من أجل تنظيم استفتاء في الصحراء الغربية (المينورسو) بستة أشهر، داعيا طرفي النزاع جبهة البوليساريو والمغرب إلى استئناف المفاوضات المباشرة دون شروط مسبقة.
نص مشروع اللائحة النهائي الذي جاء ثمرة عدة أيام من المفاوضات ضمن مجلس الأمن الأممي على تمديد عهدة بعثة المينورسو بستة أشهر إلى غاية 31 أكتوبر 2018 بدلا من سنة.
من ثم فإن هذا النص الذي قدمته الولايات المتحدة يجدد دعم مجلس الأمن لجهود المبعوث الشخصي هورست كوهلر ويجدد التأكيد على التزامه بمساعدة طرفي النزاع على «التوصل لحل سياسي عادل و مستدام يقبله الطرفان و يضمن تقرير مصير الشعب الصحراوي».
يتضمن مشروع اللائحة الذي سجل ملاحظات جلسات المفاوضات الأربعة المنظمة برعاية الأمين العام، اعترافا بأهمية سعي أطراف النزاع لإحراز تقدم في مسار المفاوضات دون شروط مسبقة وعن حسن نية. كما ركز النص على أهمية آداء المينورسو لمهمتها سيما دورها في دعم المبعوث الشخصي للأمين العام الأممي.
كانت المباحثات بشأن مشروع لائحة حول الصحراء الغربية المحتلة بمجلس الأمن عرفت بعض الجدل، حيث طالبت الدول الاعضاء بنص يرتكز إلى تسوية سياسية للنزاع. لم يسجل النص الذي عرضته الولايات المتحدة، باعتبارها هي التي تصوغ اللوائح، اجماعا على مستوى هذه الهيئة الاممية.
اضطر الوفد الأمريكي لتنقيح صيغة ثالثة وأخيرة هي التي تم التصويت عليها، أمس.
اعتبرت كل من روسيا والسويد وهولاندا وكازاخستان والصين أن النص يجب أن يرتكز على المسار السياسي بهدف تقديم دعم فعال أكثر للمبعوث هورست كوهلر في مهمة الوساطة التي يقوم بها.
مناورة فرنسية مشكوكة
جاء النص الذي يحمل بصمة فرنسا التي تعارض دائما حق الشعب الصحراوي في تقرير المصير مركزا على منطقة الكركرات في حين أن تسوية الأزمة في هذه المنطقة العازلة قد ورد التكفل به في لائحة سابقة لمجلس الأمن كان المغرب قد عارضها.
رفضت الرباط ارسال بعثة أممية للبحث ميدانيا في الجانب الذي كان مصدرا لانتهاك وقف اطلاق النار بهذه المنطقة التي تخضع لمراقبة الامم المتحدة، معتبرا إياها «غير موائمة».
كما فندت الأمم المتحدة بشكل قاطع اتهامات المغرب حول التواجد المزعوم لجبهة البوليساريو بالكركارات والذي كان متبوعا بتذكير هام حول الحدود الجغرافية لهذه المنطقة التي لا تضم في أي حال من الاحوال الأراضي المحررة لبئر لحلو و تيفاريتي.
من خلال تضخيم أزمة الكركارات، فإن المغرب أراد صرف نظر مجلس الامن عن المشكل الحقيقي وهو حالة الانسداد التي يوجد فيها مسار السلام.
اعترضت كل من فرنسا والمغرب على الاشارة الى هذا الانسداد في المشروع الأول للائحة وطالبتا بحذفها من النص.
من جانبه، أكد ممثل جبهة البوليساريو بفرنسا، أبي بشرايَ البشير، ارتياح الطرف الصحراوي لمشروع القرار الذي تقدمت به الولايات المتحدة الأمريكية إلى مجلس الأمن الدولي بخصوص النزاع في الصحراء الغربية.
كلود مونجان أسفاري
وجهت ست جمعيات فرنسية رسالة إلى رئيس المجلس الأوروبي، بخصوص قضية المواطنة الفرنسية كلود مونجان أسفاري، التي تخوض إضرابا مفتوحا عن الطعام منذ 18 أفريل، بعد منعها من طرف السلطات المغربية من زيارة زوجها المعتقل السياسي الصحراوي، ضمن مجموعة أكديم إزيك، النعمة أسفاري، بسبب قرار الحظر المفروض عليها، منذ ما يزيد عن 21 شهرا.
وطالبت، من رئيسة المجلس الأوروبي «التدخل العاجل لدى السلطات المغربية، لرفع الحظر المفروض على السيدة مونجان، والسماح لها بزيارة زوجها لتفادي وقوع كارثة إنسانية.
نهب 1.5 مليون طن من الفوسفات
كشف تقرير سنوي جديد لمرصد الموارد الطبيعية للصحراء الغربية أن أكثر من 1.5 مليون طن من فوسفات الصحراء الغربية المحتلة أي ما قيمته 142 مليون دولار تم تصديرها بطريقة غير قانونية من قبل المغرب في 2017.
ويوضح خامس تقرير حول «النهب» لمرصد الموارد الطبيعية للصحراء الغربية الذي يقع في 48 صفحة حول فوسفات الصحراء الغربية أنه «خلال سنة 2017 تم تصدير 1.59 مليون طن أي ما قيمته 74،142 مليون دولار بطريقة غير قانونية عبر 27 ناقلة سوائب».
يدعو مرصد الموارد الطبيعية للصحراء الغربية كافة الشركات المعنية بهذه التجارة إلى الوقف «الفوري» لأي عملية شراء فوسفات الصحراء الغربية المحتلة إلى حين التوصل لحل للنزاع وممارسة الشعب الصحراوي لحقه المشروع في تقرير المصير.