البرلمان أقّر بأغلبية ساحقة تعديل الدستور

الصين تُلغي القيود المفروضة على العهدات الرئاسية

أقر مجلس نواب الشعب الصيني، أمس، التعديلات الدستورية التي تلغي القيود المفروضة على الفترات الرئاسية، مما يسمح للرئيس بالبقاء في الحكم لفترة غير محددة. وذكرت وكالة الأنباء الصينية (شينخوا)، أن البرلمان الصيني أقر في جلسة، أمس، تعديلا دستوريا يتيح لرئيس البلاد البقاء في منصبه مدى الحياة، وقد أقر البرلمان الذي يناهز عدد أعضائه 3 آلاف نائب هذا التعديل ضمن مجموعة تعديلات لدستور البلاد، بموافقة 2958 صوت ومعارضة نائبين وامتناع ثلاثة.
يذكر، أن الدستور الحالي قبل تعديله، كان يحدد فترات الولاية الرئاسية بفترتين رئاسيتين فقط، وهو ما دفع بعض المراقبين إلى القول، إن هذا التعديل الأخير يمثل عودة إلى الوراء. ومهد البرلمان الصيني، بذلك، الطريق أمام شي جينبينغ للبقاء رئيسا مدى الحياة بالغائه الحد الاقصى للولايات الرئاسية، ومنحه سلطة شبه مطلقة من اجل تطبيق رؤيته لتحويل البلاد الى قوة عظمى اقتصاديا وعسكريا.
تنهي الخطوة حقبة القيادة «الجماعية» والخلافة المنظمة التي ارساها القائد السابق دينغ شياوبينغ لضمان الاستقرار وتجنب اي عودة للحكم الديكتاتوري لعهد مؤسس الشيوعية في الصين ماو تسي تونغ.
 حظي التعديل الدستوري التاريخي بتأييد مطلق في البرلمان بموافقة 2958 نائبا، مقابل معارضة نائبين وامتناع ثلاثة عن التصويت. كان شي أول من أدلى بصوته في قاعة الشعب الكبرى في بكين في صندوق احمر وسط تصفيق اعضاء مجلس الشعب مع كل عملية اقتراع على تعديل الدستور من اجل الغاء الحد الاقصى لولايتين رئاسيتين من خمس سنوات.
كان متوقعا للتعديل الدستوري الاول منذ 14 عاما، ان يمر بسهولة في البرلمان الذي لم يصوت يوما ضد أي نص يطرحه الحزب الشيوعي منذ انشائه قبل نصف قرن. قال جو تشيوتشن وهو ممثل مقاطعة هيلونغجيانغ في شمال شرق البلاد، «انها الارادة الملحة لعامة الشعب»، مكررا مقولة الحزب الشيوعي الذي يعتبر ان تعديل الدستور يحظى بتأييد جامع لدى العامة. وأحكم شي (64 عاما) قبضته على السلطة منذ ان أصبح أمينا عاما للحزب الشيوعي في 2012، وهو أعلى منصب يتسلمه. وعلى الرغم من ان مدة شغل المنصب غير محددة، الا ان سلفيه اكتفيا بولايتين في تقليد ارساه القائد السابق دينغ شياوبينغ.
 تعتبر الرئاسة في الصين منصبا فخريا الى حد بعيد، الا ان الدستور الذي يضع حدا اقصى للولايات الرئاسية كان يفرض على شي التخلي عن الرئاسة في 2023. لكن شي وبعد تعديل البرلمان للدستور بات الآن بوسعه البقاء الى ما لا نهاية من اجل تطبيق رؤيته للصين المتجددة كقوة عالمية ذات جيش «من الاقوى عالميا» بحلول منتصف القرن الحالي. يتمتع الرئيس شي بشعبية لدى الشعب الصيني لا سيما بسبب حملة القمع التي شنها ضد الفساد وطالت اكثر من مليون شخصية رسمية في الحزب، وتهميش منافسين محتملين له. قال المحلل السياسي وو تشاينغ «اعتقد انه كان يخوض انقلابا ناعما خلال السنوات الخمس الماضية بجعله المكتب السياسي مجرد هيئة صورية»، في اشارة الى المكتب السياسي الواسع النفوذ في البلاد والذي يضم 25 عضوا. فيما انصب الاهتمام على الغاء الحد الاقصى للولايات الرئاسية، الا ان التعديلات تشمل كذلك بنودا اساسية تدرج «فكر شي جينبينغ» في الدستور وكذلك توسيع صلاحيات الحزب الشيوعي في ادارة شؤون البلاد.

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19634

العدد 19634

الأربعاء 27 نوفمبر 2024
العدد 19633

العدد 19633

الثلاثاء 26 نوفمبر 2024
العدد 19632

العدد 19632

الإثنين 25 نوفمبر 2024
العدد 19631

العدد 19631

الأحد 24 نوفمبر 2024