أكد “ابراهيم مخطار” وزير البيئة و المياه الصحراوي في تصريح خص به “الشعب” أن الحكومة المغربية اليوم متخوفة من فرض المجتمع الدولي للحل السلمي المبني على احترام حق الشعب الصحراوي في تقرير المصير، و أضاف المتحدث أنه و في الوقت الذي يبحث فيه المجتمع الدولي عن حلول للقضية الصحراوية يقوم نظام المخزن المغربي بحملات تعذيب و تنكيل واختطاف للمواطنين الصحراويين العزل بالأراضي المحتلة.
مؤكداً على أن الرئيس الصحراوي بعث ببرقية شديدة اللهجة للأمين العام للأمم المتحدة يستنكر فيها “الواقع الخبيث لحقوق الانسان في الأراضي الصحراوية” و الظلم الممارس من طرف سلطات الاحتلال المغربي ضد الصحراويين و تدني مستوى حقوق الانسان بالأراضي المحتلة، موضحاً بأن خيار الكفاح المسلح و عودة الجيش الصحراوي الى القتال يبقى خياراً مطروحاً بقوة في أي وقت و المخزن هو من يتحمل بمفرده مسؤولية اشتعال فتيل الحرب بالمنطقة، و أبرز الوزير أن القضية الصحراوية أحرزت عدة انتصارات قانونية كان آخرها ما صدر عن المحكمة العليا الافريقية التي اعتبرت أن شحنة الفوسفات المتجهة الى نيوزيلاندا هي “سرقة في حق الشعب الصحراوي”، بالإضافة الى تقرير المدعي العام بالمحكمة العليا الأوربية حول عدم شرعية اتفاقية الصيد البحري في السواحل الصحراوية الموقعة بين المغرب و الاتحاد الأوربي.
جاء هذا على هامش احتضان المركز الجامعي “علي كافي” بتندوف لفعاليات الملتقى الوطني الأول حول القضية الصحراوية تحت شعار “القضية الصحراوية بين خياري السلم و المقاومة”، و الذي يأتي بالتعاون مع اللجنة الوطنية الجزائرية للتضامن مع الشعب الصحراوي، بحضور وفد رفيع المستوى من الجمهورية الصحراوية يترأسهم “ابراهيم مخطار” وزير البيئة و المياه في الحكومة الصحراوية و أساتذة من جامعات جزائرية، و عن رمزية التاريخ، أكد “بن منصور عبد الكريم” رئيس الملتقى أن اختيار هذا الموضوع يأتي تكريساً لمبدأ ثابت من مبادئ الدولة الجزائرية الرامي الى الوقوف مع الشعوب التواقة للحرية والداعي الى تمكين الشعوب المضطهدة من تقرير مصيرها،و تخليداً للذكرى الـ42 لإعلان قيام الجمهورية الصحراوية كان لزاماً –يضيف المتحدث- تنظيم ملتقى وطني حول القضية الصحراوية بتندوف تحديداً باعتبارها حاضنة لمخيمات اللاجئين الصحراويين منذ أزيد من 40 سنة.
الخبير الأمني “مجاهد ” يرافع من أجل القضية الصحراوية
أكد الخبير الأمني اللواء المتقاعد “مجاهد عبد العزيز” أن الحركة الوطنية الصحراوية عميقة و يمتد تاريخها الى الفترة التي تلت النكسة سنة 1967 و هي من كانت وراء إحياء روح المقاومة في كل المنطقة العربية، و أضاف المتحدث أن نشأة جبهة البوليساريو كانت لها انعكاسات على المنطقة العربية ككل من خلال حرب أكتوبر 1973 و تحالفات استخباراتية عربية إيرانية، و غزو المغرب للصحراء الغربية سنة 1975، و أضاف المتحدث أن الغزو المغربي للصحراء الغربية سنة 1975 و محاولة تقسيمها مع دول الجوار كان السبب وراء ما يعيشه المخزن اليوم من ارتدادات على الصعيد الاجتماعي و الاقتصادي و الديبلوماسي،مؤكداً أن الشعب المغربي وقع اليوم ضحية مؤامرات هذا النظام الفاسد، موضحاً بأن موقعة “كديم إزيك” كانت الشرارة الأولى التي أشعلت فتيل الربيع العربي و ألهمت الشعوب للانتفاض في وجه الأنظمة المتسلطة، و أردف المتحدث قائلاً أن نضال وصمود الشعب الصحراوي سواء في مخيمات العزة و الكرامة أو في المدن المحتلة أحيت الوعي لدى الشعوب العربية، معتبراً أن نظام المخزن ما هو إلا أداة خُلقت في يد الاستعمار بوجهيه القديم و الحديث، و هو نظام له نفس الاستراتيجية و السياسة والفلسفة مع الكيان الصهيوني وكلاهما يشتركان في النزعة الاستعمارية التوسعية بما يخدم الأنظمة المستبدة حول العالم.
نظام تسلطي لا يتوانى عن قمع الحريات
أحداث مصورة و شهادات مسجلة عكست مدى همجية و ظلامية النظام المخزني بالصحراء الغربية، احتضنتها أروقة المركز الجامعي بتندوف ضمن معرض مُقام على هامش الملتقى الوطني الأول حول القضية الصحراوية، و الذي عكس جانب من يوميات الظلم و الاعتداءات المتواصلة التي يعيشها الشعب الصحراوي الأعزل في الأراض المحتلة من طرف نظام يتفــنـن في التنكيل بضحاياه من الصحراويين، “الشعب” إقتربت من بعض الطلبة الصحراويين الدارسين بالمركز الجامعي بتندوف و الذين استنكروا مواصلة نظام المخزن و بعثة المينورسو عرقلة استئناف الزيارات العائلية بين مخيمات اللاجئين و المناطق المحتلة و التي كانت تتم تحت إشراف الأمم المتحدة، و يروي “محمد لمين محمد حمدي” أحد الطلبة الصحراويين بجامعة وهران كيف ساهم نظام المخزن و إسبانيا في شتات عائلته المكونة من 09 أفراد بين مخيمات اللجوء و الأراضي الصحراوية المحتلة و إسبانيا، مستنكراً ما يتعرض له أبناء شعبه من مضايقات يومية بشتى أنواع التعذيب و التوقيف العشوائي بالمدن المحتلة و جنوب المغرب، و أضاف أن الاشتباه في كون أحدهم مواطن صحراوي هي حجةكافية بالزج به في السجون و تعرضه لمحاكمة عسكرية بدون الدفاع، ناهيك عن سرقة الثروات و تخريب المناطق الأثرية بالصحراء الغربية تحت إشراف المخزن المغربي.
تزامناً و الذكرى الـ42 لإعلان قيام الجمهورية الصحراوية، و بالتعاون مع اللجنة الوطنية الجزائرية للتضامن مع الشعب الصحراوي، احتضن المركز الجامعي “علي كافي” بتندوف يوم أمس فعاليات الملتقى الوطني الأول حول القضية الصحراوية تحت شعار “القضية الصحراوية بين خياري السلم و المقاومة”.
الملتقى الوطني حول القضية الصحراوية يأتي بالتزامن مع إحياء الشعب الصحراوي للذكرى الـ42 لإعلان قيام الجمهورية الصحراوية كدولة مستقلة ذات سيادة وطنية، و وسط دعوات من المجتمع الدولي لطرفي النزاع للعودة الى طاولة المفاوضات المباشرة .