عقد مجلس الدولة في كوبا، أمس، جلسة «تاريخية» لانتخاب قائد جديد للبلاد بعدما كانت مقررة اليوم الخميس، لتطوي الجزيرة الكاريبية بذلك صفحة دامت نحو ستين عاما من حكم الاخوين كاسترو، وقد اختار راؤول لكاسترو، البالغ من العمر 86 عاما، لنفسه خلفا هو نائب الرئيس ميغيل دياز كانيل الذي يبلغ 57 عاما من العمر، ويستعد الأخير لتولي مقاليد الحكم، لكن انتقال السلطة إليه لا يزال يتطلب تأكيدا رسميا.
وأعلن المجلس، أن أهمية الحدث، دفعته لبدء أعمال الجلسة قبل يوم من الموعد المحدد لها، إذ قد تستمر فعاليات الجلسة ليوم أو يومين.
وسيعلن راؤول كاسترو الذي تولى القيادة في 2006 خلفا لشقيقه الأكبر فيدال الذي مرض ثم توفي في 2016، خلال الجلسة عن استقالته من منصب رئيس مجلس الدولة ومجلس الوزراء، وبعد ذلك سيتم انتخاب قائد جديد لكوبا.
ويأتي تغيير رأس السلطة في كوبا إلى حد كبير، بقرار من راؤول نفسه، فهو الذي اقترح، فرض حدود من ناحية السن، على من يشغلون مناصب في قيادة الدولة، وحدد أيضا مدة البقاء في هذه المناصب بخمس سنوات فقط.
وأعلن الزعيم الكوبي الحالي عدة مرات سابقا، أنه سيترك مناصبه الحكومية في أفريل 2018.
وبشكل عام نظر الكوبيون بتفاؤل متحفظ بعض الشيء، إلى هذا القرار ويرى الشيوعيون المخضرمون، أن جيل الثورة فقط يمكنه المحافظة على مكاسبها ويضمن سلامة البلاد.
أما أصحاب البزنس الصغير، الذين سمحت لهم السلطات في الفترة الأخيرة بفتح المشاريع الخاصة مثل المطاعم والمقاهي البسيطة، فيأملون أن تواصل الدولة عملية تحرير وتخفيف شروط ممارسة الأعمال التجارية.
وفي ذات الوقت، يأمل المواطنون البسطاء، في أن التحولات والتغيرات ستجلب الدعم المالي من الخارج وخاصة من الكوبيين المغتربين وهو ما سيسمح بزيادة رواتب التقاعد وأجور العاملين وتخفيض الأسعار وبالتالي تحسين ظروف الحياة في بلادهم.
ولن يغادر الرئيس المنتهية ولايته رئاسة الحزب الوحيد إلا في المؤتمر المقبل المقرر في 2021 السنة التي سيبلغ فيها التسعين من العمر، ما يسمح له بتأمين انتقال مضبوط في مواجهات التحديات العديدة التي تواجهها الجزيرة.
وسيكون وريث الأخوين كاسترو خصوصا مكلفا متابعة «التحديث» الحتمي لنموذج اقتصادي متقادم، بينما تواجه كوبا ضعف حليفتها الفنزويلية والحظر الأمريكي الذي يؤثر حتى اليوم على تنميتها. وأوقف الرئيس الأمريكي دونالد ترامب التقارب الذي بدأ في نهاية 2014 بين كوبا والولايات المتحدة.